فيما كان للنظام هدفين من تلك العملية، أحدهما عسكري، والمتمثل في السيطرة على قرى ريف الرقة الشرقي، يتبعها تقدمه في ريف دير الزور وملاقاة قواته المتجهة من مدينة السخنة في البادية، وذلك لإعادة السيطرة على ريف دير الزور قاطعاً بذلك الطريق على قوات “الجيش الحر” التي تتمركز في البادية السورية، وتعد العدة لتحرير دير الزور من داعش، أما الهدف الثاني فهو سياسي، بغية فرض النظام نفسه في معركة القضاء على تنظيم داعش، وبالتالي الحصول على مكتسبات تقديم نفسه كشريك في المهمة، كما عمد إلى استغلال الجانب العشائري عبر تشكيل مليشيا قوات العشائر، في محاولة كسب وتجنيد أكبر عدد ممكن من أبناء المنطقة للخدمة في مناطقهم حصراً، وهذا ما شدد عليه قائد مليشيا جيش العشائر “تركي البوحمد”، عبر لقاءاته الإعلامية، وتعيين مدير للخدمات ومحافظ للرقة، يتمركز في مدينة السبخة، وبدء تجهيز عدد من الدوائر الرسمية في تلك المنطقة، ومنها مديرية التربية، مصدراً قراراً بتوجيه جميع المعلمين من أبناء الرقة المتواجدين في المدن الأخرى إلى مدينة السبخة لاستلام رواتبهم، وذلك في محاولة لإعادتهم، وبالتالي تتبع له جميع الإدارات بعد خروج تنظيم داعش من الرقة، جاعلاً من نفسه طرفاً يصعب تجاوزه، ممهداً بذلك لعودته من باب الخدمات العامة والمعاملات الرسمية، لكن عدم الاستقرار الأمني وعدم ثقة السكان المحليين به، نظراً لتجاربه السابقة وميليشياته في المناطق الأخرى، التي سيطر عليها أفشل على ما يبدو محاولته تلك، التي رافقها تهويل اعلامي على كافة وسائل اعلامه والإعلام المقرب منه بإنجازات “الجيش السوري”.
إلا أنّ مخططاته تلك ذهبت أدراج الرياح في يومين فقط، عقب استعادة التنظيم سيطرته على تلك القرى، ونشر الأخير صور قتلى النظام وآلياته المدمرة، وسط غياب الطيران الروسي الذي كان عاملاً أساسياً في تراجع داعش، وهذا يشير ربما إلى اتفاق في السر بين واشنطن وروسيا، وما يعزز فرضية ذاك الاتفاق هو الانتشار السريع لقوات قسد وتجهيزها في قرية شنان، للهجوم على مواقع داعش في الأيام المقبلة، ما يعزز فرضية أنّ الشرق السوري بجزيرته وشاميته من حصة الولايات المتحدة الأمريكية، أم أنها ستكون معركة كر وفر بين داعش والنظام والتي أثبتت التجارب السابقة أنّ النظام سيكون الخاسر الأكبر فيها.