ساعات وربما أيام قليلة تفصل عن اعلان مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الدولي سيطرتها الكاملة على مدينة الرقة، المعقل الأهم وعاصمة تنظيم داعش في سوريا، وبحسب المعلومات الأخيرة من داخل مدينة الرقة، فقد التنظيم السيطرة على الأحياء السكنية التي كان يتحصن بها، فيما اقتصر تواجده في بعض الجيوب التي تمركز فيها قناصته داخل الرقة.
هذا وقد تمت السيطرة نارياً على مراكز توضع داعش في أحياء “البدو، الجميلي، شارع القطار”، فيما تنحصر العمليات حالياً في المباني التي يُطلق منها القناصة، وتتعمد مليشيا قسد تعتيم الاعلان عن حالة المعركة وخريطة السيطرة، بغية عدم الوقوع بالأخطاء التي وقعت بها في أول المعركة بإعلان السيطرة على بعض الأحياء قبل تمشيطها من عناصر داعش، ليعود التنظيم ويسيطر عليها من جديد، كما حدث في حي الصناعة وبعض الأحياء شرق المدينة، كما تتعمد قسد إطالة عمر المعركة بهدف زيادة المردود المادي والدعم اللوجستي المقدم من قبل التحالف، إضافة إلى استمرار عمليات السرقة والتعفيش التي يقوم بها عناصر قسد في المدينة، كما تعمل قسد حالياً على إزالة أكبر قدر ممكن من الركام الناجم عن دمار جزء كبير جداً من المدينة.وفي سياق متصل، بدأت مليشيا قسد استقدام الأليات الثقيلة إلى المدينة، منذ حوالي أسبوع، من أجل إزالة الركام وفتح الطرقات، حيث ارسل مجلس منبج المدني جميع آلياته الثقيلة إلى الرقة، كما تلقى مجلس قسد ٥٧ مركبة مخصصة لإزالة الركام، وارسل قسم كبير منها إلى المدينة، وترافق ذلك بدخول مجموعات إزالة الألغام وفرق طبية مختصة للتعامل مع الجثث المنتشرة في الأحياء، تمهيداً لدخول وسائل الإعلام العالمية وإعلان السيطرة على الرقة.
وبين حقيقة السيطرة على الرقة، وتوقيت الإعلان عنها، تبقى الحقيقة الثابتة بأنّ الانتصار على الإرهاب لا يكون بارتكاب أكثر الأعمال إرهاباً وهو تدمير مدينة فوق رؤوس ساكنيها.