انتشرت مخيمات الموت، عقب بدء الهجوم على مدينة الرقة وريفها في محيط الرقة، لينتقل المدنيون من سوط التنظيم الإرهابي، إلى ذل القوات الانفصالية الحاقدة، وكأنه لزاماً عليهم أنّ يدفعوا ثمن أحقاد العالم أجمع، مخيمات لا ترقى لمستوى العيش الإنساني، غابت عنها أدنى مقومات العيش، والحياة الكريمة، فما كان “تحريرهم” إلا استكمالاً لمسلسل الموت المنظم الذي يتعرض له أهل الرقة بأدوات وشخوص مختلفة.
ومن تلك المخيمات “مخيم الطويحينة”، الواقع شمال غرب مدينة الطبقة بحوالي ٢٠ كم، والذي تم إنشاءه في الربع الأول من عام ٢٠١٧، مخصصاً لحوالي ١٥ ألف نازح، معظمهم من أهالي ريف حماة الشرقي، والذين نزحوا خوفاً من بطش عصابات الأسد ومليشياته، بعد تقدمهم وسيطرتهم على قراهم.
هذا ويعاني سكان مخيم الطويحينة، كما يعاني كلّ سكان مخيمات الرقة، من ظروف إنسانية صعبة، قابعين في خيام بلاستيكية لا تقييهم برد الشتاء ولا حر الصيف، كما يفتقر المخيم لتوافر التيار الكهربائي، إضافة عن عدم وجود مياه شرب صالحة للاستخدام البشري، حيث يعتمد أهالي المخيم على صهاريج المياه والبراميل، ناهيك عن النقص الحاد في الخدمات الطبية الأساسية.
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة شتاءً، ازدادت معاناة الأهالي داخل المخيم، حيث يعتمدون على قطع أغصان الشجر بما هو متوفر لديهم، واشعالها بهدف التدفئة واستخدامها في الطهي.
وقد وجه أهالي المخيم، العديد من النداءات الإنسانية لـ “مجلس الرقة المدني” التابع لمليشيا قسد، لتحسين وضع المخيم، إلا أنّ كلّ تلك النداءات كانت دون ردٍ من قبل السلطات القائمة، حيث ينشغل المجلس بإقامة احتفاليات الدبكة، والتقاط الصور مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي المُطلق سراحهم.
وفي سياق متصل، فقد تم تسجيل العديد من الإصابات بأمراض جلدية وأمراض معدية كـ “الجدري، الحصبة واللشمانيا” نتيجة الأهمال الصحي، وعدم توفر مستوصف أو نقطة طبية لتلبية حاجات قاطني مخيم الطويحينة.
هذا ويوجد في محافظة الرقة، أكثر من ١٠ مخيمات تحتوي قرابة ١٥٠ ألف مدني نازح من المدينة وريفها، وأرياف حلب وحماة ودير الزور، والصفحة المشتركة بينها عدم توفر أبسط مقومات العيش، ما ينذر بكارثة إنسانية في ظل الإهمال المتعمد من قبل مليشيا قسد المسيطرة ومجالسها المحلية.