أثار انشقاق العقيد “طلال سلو” الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء الماضي، جدلاً كبيراً في الأوساط الإعلامية لحين تأكيد الخبر، في الوقت الذي لم تعترف “قسد” بانشقاقه” وقالت في بيانها إنها فقدت الاتصال معه وأنه قد “اختفى”، وسط تساؤلات باتت مفتوحة عن توقيت الانشقاق والسبب الذي دفع سلو للخروج من مناطق سيطرة قسد باتجاه مناطق الجيش الحر في الوقت الذي تتوسع فيها المساحة التي تسيطر عليها قسد في الرقة وصولاً لدير الزور الشرقي أي أنها في موقع “قوة”.
بالعودة لطريقة الانشقاق المفاجئة للجميع والجدل الذي حصل عن انشقاقه بتنسيق معه الجيش السوري الحر في درع الفرات أو المخابرات التركية، والمصدر الذي استندت إليه “شام” في معلوماتها أن العقيد طلال سلو نسق مع المخابرات التركية بشكل سري ومباشر، وأن المخابرات التركية دخلت فجر الأربعاء إلى أحد المعابر مع مناطق سيطرة قوات قسد واستقبلت سلو وقامت بنقله على الفور باتجاه الأراضي التركية، مؤكداً عدم وجود أي دور للفصائل في عملية الانشقاق، وهذا ما أكده لاحقاً عدد من قيادات الجيش السوري الحر في مناطق “درع الفرات” بعدم علمهم بالأمر أبداً وأن “سلو” دخل مباشرة إلى المحرر والتقى بالوفد التركي وغادر خلال أقل من ساعة للأراضي التركية.
التحليلات الواردة كثيرة حول العملية ولكن بالتأكيد عملية انشقاق “سلو” ليست بالأمر أو القضية التي يجب ان تكون على الهامش بل تحتاج لدارسة وتحليل دقيق للأحداث والوقائع منذ بدايات ظهور سلو كقيادي تركماني على علاقات قوية مع تركيا والمخابرات التركية وتأسيسه “لواء السلاجقة” ثم خروجه إلى تركيا لأشهر طويلة، وعودته في 2015 بعد تنامي قوة قسد وظهور مكونات عسكرية عديدة، وتشكيل “سلو” للواء من جديد والإعلان عن انضمامه لجيش الثوار ثم التدرج في المواقع وصولاً للناطق الرسمي في قوات قسد، مع أنه كان قادراً على بناء كيان “تركماني” كبير في ريف حلب الشمالي يتبع للجيش الحر دون أن يزج نفسه في الارتباط مع قسد المحاربة من قبل حلفائه القدامى ويخطئ الاختيار أو الاصطفاف.
لا يأتي تحليل الأمر لإظهار “سلو” بمظهر البطل وأنه تمكن من اختراق قوات قسد لأكثر من عامين بحسب المعطيات، ولكن بالتأكيد هذا النوع من الانشقاق يستحق المتابعة والتركيز عليه، كون قسد كانت تركز كثيراً على خروج بعض اللصوص هاربة من مناطق الثوار على أنها انشقت عن الجيش الحر، في حين تلقت أكبر صفعة بانشقاق “سلو ” وحاولت تهوين الأمر عليها إعلامياً من خلال بيان في اليوم الثاني بعد كثرة الجدل، قالت فيه إنها فقدت الاتصال معه وأنه اختفى، في الوقت الذي اتهمت المخابرات التركية وعائلته التي تقيم في تركيا وراء اختفائه، مع أن “سلو” خرج بنفسه من مناطق قسد بعد تنسيق عالي المستوى مع تركيا.
الكاتب “أحمد أبازيد” علق على انشقاق “سلو” في حديث لـ”شام” بأن قسد لا تحمل عوامل استمرار على المدى الطويل بسبب تمركز القيادة بيد ال pyd وممارساته العنصرية والأمنية مع تمدد مكوناته ونطاقه الجغرافي ليشمل مكونات عربية عديدة مع الوقت، إضافة للعامل السياسي الخارجي، وعدم وجود حامل إقليمي أو دولي يدعم مشروعه في الإدارة الذاتية حسب إيديولوجيا أوجلان، لذلك متوقع أن تشهد قسد ومناطق سيطرتها تفككاً وصراعات أخرى إن لم يتم حسم العلاقة بين مكونات قسد المختلفة وحسم مشروعه السياسي أيضاً وعلاقته مع الجيش الحر أو النظام، وإيجاد حل مستدام للحساسيات الأهلية الموجودة”.
انشقاق “سلو” كشخصية قيادية كانت واجهة قسد في الإعلام ولها إطلاع كبير على تورط الميليشيات الانفصالية في عمليات التهجير للمكونات الأخرى والتعاون مع التحالف الدولي والاتفاق الأخير مع تنظيم الدولة والذي يلاحق قسد، والتعاون مع حزب البكيكي الإرهابي وجملة من الملفات التي قد يحملها سلو للمخابرات التركية، وربما يغيب طويلاً عن الإعلام دون أن يظهر بعد أن انتهاء مهمته التي أنجزها إن صحت التحليلات.
المصدر : شبكة شام