وعلى غير المتوقع، بدأت عودة سكان الأحياء الداخلية من المدينة مبكراً، لتفقد ممتلكاتهم على الرغم من خطر الألغام المنشورة، وبمشاهدات لعدد من أهالي المدينة في زيارتهم الأولى، كانت ممتلكات المنازل لاتزال موجودة، وعند العودة إلى تلك المنازل بعد إعلان إزالة الألغام من بعض الأحياء وجدها أصحابها خالية على عروشها، ما دفع الكثير لاتهام قسد بسرقة محتويات المنازل.
كما تفرض قسد “حظراً للتجوال” في شوارع الرقة، من الساعة السادسة مساءاً حتى الصباح، يتخلل تلك الفترة اطلاق للرصاص، لإيهام المدنيين بعمل قسد على ملاحقة اللصوص، فيما يؤكد الكثيرون أنها فقط لإخافة الأهالي لا أكثر، حيث تتولى مجموعات من قسد حماية أحياء معينة من المدينة، مانعين أحداً غيرهم من دخولها، ويمنع على أي مدني إخراج أي شيء من منزله، دون موافقة أمنية للمرور على حواجز قسد.
والجدير بالذكر، أنّ الكثير من المنازل المنهوبة من محتوياتها في الرقة، كُتب على جدرانها عبارات، تحمل اسم مجموعات عسكرية “كمجلس منبج العسكري”، وغيرها من المجموعات التي كانت تقاتل تحت راية مليشيا قسد، والتي غادرت الرقة بعد إتمام العمليات العسكرية فيها، حاملين معهم ما استطاعوا نهبه، تاركين المدينة خاوية على عروشها.
وفي الوقت الحالي، يلاحظ بطء شديد من قبل المليشيات والمؤسسات التابعة لها والمنظمات في إزالة الألغام، والتي تحولت الى أداة استثمار مقابل مبالغ مالية لفحص أي منزل، فكلفة فحص منزل حالياً تتراوح بين ٥٠ الى ١٠٠ دولار والتي بدورها سبب أخر لتأخير عودة المدنيين، الذين حصدت تلك الألغام أرواح المئات منهم إلى الآن ويرجح ان يستمر هذا السيناريو حتى وقت طويل.