نشرت صحيفة الغارديان مقالا تقول فيه إن الهجوم على الرقة قد يؤدي إلى التصعيد بدل السلم في سوريا.
وتضيف الصحيفة أن السيطرة على عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية ستكون عملية ذات قيمة معنوية، وستوفر مصدرا مهما عن عمل التنظيم، ولكنها ستفتح الباب أيضا، حسب الغارديان، للتنافس على شغل المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم.
وتشير الصحيفة إلى أن سوريا أصبحت مسرحا للقتال بين النظام والمعارضة المسلحة، وقوى دولية هي روسيا والدول الغربية.
وترى أن من بين أخطر المعارك التي تشهدها سوريا هي تلك التي بين الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي والجماعات التي تدعمها إيران دفاعا عن نظام الأسد، بالتحالف مع روسيا.
وتضيف أن مخاطر وقوع هذه المواجهة المخيفة تزداد يوما بعد يوم منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
ويستعين النظام السوري، حسب الغارديان، بإيران ورسيا من أجل استعادة السيطرة على المناطق التي بدأت فيها “الانتفاضة الشعبية” ضده عام 2011، باستعمال أقسى مستويات العنف ضد السكان.
وتدعو الصحيفة إلى تحميل موسكو وطهران مسؤوليتها في مأساة حقوق الإنسان الناتجة عن النزاع المسلح فب البلاد، إذ قُتل 400 ألف شخص منذ 2011، ونزح وهاجر الملايين عن مناطقهم بسبب القتال.
وتحذر من خطورة غياب خطة أمريكية منسجمة لمستقبل سوريا بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وتصف نظرة ترامب للأزمة بأنها قصيرة، إذ أنه حسبها ترك الأمر للجنرالات يتصرفون وفق ما يرونه.
خطر المواجهة
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا في الموضوع نفسه ترى فيه أن معركة شرقي سوريا تحمل تهديدا بمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران.
وتقول الفايننشال تايمز إن مخاوف المواجهة تزايدت بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة سورية قالت إنها كانت تشن غارات قرب مليشيا كردية تدعمها وانشنطن قرب الرقة.
وفي اليوم نفسه أطلقت إيران، لأول مرة، صواريخ باليستية في سوريا، قالت إنها استهدفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها حسب الصحيفة، استعراض للقوة أيضا ورسالة موجهة للولايات المتحدة والسعودية الخصمين لها في المنطقة.
وتذكر الصحيفة رأي محللين بأن التصعيد العسكري لا مناص منه وأن القوات الموجودة في سوريا تتسابق الآن لشغل الفراغ الذي يتركه تنظيم الدولة الإسلامية شرقي سوريا.
ومن بين أهم المناطق التي تتنافس عليها مختلف الفصائل هي مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية، والحدود السورية العراقية.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي في المنطقة قوله إن الولايات المتحدة تسعى لتسيطر الجماعات التي تدعمها على الطريق السريع الرابط بين بغداد ودمشق، من أجل الحد من تأثير إيران، والسيطرة على مناطق أخرى تستعملها في التفاوض بشأن مستقبل سوريا.
أما إيران فتحرص على الرقة من أجل تأمين رواق يربط إيران بالعراق وسوريا ولبنان، حيث يوجد حليفها حزب الله.
أحلام ترامب
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا يتناول توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا تقول فيه إن أحلام ترامب بإقامة علاقات جيدة مع روسيا تبخرت.
وترى الصحيفة أن على ترامب أن ينسى خطته لإقامة علاقات جيدة مع روسيا بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة حربية سورية.
وتذكر ديلي تلغراف أن العلاقات بين البلدين ساءت بعدما صوت مجموعة أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين لتوسيع العقوبات المالية على روسيا رداً على تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي، وضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 بطريقة غير شرعية.
وترى الصحيفة أن حادث إسقاط الطائرة وتهديد روسيا بالرد يعد فشلا لخطة ترامب بتحسين العلاقات مع موسكو، ودليلا على عمق الشرخ بين روسيا الغرب بسبب تنافسهما على النفوذ في سوريا، ودول منطقة الشرق الأوسط.
وتضيف أن الأولوية بالنسبة للغرب هو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية المتهم بالتحريض على الهجمات الأخيرة التي شهدتها دول أوروبية، من بينها تلك التي وقعت في بريطانيا.
وتقول إن روسيا تزعم أيضا أن هدفها الأساسي هو أيضا القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها في الواقع تسعى إلى تعزيز وجوده العسكري في سوريا بالإبقاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي هدفه القضاء على المعارضة المسلحة، وليس مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.