تداولت مواقع إعلامية مقربة من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مقاطع مصورة لأرتال كبيرة لفصيل “جيش الثوار” التابع لـ “قسد”، بعد وصولها لمحافظة الرقة، للمشاركة في معركة السيطرة على المدينة المعتقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سوريا، وذلك بهدف إضفاء وجود الطابع العربي على القوات المهاجمة والتي ستدخل المدينة بعد انسحاب التنظيم.
السؤال الأبرز هو كيف وصلت هذه القوات المدججة بسلاحها وسيارتها وكامل عتادها من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، حيث يتمركز جيش الثوار، إلى مدينة الرقة، حيث تفصل عفرين عن مناطق “قسد” في ريف حلب الشرقي “منطقة منبج” عشرات الكيلو مترات التي تتشارك في السيطرة عليها قوات الأسد والجيش الحر، ولا طريق لـ “قسد” إلا عبر هذه المناطق للوصول لمحافظة الرقة.
مصادر خاصة لشبكة “شام” أكدت وصول قيادات من جيش الثوار كانوا في منطقة عفرين لريف مدينة الرقة مؤخراً، ظهرت صورهم مع الأرتال التي وصلت، وهذا ما يؤكد بشكل صريح أن القوات خرجت من عفرين وليس من الكتائب التابعة لجيش الثوار التي تتواجد في منبج.
وأضاف المصدر أن الطريق الوحيد لعبور القوات التابعة لـ “قسد” من عفرين إلى الرقة حصراً عبر مناطق سيطرة قوات الأسد التي باتت تسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة الحرة غرباً حتى جنوب وشرق مدينة مسكنة مع الحدود الإدارة لمحافظة الرقة، وأن معلومات شبه مؤكدة أفادت بعبور أرتال كبيرة لقسد خرجت من عفرين باتجاه بلدات ريف حلب الشمالي مروراً بالشيخ نجار حتى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد جنوب مدينة الباب ومنها إلى منطقة منبج، وصولاً لمدينة الرقة.
وذكر المصدر أنها ليست المرة الأولى التي تعبر فيها أرتال لقوات قسد من عفرين باتجاه منطقة منبج أو الرقة، وأن هناك العديد من الأرتال لنقل المعدات العسكرية من منبج باتجاه عفرين والعكس تتحرك بكل حرية ضمن مناطق سيطرة قوات الأسد وبالتنسيق معها ومع القوات الروسية.
ونوه المصدر إلى التعاون الوثيق بين قوات قسد وقوات الأسد في وقت سابق إبان المعارك التي شهدتها بلدات ريف حلب الشمالي، والتي قدمت فيها القوات الروسية وقوات الأسد الدعم الجوي واللوجستي الكامل لجيش الثوار والقوات الانفصالية للتقدم إلى بلدات ريف حلب الشمالي، إضافة للتعاون في حصار حلب إبان معارك طريق الكاستيلو والتي تشاركت فيها قوات الأسد والميليشيات الشيعية مع الميليشيات الانفصالية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب.
وتساءل المصدر كيف تحصل القوات التابعة للميليشيات الانفصالية في حي الشيخ مقصود على دعمها العسكري، وكيف تتنقل القيادات التابعة لقسد بين حي الشيخ مقصود بمدينة حلب وبين منطقة عفرين حيث مقر قيادتها، دون العبور بمناطق سيطرة قوات الأسد، علاوة على ذلك انتقال العديد من القيادات العسكرية والسياسية التابعة لجيش الثوار وقسد في مناطق سيطرة الأسد منهم ” عمر رحمون” القيادي السابق في جيش الثوار والذي تنقل من عفرين إلى حلب ودمشق واللاذقية.
وتحاول قسد من خلال تواجد المكونات العربية كجيش الثوار في صفوفها، إضفاء الطابع العربي على القوات المهاجمة لمدينة الرقة، والتي تواجه معارضة شعبية ودولية كبيرة لدخول قوات قسد الانفصالية للمدينة، وسط تخوفات كبيرة من دخول هذه القوات التي تحاول قسد إبراز القوات العربية فيها وأنها هي من ستدخل المدينة، تمهيداً لتحويلها لكانتون جديدة تتبع لإدارتها الذاتية بعد تهجير أهلها وانسحاب تنظيم الدولة منها، وتمكنها من السيطرة على مفاصلها الإدارة والعسكرية، أو تسليمها على طبق من ذهب لقوات الأسد التي برزت أطماعها مؤخراً في الوصول لمحافظة الرقة والمحافظات الشرقية، مدعومة من الميليشيات الشيعية الإيرانية وروسيا.
المصدر : shaam