الرقة تذبح بصمت
تشهد معركة الرقة تباطئ ملحوظ، فالمعركة مستمرة منذ قرابة الشهرين والتقدم خلال الأسابيع الماضية بدأت تخف وتيرته لأسباب منها اقتراب خطوط الاشتباك من جهة وتحول المعركة الى حرب مدن وعصابات.
فعلى الجهة الشرقية للمدينة ومن بعد السيطرة على حي المشلب والصناعة ودخول مليشيات قسد الى داخل السور لا تزال تلك المليشيات تحول الوصول والسيطرة على منطقة الجامع القديم والمنطقة المحيطة به منذ اكثر من 15 يوماً لكن بمعارك كر وفر بين الطرفين خلفت خسائر بشرية بكلا الطرفين المتحاربين في حين لم تستطع مليشيات قسد السيطرة الكاملة على الحي او حتى تجاوز شارع سيف الدولة باتجاه الغرب ، ومن جانب اخر تكثف مليشيات قسد من القصف المدفعي والصاروخي على المنطقة بالاشتراك مع المروحيات والطائرات محاولة احراز تقدم ولو معنوي على التنظيم والذي اخلى المنطقة بشكل كامل من الأهالي واستخدم المنازل كنقاط عسكرية لشن الهجمات وعمليات القنص التي تسيطر على طبيعة المشهد العسكري هناك، فالجبهة الشرقية تتعرض لنيران القنص من جانب داعش خصوصاً المنطقة الممتدة من شارع الكورنيش خارج السور باتجاه شارع المنصور ولا إمكانية للحركة بالنسبة لمليشيات قسد في المنطقة الامر الذي استدعى جلب اليات عسكرية ثقيلة ومصفحة لتلك الجبهة لتامين انتقال المقاتلين الى داخل الاحياء الشرقية في المدينة.
ولا يزال التنظيم يفاجئ الميليشيات عبر الانفاق التي قام بحفرها تحت المدينة بوقت سابق ويستخدمها لعمليات الالتفاف والتحرك بعيداً عن اعين الطائرات بدون طيار اما المفخخات فلقد انخفضت وتيرة استخدامها خلال الفترة الماضية بسبب كثافة الطيران من جهة وابتعاد خطوط التماس عن كلا الطرفين والاعتماد على الغارات ممن جانب التحالف وقسد والتمهيد المدفعي بينما يعتمد داعش على القنص والعبوات المجهزة في وقت سابق من قبل التنظيم.
على الجبهة الجنوبية استطاعت في وقت سابق ميليشيات قسد التقدم بحي هشام بن عبد الملك والسيطرة على حارة الشعيب والشبل سلامة والوصول الى مدرسة عمار بن ياسر وسكينة والاقتراب أكثر من كراج البولمان وفرع الامن السياسي سابقاً من جهة الكورنيش.
اما الجبهة الغربية فقد سُجل اختراق لتنظيم داعش من بعد السيطرة على منطقة الدرعية الواقعة غربي الأوتستراد وكامل منطقة الطيار والبانوراما والتقدم باتجاه الفيلات الحمر ونزلة شحادة وخلال ذلك نفذ الطيران الحربي عشرات الغارات الجوية بالمنطقة للتمهيد للقوات المهاجمة.
اما الجبهة الشمالية فهي متوقفة، فيما سجل تقدم من الجهة الغربية الشمالي في شارع القطار ووصول الاشتباكات الى بريد الدرعية والتقدم قليلاً من جهة الغرب في منطقة الادخار، ولا يتوقع ان تحمل الأسابيع القادمة أي تطور كبير او حسم للمعركة.