الرقة تذبح بصمت
وقد أصدرت مليشيا قوات الأمن الداخلي “الأسايش” بياناً، طالبت فيه الأهالي بالتريث في العودة إلى المدينة لحين الانتهاء من عمليات إزالة الألغام، حيث جاء في البيان: “ونهيب بأهلنا في الرقة، الذين هجروا تحت وطأة داعش، بعدم دخول المدينة إلى حين تطهيرها من مخلفات الإرهاب كالعبوات الناسفة والألغام المتفجرة وغير ذلك من أجسام تسبب خطراً على أهالي المدينة وذلك حرصاً على سلامة الأهالي، علماً أنَّ هذا الإجراء سارٍ حتى إصدارنا لبيان آخر يؤكد خلو المدينة من كل ما يشكل خطراً على السلم الأهلي”.
وتشير المعلومات الأولية إلى وجود أكثر من ١٥ ألف عبوة قام التنظيم بزراعتها داخل المدينة، ما دفع عدداً من عناصره إلى التهديد للقوات المهاجمة بعبارة “أنّ الأرض ستحارب عنا لعشرات السنين، إذ خسرنا المدينة”، في إشارة إلى الكم الكبيرة من العبوات التي زرعها التنظيم، والتي أودت بحياة الكثيرين من عناصر مليشيات قسد أثناء عمليات التمشيط أو البحث عن شيء ليسرقه العناصر من المنازل الفارغة.
هذا وقد سمح بدخول المدنيين إلى بعض الأحياء، وهي تلك الواقعة عند مدخل المدينة الغربي “السباهية،الجزرة”، والتي كانت حركة العودة إليها قليلة جداً للغاية، بسبب وقوع عدد من المدنيين ضحية لتلك العبوات، في حين سمحت مليشيات قسد لأهالي حي المشلب الواقع شرقي الرقة بالعودة يوم السبت الماضي، لكن وبحسب أهالي المنطقة فإن عملية تفكيك الألغام قد اقتصرت على الطرقات العامة فقط.
حالة من الإحباط تلازم أهالي الرقة، وخوف من الوضع الأمني غير المستقر في المدينة، ما يجعلهم متخوفين من إمكانية العودة إلى ركام مدينتهم، كما أنّ الخوف من احتمال قيام التنظيم بهجوم مضاد كما حدث في ريف الرقة الشرقي، لازال مخيماً على نفوسهم، وبين خطر الألغام ورعب التهجير الدائم تستمر معاناة الأهالي التي لم تنتهي بالإعلان أن المدينة خالية من التنظيم، ويسيطر رعب ما تحمله الأيام القادمة من انتهاكات ربما ستقوم بها المليشيا المحررة كما فعلت بريف الرقة الشمالي الحاضر في أذهانهم دوماً.