الرقة تذبح بصمت
استطاعت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، المدعومة من التحالف الدولي، السيطرة على شارع تل أبيض وسط مدينة الرقة، والذي يعتبر أهم أسواق المدينة، محتوياً على مئات المحلات التجارية التي تشكل الثقل التجاري للمدينة، ويرتاده يومياً آلاف المدنيين من الريف والمدينة لشراء حاجاتهم اليومية، ويمتد السوق على مسافة ١ كم وسط الرقة، محتوياً قرابة الـ ٨٠٠ محل تجاري مسؤولة عن حوالي ٦٠٪ من التجارة في المدينة، ويعتبر إدارياً الخط الفاصل بين شرق المحافظة وغربها، كما يضم معظم العيادات الطبية ومخابر التحليل والتصوير في الرقة.
هذا وقد شهد شارع تل أبيض دماراً كبيراً، عقب استهدافه من قبل الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي، تبعه نهب وسرقة التنظيم لمحتويات المحلات التجارية فيه، ولا يختلف حجم الدمار الذي تعرض له هذا الشارع عن بقية أجزاء المدينة الخارجة عن سيطرة داعش حديثاً، حيث تجاوزت نسبة الدمار الكلي في المباني والمحال الـ ٦٠٪، فيما تعرض ما تبقى منها لدمار جزئي بنسب متفاوتة، لتكن مدينة الرقة منكوبة وبحاجة ماسة لعملية إعادة إعمار ضخمة في البنى التحتية والممتلكات الخاصة، ومع غياب أي خطة واضحة لتلك المهمة، تبقى الرقة أمام مصير مجهول ونصر إعلامي لإدارة ترامب وأذرعه على الأرض في هزيمة تنظيم داعش عسكرياً، وجرّ الرقة ومناطق واسعة في سوريا والعراق، إلى الفناء وتهجير أهلها.