الرقة تذبح بصمت
لم يحسم المشهد العسكري في معركة السيطرة على مدينة الرقة حتى اليوم وبعد مرور أكثر من ١٠٠ يوم على بدايتها، فبينما تتقلص المساحة المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش يزداد الدمار بفعل غارات طيران التحالف الدولي ومدفعية مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث اعتمدت المعركة منذ بدايتها على سياسة الأرض المحروقة والتمهيد الجوي والمدفعي العشوائي، الأمر الذي خلف عدداً كبيراً من الضحايا في صفوف المدنيين، وخسائر هائلة في البنى التحتية والممتلكات الخاصة.
ميدانياً، استطاعت مليشيا قسد السيطرة على قرابة ٨٠٪ من أحياء الرقة، والوصول إلى منطقة دوار النعيم والأجزاء الجنوبية من حارة البدو، والسيطرة على حي الثكنة بالكامل وحي البياطرة وبعض أجزاء من حي الفردوس، شمالاً لم تتغير خارطة السيطرة خلال الأسابيع الماضية، حيث تقف تحصينات داعش عائقاً لتقدم قسد، فيما يبقى جزء من حارة البدو وجزء من حي رميلة ومنطقة الكهرباء وقسم من شارع القطار وحي شمال السكة، إضافة إلى حي الجميلي والتوسعية وأجزاء من حي الفردوس تحت سيطرة تنظيم داعش.
هذا وتعتمد قسد على التعتيم الإعلامي لتقدمها، خوفاً من حدوث انسحابات محتملة لقواتها، كما حدث سابقاً في منطقة الصناعة، التي اجبر فيها مقاتلو قسد على الانسحاب مرتين تحت وطأة مفخخات التنظيم.
وفي سياق متصل، كثف طيران التحالف الدولي والمدفعية الحربية والطيران المروحي، من قصفه على حي البدو منذ الأحد الفائت، تمهيداً لدخول حشد من مقاتلي قسد، فيما تحاول وحدات أخرى التقدم ضمن حي الفردوس.
هذا ولايزال قرابة الـ ٢٠ ألف مدني محاصرين في أحياء الرقة المحاصرة، في ظل ظروف إنسانية صعبة مترافقة مع نقص الغذاء والماء والدواء، مع غياب تمام لأي طريق أمن لخروجهم.