الرقة تذبح بصمت
حالة من الخوف يعاني منها نازحي الرقة في الريف الشمالي الخاضع لسيطرة ميليشيات الـ YPG بسبب مصادرة إدارة مخيم عين عيسى للاوراق الثبوتية لجميع المدنيين داخل المخيم وخارجه، حيث زادت الفترة التي احتفظت بها ادرة المخيم ولجنة الاستقبال للأوراق أكثر من 20 يوماً دون وجود موعد محدد لإعادتها للراغبين بالخروج من المخيم او الذين خرجوا منه في وقت سابق او حتى المقيمين بداخل المخيم، ويبلغ عدد الأشخاص الذين تمت مصادرة اوراقهم الثبوتية قرابة 6000 شخص.
ويقيم داخل المخيم حالياً قرابة 9000 نازح من عموم محافظة الرقة لا يسمح لهم بالخروج خارج المخيم الا في حالتين وهي اما وجود كفيل من أهالي الريف الشمالي او ان تكون الوجهة بعد المخيم خارج مناطق سيطرة ميليشيات قسد.
ابو إبراهيم 36 عام احد النازحين في الريف الشمالي قال للرقة تذبح بصمت: “خرجت من الرقة منذ قرابة الشهر في رحلة موت كانت المرحلة الأولى فيها مزرعة الجلاء التي تعرضت لغارات من طيران التحالف أدت الى مجزرة بحق العشرات من أهالي المزرعة والنازحين وادت الى خروج المزرعة عن سيطرة تنظيم داعش والسيطرة الكاملة لمليشيات قسد عليها ومن بعدها اجبرنا على المغادرة والتوجه نحو مخيم عين عيسى، خلال تلك الرحلة الى المخيم بقينا يومين في العراء ومن ثم وصلنا للمخيم الذي لم يكن بحالة مختلفة عن العراء فالنساء والأطفال يتم وضعهم في خيم جماعية اما الرجال فالعراء هو مكانهم الوحيد لتقف بطابور الذل الذي قد يمتد ليومين او ثلاثة من اجل التحقيق الأمني وتسليم الأوراق الثبوتية”.
وتابع بالقول :”الماء والطعام هنا من الرفاهيات ناهيك عن الرعاية الطبية المعدومة والذل المرافق لكل شيء حتى في توزيع الطعام، قررت الخروج بمساعدة أحد الاقرباء المقيم خارج المخيم لنختار مكان إقامة اشبه ما يكون بإسطبل للحيوانات لكن كل هذا يهون امام الكرامة الممتهنة داخل المخيم لكن العقبة كانت انه لم يتم تسليمنا أوراقنا الثبوتية والوعد دائما انه بوقت لاحق دون ان يكون هناك مجال للسؤال لماذا فالحجة دائماً هي الوضع الأمني”.
الخيار الاخر لمن يريد الخروج من المخيم هي التوجه الى خارج مناطق سيطرة مليشيات قسد في مناطق سيطرة درع الفرات او أي مناطق أخرى حيث عمد الالاف الى الفرار الى تلك المناطق بسبب المخاوف الكبيرة من التجنيد الاجباري او البحث عن مكان إقامة لا اذلال فيه كما هو الحال في معتقل عين عيسى والمسمى زوراً مخيم، اما خيار الذهاب الى بقية المدن الأخرى الواقعة تحت سيطرة قسد فهو امر صعب للغاية فمؤخراً أجبرت مليشيات قسد قافلة من 50 عائلة من النازحين من الرقة والراغبين بدخول مدينة بمنبج الى تغيير الوجهة والتوجه نحو مناطق سيطرة درع الفرات بريف حلب الشرقي في خطوة يبررها أهالي الرقة الخارجين من مناطق قسد بهدف التغيير الديمغرافي وربما منعهم لاحقاً من العودة.