مع بدء العالم باحتفالات أعياد الميلاد، يكون العمل على إزالة الألغام من كنيستين تاريخيتين في مدينة الرقة السورية، قد انتهى. بيد أنهما لن تكونا جاهزتين للاحتفالات.
تتزامن احتفالات العالم بأعياد الميلاد، هذا العام، مع إعلان تأمين كنيستين تاريخيتين في مدينة الرقة السورية من الألغام، بيد أن أهالي المدينة سيحرمون من الاحتفالات مع وجود كم هائل من الدمار والخراب، التي خلفتها المعارك.
تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي سيطرة على المدينة لثلاثة أعوام، خلف في عدة أماكن فخاخ متفجرة، بما فيها الكاتدرائيتين الرئيسيتين.
ويقوم اختصاصيو نزع الألغام بمسخ أخير على دور العبادة لتأمينها، لكنها تبقى في حالة يرثى لها جراء الدمار، فيما أعلن القائمون على الكناس عدم جاهزيتها لإقامة الاحتفالات بالأعياد لهذا العام. بالكاد يمكن تمييز كنيسة “الشهداء”، الكاثوليكية الأرمنية، في مركز المدينة. الصليب في أعلى برجها دمر على أيدي المقاتلين قبل أعوام.
“سيدة البشارة” أيضا، وإحدى أهم الكنائس في سوريا، دمرتها طائرة التحالف في آب/أغسطس الماضي، خلال إحدى الغارات على الرقة، بحسب ما نقلت حملة “الرقة تذبح بصمت”، المختصة بتوثيق الانتهاكات في المدينة.
1300 لغم..
عام 2014، عندما سيطر تنظيم “داعش” على المدينة، استخدم كنيسة “الشهداء” كسجن، وحفر تحتها أنفاقا ليتنقل خفية.في الوقت الراهن، يعمل ستة أشخاص من “روج لمكافحة الألغام”، (منظمة غير حكومية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد)، مستخدمين ماسحات يدوية للبحث عما تبقى من ألغام في الكنيسة.
في السياق، يقول عبد الحميد آيو، أحد الأخصائيين في المنظمة، “مع قدوم العطلة بمناسبة الأعياد، هدفنا أن يعود إخوتنا المسيحيون إلى ممارسة تقاليدهم”. وأضاف: “هناك الآلاف من الألغام في الرقة. كان علينا تنظيف نصف المدينة. أزلنا حتى الآن 1300 لغما”.
“انتبه! خطر وجود ألغام!”..
وتم طرد تنظيم داعش من المدينة بهجوم مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. بيد أن الدمار يعم المدينة، ونسبة قليلة جدا من السكان تمكنوا من العودة إلى منازلهم فيها. وتملأ المدينة لافتات كتب عليها “انتبه! خطر وجود ألغام!”. وبعد الانتهاء من كنيسة “الشهداء”، سيشرع الأخصائيون بإزالة الألغام من كنيسة “سيدة البشارة”، الي دمرتها غارة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، في غارة جوية.
في الماضي، الآلاف من المسيحيين السريان والأرمن كانوا يعيشون في الرقة، مشكلين ما نسبته واحد في المئة من عدد السكان الذين بغالبيتهم من المسلمين السنة. مع دخول تنظيم داعش إلى المدينة، هرب المسيحيون وأقليات أخرى من المدينة، لخوفهم من خيارات: التحول إلى الإسلام ودفع الضرائب “الجزية”، أو الموت.
المصدر : euronews.com