بدأت أعمال السرقة المنظمة بشكل واضح منذ بداية دخول مليشيا سوريا الديمقراطية “قسد” أحياء مدينة الرقة، والتي شملت كل ما يمكن حمله وبيعه، حيث عملت المجموعات المكونة لتلك القوات على “تعفيش” المؤسسات الرسمية والحبوب والممتلكات الخاصة، فيما عمل عناصرها على سرقة محتويات المنازل، معتبرين أنّ كلّ ما تحتويه الرقة هو غنيمة حرب من مخلفات داعش، بأسلوب شبيه لما فعله تنظيم داعش الإرهابي خلال معارك عين العرب “كوباني” أو المناطق الكردية الأخرى التي غزاها، وما تفعله اليوم مليشيات الأسد في ريف الرقة الشرقي.
هذا وقد ابرمت قسد عدة اتفاقيات مع عدد من المتعهدين من مدينة الحسكة، قامت بموجبها مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية YPG، ببيع محتويات المنطقة الصناعية في الرقة بمبلغ مليار ومئتي مليون ليرة سوريا، قام المتعهدون من خلالها بإفراغ كامل للمنطقة الصناعية في الرقة، شملت قطع غيار السيارات والمعدات الصناعية والماكينات المتواجدة فيها، والتي يقدر ثمنها بعشرات المليارات، ونقل تلك المعدات باتجاه مدن الحسكة والقامشلي الواقعة تحت سيطرة مليشيا قسد.
كما عملت الفصائل المكونة لقسد، كمجلس منبج العسكري ولواء الشمال الديمقراطي، وقبلها قوات الصناديد، على سرقة محتويات المنازل الخاصة والمحال التجارية بشكل كامل، وبحسب أحد المصادر، “فقد تضمنت عمليات البحث في المنازل على ما خف وزنه وسهل حمله، كالمعدات الكهربائية والمصاغ والأموال”، هذا وقد تسببت الألغام التي زرعها تنظيم داعش في مداخل بعض المنازل، بقتل وجرح عدد من عناصر تلك الميليشيات خلال عمليات السرقة.
في حين لا ينفك عناصر قسد، من تكرار عبارة أن التنظيم قد نهب عين العرب سابقاً، ليكون ذلك مبررهم في السرقات الحالية، نفس تلك العبارات التي استخدمها داعش سابقاً في تحريض مقاتليه، وذات عقلية السرقة والإجرام والنهب، هي ما يحرك تلك المليشيات، أما ما يرددونه عن الديمقراطية ونشرها، وتخليص المدنيين من إجرام داعش، ماهو إلا واجهة إعلامية، قضى بسببها آلاف المدنيين بالقصف العشوائي، تحت صمت دولي عن تلك الجريمة، التي سيذكرها التاريخ دوماً.