الرقة تذبح بصمت
لا يمر يومٌ في مدينة الرقة، إلا وتشيع المدينة المدمرة عدداً من مدنيها، بفعل الألغام، حتى بعد مرور أشهر على انتهاء المعركة بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتنظيم داعش، والتي شهدت خلالها المدينة قصفاً عشوائياً كثيفاً خلف أكثر من ألفي شهيد فيها.
وبخروج التنظيم من الرقة في ١٥ تشرين الثاني المنصرم، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من الألغام والعبوات الناسفة والتي قُدر عددها بنحو ٨٠٠٠ لغم زرعه التنظيم خلفه، بعد فرار عناصره من المدينة عقب صفقة أبرمها مع ميليشيا قسد، لتحصد ألغامه أرواح المدنيين الأبرياء العائدين إلى أطلال مدينتهم المدمرة.
وتعمل في الوقت الحالي ثلاث منظمات مختصة بنزع الألغام في الرقة وهي “ماغ، تيترا تيك، هاندي كاب”، وتقوم بفك الألغام في المنشآت العامة والشوارع الرئيسية فقط، حيث قامت حتى الآن بالإنتهاء من بعض أحياء الرقة وهي “المشلب، مفرق الجزرة، هشام بن عبد الملك، الطيار، شارع المنصور، الصناعة”، كما قامت المنظمات المذكورة بتدريب عدد من المتطوعين في صفوفها، والذين يعملون على فك الألغام من المنازل بأجر قد يصل حتى ٧٥ ألف ليرة سوريا للغرفة الواحدة، ما يشكل تحدياً لبعض سكان المدينة الذين لا يملكون المال لذلك.
كما تعمل حالياً في مدينة الرقة عدد من الأليات التابعة لمجلس الرقة المدني، في إزالة الأنقاض والسواتر الترابية، حيث تم إزالة الأنقاض المتراكمة في الشوارع العامة، وتكديسها على جوانب الطرقات، ما دفع عدد من سكان الأحياء العائدين لاستئجار الآليات على حسابهم الخاص لترحيل تلك الأكوام.
وعلى هذه الوتيرة من العمل، تحتاج الرقة المدمرة بنسبة ٨٠٪ نتيجة المعركة الأخيرة، والفاقدة لمعظم بناها التحتية، لسنة أو أكثر حتى تبدء عملية البناء للمساكن فيها، إذ ما تم تقديم الأموال اللازمة لإعادة الإعمار كما تتوقع السلطات الموجودة في المحافظة.