“زوربا السوري” هكذا وصف ناشطون مسناً من مدينة الرقة بدأ يعزف على الناي بعد أن وجد أن عناصر شبيحة لم تُعرف هويتهم نهبوا منزله وتركوه فارغاً، وأظهر شريط فيديو المسن مع عدد من أفراد عائلته وهو يقف أمام خزائن منزله المنهوب ويفتحها واحدة تلو الأخرى ويضرب عليها بعصبية، ثم يضع الناي في فمه ويبدأ بالعزف ويخبط بقدمه على الأرض، وينضم إليه شابان من عائلته ليشرعا بالدبكة على إيقاع موسيقاه، ثم يصعد فوق دكة اسمنتية ويكمل العزف والدبك وسط صيحات صاحبة المنزل التي لم تلبث أن اندمجت معهم وبدأ الجميع بعدها بالضحك.
وبدا المسن في مقطع لاحق وهو يعزف لحناً حزيناً متنقلاً في أرجاء منزله الفارغ ثم يقول “عفشوا كل شي”.
وعلّق الناشط “محمد السلوم” على المقطع: “لمن كان يسألني عن رقصة زوربا هذي هي رقصة زوربا”، واستدرك :”زوربا السوري الذي سرق اللصوص والعفيشة أثاث منزله وتعب عمره فلم يجد إلا الرقص وسيلة لمواجهة قبح العالم”. وروى “كازنتزاكي” في روايته الشهيرة أن “زوربا” اليوناني عندما مات طفله الصغير كاد أن يموت ألماً وبينما كان الآخرون يبكون بدأ بالرقص!
وقال الآخرون عنه: “لقد جُنَّ زوربا”، وقال العجوز اليوناني لهم: “لو لم أكن رقصت لكنت متّ “، وهكذا فعل المسن الرقاوي الذي لم يُعرف اسمه متعالياً على الجراح في مشهد يلخص عذابات السوريين ويكشف إرادة الحياة في داخلهم.
بدوره كشف عضو حملة “الرقة تذبح بصمت” الناشط “صلال المفتاح” لـ”زمان الوصل” أن كل القوى التي دخلت إلى محافظة الرقة نفذت عمليات سرقة منظمة للمحال والبيوت والممتلكات العامة وبخاصة قرى “الغانم العلي” و”معدان” التي نُهبت منازلها من قبل “جيش العشائر” التابع للنظام، وبعد التعفيش قاموا بحرق المنازل عدا عن سرقة السيارات والآليات الزراعية.
وأكد محدثنا أن 80 % من منازل ومحال المدينة تمت سرقتها في العلن وتم رصد حرق عشرات المنازل بعد عملية السرقة للتمويه.
ولفت “المفتاح” إلى أن المسروقات التي يتم نهبها من ريف الرقة الشرقي كانت تنقل إلى مناطق النظام في حماة وحمص وإلى سوق المسروقات في “راس العين”، وكانت سيارات كبيرة (شاحنات) كانت تعبأ بالمنهوبات وتخرج من المدينة دون مساءلة من الحواجز التابعة لـ”قوات سوريا الديموقراطية” المحيطة بالمدينة.
المصدر : زمان الوصل