دار لغط كثير خلال الأيام القليلة الماضية حول قيام ميليشيا سوريا الديمقراطية “قسد”، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بتسليم منطقة العكيرشي وترك التقدم شرقاً لصالح مليشيات النظام المدعومة من قبل الطيران الروسي، وبين تأكيد من طرف ونفي أخر.
سيطرت مليشيا قسد على قرية العكيرشي في ١١ تموز الماضي، ومنذ ذلك التاريخ توقف تقدم قواتها شرقاً، مكتفية بأخذ وضع دفاعي بعكس التكتيك الذي تتبعه عادة، كما توقف طيران التحالف الدولي عن استهداف تنظيم داعش شرق تلك المنطقة، ليبدأ بعدها تقدم مليشيا مكونة من أبناء العشائر تابعة للنظام السوري بالتقدم من جهة الجنوب باتجاه مناطق سيطرة قسد، والسيطرة على العديد من القرى ضمن البادية والحقول النفطية في منطقة “الرصافة، أبو دحل، السلام عليكم” حتّى الوصول إلى منطقة العكيرشي في ريف الرقة الشرقي، حيث جرى لقاء بين كلا الطرفين “قسد، مليشيات النظام” في القرية، وتم الاتفاق على توزيع مناطق السيطرة والتماس بينهما، وبذلك أصبحت العكيرشي ومنطقة شمال الطريق تحت سيطرة مليشيا قسد، بينما القسم الجنوبي ومحطة البترول سابقاً تحت سيطرة مليشيات النظام، فيما تقدمت مليشيات النظام إلى قرية الدلحة، والمواجهة مع تنظيم داعش المتواجد في قرية شنان، ليحدد بذلك حدود سيطرة مليشيا قسد شرقاً.
وفي سياق متصل، أكد الجنرال “روبرت جونز” نائب القائد العام لقوات التحالف الدولي، خلال زيارته لشمال سوريا بتاريخ ٢٤ حزيران الجاري، أنّ التحالف الدولي باق في سورية حتى بعد انتهاء الحرب على داعش، أما حول نية قوات النظام وميليشياته التوجه إلى الرقة، أكد جونز أنّهم رسموا حدودا للنظام تم ابلاغه بها عبر روسيا وبضرورة الإلتزام بها، حيث أبدا النظام التزاماً بها حتى اللحظة، خوفاً من رد طيران التحالف الدولي، واستهداف قواته.
هذا وشن الطيران الحربي التابع للنظام والطيران الروسي، غارات مكثفة منذ أكثر من أسبوع على كامل منطقة ريف الرقة الشرقي، وتوقف طيران التحالف عن استهداف المنطقة التي كانت فيما سبق ممنوع على الطيران الروسي والنظام التحليق بها كونها منطقة عمليات خاصة بالتحالف الدولي.