تعرضت مليشيات النظام التي كانت تحاول التقدم في الريف الشرقي للرقة باتجاه دير الزور، لعدد من العمليات الانتحارية التي نفذها تنظيم داعش، حيث شن التنظيم هجوماً معاكساً على كل من بلدات “المغلة، النميصة، البوحمد”، والتي استطاع من خلالها إعادة سيطرته على تلك المناطق، لتتكبد مليشيات النظام العشرات من القتلى في تلك المواجهات.
وفي سياق متصل، فشلت محاولة تقدم مليشيات نظام الأسد يوم الجمعة الماضي، في أطراف بلدة معدان، حيث حاول الأخير نقل عناصره جواً عن طريق مروحيات، دارت على أثرها اشتباكات عنيفة بينها وبين مقاتلين من داعش، نتج عنها مقتل العشرات من الطرفين، وعدم تمكن المليشيات من فرض السيطرة أو احداث خرق في الصفوف الخلفية للتنظيم، إذ أعاد التنظيم بناء دفاعاته في تلك المنطقة مستقدماً عناصره من ريف دير الزور.
هذا وقد شن الطيران الحربي الروسي، خلال تلك الفترة حوالي ٢٠٠ غارة جوية على ريف الرقة الشرقي، معتمداً سياسة الأرض المحروقة، التي مكنته في وقت سابق من السيطرة على عدد من القرى والبلدات، مسبباً دماراً هائلاً، وعدداً كبيراً من القتلى في صفوف المدنيين.
وبحال مقارنة تقدم مليشيات النظام السوري، مع التقدم الذي أحرزته مليشيا قسد في الريف الشرقي للرقة، فقد تمكنت الأخيرة من بسط سيطرتها على منطقة واسعة من الريف، وكانت الحصيلة دماراً جزئياً في المنطقة، وهو بعكس بقية أجزاء الخط الشرقي التي دخلتها قوات نظام الأسد، فعاثت فيها فساداً ونهباً، وهجرت قرابة ٧٠ ألف مدني.
ومن جهة أخرى، وبعد الاجتماع الأخير الذي دار بين كلٍّ من “مجلس الرقة المدني” ومبعوث التحالف الدولي “بريت ماكغورك” في بلدة عين عيسى شمال الرقة، يدور الحديث حالياً، عن تجهيز عدد من المجموعات التابعة لقسد، ودفعهاً للتقدم في مناطق ريف الرقة الشرقي المتبقية تحت سيطرة التنظيم، كما صرح الجنرال “روبرت جونز” نائب قائد قوات التحالف الدولي، عن وجود حضر جوي لقوات النظام وحلفائه الروس فوق الرقة وريفها الواقعة تحت سيطرة مليشيا قسد، وأنّ أي محاولة منهم للتقدم في تلك المنطقة سوف يتم مهاجمتهم فوراً، على حد تعبيره، مذكراً بحادثة اسقاط الطائرة الحربية التابعة للنظام، جنوب بلدة المنصورة، منذ عدة أشهر.
وكثر الكلام مؤخراً، عن وجود اتفاق يفضي ببسط سيطرة مليشيا قسد، على ما تبقى من ريف الرقة الشرقي، على سرير النهر، بينما تبقى السيطرة للنظام السوري على البادية وحقول النفط فيها.