استطاعت مليشيا سوريا الديمقراطية “قسد”، والتي تشكل وحدات حماية الشعب YPG عمودها الفقري، السيطرة على المزيد من المساحات داخل مدينة الرقة في الجهات الأربع، على حساب تنظيم داعش.
فعلى الجهة الجنوبية للمدينة، تمكنت قسد المتواجدة في الجهة الشرقية من التوسع داخل حي هشام بن عبد الملك في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة، والسيطرة عليه بالكامل، والوصول إلى منطقة فرع الأمن السياسي سابقاً ومبنى الرقابة والتفتيش المطلان على مدخل الجسر القديم، وبعد ذلك استطاعت قوات من قسد في الجزئيين الشرقي والغربي التلاقي بتلك المنطقة عبر طريق الكرنيش، لتصبح أحياء المدينة الجنوبية المحاذية لضفة نهار الفرات الشمالية، تحت سيطرة قسد بالكامل، هذا وحاولت مجموعات من قسد التقدم نحو منطقة كراج البولمان والمركز الثقافي وصولاً إلى دوار الساعة، إلا أنّها الكثافة النارية للتنظيم وتفخيخ المنطقة أجبر القوات المهاجمة على التراجع.
غرباً، توغل مقاتلو قسد أكثر في حي نزلة شحاذة، رغم قيام التنظيم خلال الفترة الماضية بمحاولة عرقلتهم عبر ارسال السيارات المفخخة، إلا أنّ كثافة القصف الجوي الداعم لقسد ساعدها بالتقدم لتصبح على مشارف شارع النور ومشفى الأطفال، هذا وتحاول قسد التمدد أكثر باتجاه الشمال وصولاً للسيطرة على كامل المباني شرقي شارع النور، بغية وصل مناطق سيطرتها غرباً بالمناطق التي سيطرت عليها جنوب المدينة.
وفي سياق متصل، أحرزت قسد تقدماً ملحوظاً في منطقة حي الدرعية ومنطقة التوسعية، شمال غرب المدينة، وصولاً إلى الحديقة البيضاء مسيطرة بذلك على منطقة المساكن.
في الشمال الشرقي للمدينة، توغل مقاتلو المليشيات المهاجمة في أجزاء من شارع المنصور في كلا الطرفيين الشمالي والجنوبي، بينما لاتزال نيران التنظيم المتمثلة بجيوب منتشرة لهم في تلك الأحياء تعيق السيطرة على طول الشارع.
ومع مرور الوقت تصبح المعركة أكثر صعوبة على القوات المهاجمة، لأسباب عديدة، منها: الكثافة العمرانية في الأحياء التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم، وتمركز عدد كبير من المدنيين ضمن تلك الأحياء مستغلاً إياها كدروع بشرية تحول دون تقدم القوات المهاجمة، واعتماد داعش على استراتيجية الجيوب المنتشرة المكونة من بضع عناصر والمنتشرة في كل شوارع وحواري المدينة، والتي تعتبر مستقلة عن القيادة العليا في اتخاذ قراراتها ما يحمي التنظيم من الوقوع في الانسحابات الكبرى التي من شأنها التسبب بخسارات سريعة له، ويقلل من خطر رصده من قبل طيران التحالف، إضافة إلى اعتماد التنظيم على عمليات التفخيخ والتلغيم الواسعة والتي شملت معظم أحياء المدينة، ما يُبطأ من تقدم أليات القوات المهاجمة، إضافة إلى عمليات إزالة الألغام والتي تحتاج المزيد من الوقت.
هذا وقد عمدت الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيس لمليشيا قسد، إلى ارسال المزيد من العربات المفخخة نحو معركة الرقة، والعربات الكاسحة للألغام، بغية مسر الجمود على جبهات القتال ولتقليل الخسائر البشرية ضمن صفوف المليشيات المهاجمة، إذ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، عن ارسال ٨٠٩ شاحنات محملة بالمساعدات العسكرية لقوات قسد، متضمنة “١٢ ألف بندقية كلاشينكوف، و٦ ألاف مدفع رشاش، و٣ ألاف قاذف من نوع RPG، إضافة ألف قاذفة قنابل مضادة للدبابات من نوع IT4، والعشرات من السيارات المصفحة وكاسحات الألغام.