فيما نفى عدد من قادة قسد العسكريون، عن عدم وجود تلك المجموعة في صفوف القوات المهاجمة أساساً، إلا أنّ البروبوغندا التي تحاول المكينة الإعلامية لمليشيا قسد تسويقها، من خلال تصوير النساء المقاتلات في صفوفها ضد تنظيم داعش، وترويج صور وعبارات مجموعة T-Qila إعلامياً، في محاولة لإخبار الداعمين ومغازلة الفكر الليبرالي، والإعلام الغربي، بأنهم “علمانيون” يحاربون الفكر المتطرف الظلامي، وأصحاب حلم ثوري.
حيث لا يخفى على مراقب، أنّ تلك المليشيات تسعى جاهدة لتسويق نفسها وجلب المزيد من الدعم العسكري والحشد السياسي دون مراعاة لأي قيم.
وفي الوقت الذي أجرت فيه معظم القنوات الأجنبية لقاءات مع نساء مقاتلات من ميليشيات قسد حول الهجوم المزمع تنفيذه على تنظيم داعش، تغاضت تلك القنوات عن حملات التجنيد الإجباري بحق تلك النسوة وكذلك الأطفال والشباب، مغيبة صور الدمار الهائل الذي تتعرض له المناطق المكتظة بالسكان المدنيين، والتي خلفت ارتقاء المئات منهم منذ بداية العملية العسكرية بين شهيد وجريح.
فلم يكن جرم تلك الأبواق الإعلامية، بالسكوت عن جرائم بحق الإنسانية فحسب، بل تجاوز أثر سياساتهم الإعلامية، على المدنيين الذين أصبحوا اليوم يرون أنّ هذا العالم اجتمع على قتلهم فقط، فارضاً عليهم قوة احتلال جديدة، قتلت منهم أكثر مما قتل تنظيم داعش الإرهابي، القوة التي غيرت من شكلها ولونها واسمها بغية الحصول على الدعم فقط، فقد صرح الجنرال رايموند ثوماس، قائد القوات الخاصة في الجيش الأمريكي: ” تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جزءاً من حزب العمال الكردستاني، وأن أنقرة كانت تسألنا: كيف يمكن أن تخاطبوا أعداءنا وأنتم حلفاؤنا؟، وعليه طلبنا من تلك الوحدات تغيير اسمها، وهو ما حصل”، ليكون شكلها الجديد متمثلاً باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، ولتصبح كلمة “ديمقراطية” كفيلةً بزيادة الاعتبار لهذه القوات، ورفع أسهمها عند الداعم الأمريكي.
فالتصنيف والسبب الذي دفع “جبهة النصرة” الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، إلى تغير اسمها إلى “جبهة تحرير الشام”، هو نفسه قد دفع “وحدات حماية الشعب YPG” إلى تغير اسمها ليصبح “قوات سوريا الديمقراطية”.
ليكون بذلك جرم السكوت عن انتهاكات مليشيا قسد بحق المدنيين في مركز إيواء عين عيسى في الريف الشمالي للرقة، وقصف أحياء الرقة دون أي اعتبار لأرواح المدنيين الذين يتخذهم تنظيم داعش الإرهابي دروعاً بشرية، وحملات السرقة ونهب الممتلكات الخاصة وتهجير أهالي القرى الخارجة عن سيطرة تنظيم داعش حديثاً، حتى تلك الموثقة بالصوت والصورة وكان آخرها فيديو إعدام المدني “علي حميد العلاش” في مدينة الرقة بدمّ بارد.