فرات الوفا – الرقة
جريدة النهار على خطى الصحافة الصفراء
نشرت جريدة النهار التي تعتبر أحدى أهم الصحف اللبنانية مقالاً للصحفي حسين حزوري ، الذي بدا لي أنه يبحث عن فرصة للظهور ، فكان ملف اللاجئين السوريين ، أفضل ماقد يرفع أسهم الشهرة لديه فرّوج للمشكلة الإنسانية التي يمرّ بها السوريون ، بحروفٍ صفراء مغلفة بالمهنية حتى ينفي عن نفسه التجرّد الأخلاقي ، الواضح ، والفاضح في مقاله العنصري ( الحمرا ماعادت لبنانية ) هذا العنوان الوضيع ، يعيدني إلى عام 2006 حين أصاب بيروت الشقيقة ما يصيب سوريا وأهلها اليوم ، من ويلات الحرب وحممها وكيف فتح السوريون قلوبهم ، قبل بيوتهم ، لإحتضان أشقائهم ولا فضل ولا منّة ولأن السوريون كانوا حريصين على أن لايخرج إلى الصحافة هاوٍ يتلقّف ويتصيد في الماء العكر ، فقد أمنوا لأشقائهم الذين جاؤوا ( ضيوفاً ) أعزاء مكرمين معيشة تفوق معيشتهم ، حتى لايشتكي ضيوفهم عوزاً أو حاجةً تكسر قلوبهم .
حين أستعرض هذه الصورة في سوريا ، مع ما أشاهده من صور لا أخلاقية ولا مهنية إن كان في واقع الحال في لبنان ، أو على صفحات الصحافة الصفراء اللامهنية أُدرك تماماً سبب هذه الهجمة على السوريين في في ظل هذه الحرب الأزلية في عرض مقاله ، يتناول ( الكويتب الصحفي اللامهني ) موضوع الأيدي العاملة والتوسع السوري في شارع الحمرا ، فيلمّح بطريقة خبيثة أن مايحدث في الحمراء إحتلالاً ، وطغياناً للوجود السوري ، يهدد بحسب زعمه بتغيير ديموغرافي لامكان للبنانيين في إطاره ، ويدعم تحليلاته الفذّة بتصريحات وزير العمل سجعان قزي الذي يحاول أن يحوّر ، ويغيّر ،حقيقة مايجري على أنه منافسة ، للأيادي اللبنانية العاملة ، موهماً القرّاء أن لبنان كانت وماتزال ( قائمة ) على عمل الأيادي العاملة اللبناني .
لعل وزير العمل يغيب عن ذهنه ، بإن لبنان ماكانت لتقوم لولا الأيادي العاملة الخارجية ، وأخص بالذكر الأيادي العاملة السورية ، التي لها بصمة في كل مجالات الحياة اليومية ، في الدولة اللبنانية ، وأنا متأكد من أن كفّ الأيدي العاملة العربية من خارج الدولة اللبنانية ، سيؤدي إلى شلل إقتصادي ، وتنموي حقيقي في لبنان ، لن تستطيع لبنان قاطبة ،بوزرائها ، وسياسييها ، وعسكرييها ، ولا أيديها العاملة تقويمه وبعيداً عن كل هذه التفاصيل ، وحيثياتها أستغرب حقيقة كيف لصحيفة لبنانية بحجم صحيفة النهار ، أن تقبل بنشر هذه المادة اللا أخلاقية ، واللامهنية ضمن أعمدة أخبارها ، وصفحاتها ، والتي من الواضح فعلاً أنها مكتوبة بنفسٍ عنصري يزاحم ويتعدى الطابع المهني ، كيف للإعلام الذي يعتبر أحد الأركان المهمة لتطور المجتمعات والذي من المفروض أن يحافظ على أصالة المجتمع ، وثقافته ، وأخلاقياته أن ينحدر إلى هذا المستوى ،أليس الأجدر والأفضل لجريدة النهار أن تكتب عن أطفال سوريا الذين يموتون الآن برداً في مخيمات الذل والعار ؟! .
أقل إجراء ممكن أن يتخذ من قبل إدارة جريدة النهار ، هو حذف المقال، والإعتذار عن طريقة طرح الموضوع المستفزة حقيقة لكل من يدرك معنى الإنسانية .
بقلم : فرات الوفا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.