الرقة تذبح بصمت
بمرور أسبوع على بداية معركة اقتحام مدينة الرقة من قبل ميليشيات قسد، استطاعت الأخيرة دخول المدينة والسيطرة على بعض احياءها المدينة وكسر الخطوط الدفاعية التي عمد تنظيم داعش على انشائها لأكثر من عامين لتظهر المعركة مدى ضعف التنظيم عند وجود العتاد العسكري والنية الحقيقية للتخلص منه لكن التكلفة الحقيقية للمعركة كانت على حساب المدنيين الذين يتساقطون فراداً وجماعات بنيران الحرب التي كان بجب ان تكون لحمايتهم وتخلصهم من داعش وليس لقتلهم من اجل ذلك الخلاص.
خطوط التقدم والاشتباك لم تتغير كثيراً فعلى الجهة الشرقية تمكنت ميليشيات قسد من السيطرة على الاحياء الشرقية للمدينة من المشلب والمنطقة الصناعية ووصلت الى منطقة السور الاثري للرقة مع اختراقات بين الحين والأخر ومحاولة دخول المدينة خلف السور الاثري والتي قام التنظيم خلالها بإخلاء الاحياء بمحيط جامع عبد السلام وحي الشعب ومن جهة أخرى التحرك باتجاه حي رميلة لإتمام السيطرة على كامل الاحياء خارج السور.
وكذلك من الجهة الشمالية باتت الوجهة محاولة دخول حي رميلة ومنطقة المساكن الشبابية للوصول الى القوات المتقدمة من جهة الشرق وانهاء تواجد تنظيم داعش بالزاوية الشمالية الشرقية بالكامل، لكن ذلك يقابله تنظيم داعش بعمليات قصف مدفعي حيث سجل اكثر من 1500 قذيفة مدفعية استهدفت مناطق سيطرة ميليشيات قسد بالمنطقة الشرقية، وعمليات قنص ومحاولات للالتفاف والانغماس داخل خطوط ميليشيات قسد، ناهيك عن السيارات المفخخة التي يحاول ارسالها الى داخل خطوط القوات المهاجمة، حيث تم تسجيل خلال 48 ساعة تفجير أربعة سيارات مفخخة بمنطقة الصناعة ونقاط التماس بين الطرفين دون معرفة حجم خسائر المليشيات بتلك المفخخات.
من جهة الغرب ومن بعد احكام السيطرة على حي الرومانية والسباهية تتقدم ميليشيات قسد باتجاه المدينة أكثر حيث وصلت الى منطقة مساكن حوض الفرات والانباء الأخيرة تتحدث عن وصولهم الى مدرسة الرازي المشرفة على كامل المنطقة مع كثافة القصف من الطيران والمدفعية على لمنطقة بشكل كامل، حيث تعرضت اليوم وأمس منطقة التعمير ومساكن الادخار لمئات قذائف المدفعية وعشرات الغارات الجوية لفتح الطريق اما عناصر قسد للتقدم أكثر بالجهة الغربية للمدينة.
من الجهة الجنوبية للرقة المشهد مختلف قليلاً حيث لا عمليات عسكرية جدية من قبل ميليشيات قسد والتحالف الدولي للسيطرة على مدخل المدينة الجنوبي فيما يبدوا لترك مخرج لمن يحاول الهروب من التنظيم لذلك الاتجاه وترك المجال لأي محاولة إيجاد تفاهم لانسحاب التنظيم من المدينة بحالة تشابه ما حدث سابقاً في مدينة الطبقة والمنصورة، بينما تقدمت ميليشيات قسد وسيطرت على السحل الغربي والظاهر وتسعى للوصول الى السحل الشرقي والكسرات وخلال ذلك تتعرض تلك المنطقة لقذائف مدفعية وغارات تسببت باستشهاد العديد من المدنيين في تلك القرى والمنطقة وكذلك فان الحركة من على ضفتي نهر الفرات اصحبت اكثر عرضة لاستهداف الطيران الحربي والذي خلفت استشهاد عائلة حاولت الهروب نحو الضفة الأخرى من نهر الفرات والابتعاد عن الجحيم التي تعيشه المدينة حالياً.
وتشهد مدينة الرقة حالياً مشهد يصفه اهل المدينة بانه يوم القيامة، مئات القذائف تنهال على احياء المدينة دونما تمييز وبشكل عشوائي وعلى كامل الاتجاهات حيث يزيد عدد قذائف الهاون والمدفعية التي تساقطت خلال اليومين الماضيين عن الـ 400 قذيفة هاون ومدفعية بينما بدأت نيران الأسلحة الرشاشة بأنواعها تصل لداخل المدينة والتي ترمي حالياً بشكل عشوائي.
ومن الاحياء التي تعرضت لنيران قذائف المدفعية ( البدو – الكهرباء – سيف الدولة – شارع المنصور – الجامع القديم – الفردوس – الجميلي – الحديقة البيضاء – بريد الدرعية – التوسعية – مساكن الحوض والادخار – شارع النور – مساكن المعلمين – شمال السكة – رميلة – حديقة البستان – شارع القوتلي – حي الحسون – منطقة مدرسة حميدة ) بينما شن الطيران الحربي غارات على الأطراف الغربية للمدينة بمنطقة التعمير وخلف الطب الحديث حيث خلفت دمار وانهيار مبنى سكني طابقي بشكل كامل خلف انهياره عشرات المدنيين بيت شهيد وجريح، وكذلك منطقة الجسر القديم والجامع الكبير والذي تسبب قصفه بالمدفعية بدمار مأذنة الجامع الكبير.
وسجل يوم أمس واليوم تحليق للطيران المروحي في سماء المدينة وإطلاق دائم خلال الليل للقنابل المضيئة.
اما حالة المدينة حالياً فهي حركة تنقل وتخبط كبير للأهالي داخل الاحياء التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم داعش حيث يمنع عليهم الخروج من قبل التنظيم، وتتناقص يوماً بعد يوم المواد الغذائية والتموينية والأدوية وخروج كامل المشافي الخاصة والعامة في الرقة عن الخدمة باستثناء مشفى الطب الحديث الذي يعاني من نقص كبير بالكادر الطبي والمواد والضغط الكبير بسبب اعداد المصابين، بينما قامت ميليشيات قسد بترحيل كافة العوائل من الاحياء التي سيطروا عليهم باتجاه الشمال.
في حين سجلت عمليات نهب وسرقة بمزرعة ربيعة غرب الرقة من قبل ميليشيات قسد، وسمح لبعض أهالي السلحبية الغربية بالعودة الى منازلهم بعد عمليات سرقة طالت القرية في وقت سابق، في حين تم تسجيل حالة إطلاق نار من قبل ميليشيات قسد على احدى العوائل في الريف الشرقي بمنطقة الحمرات وهي عائلة “صالح الحسين السلطان” تسببت باستشهاد الطفل “صالح عبد الجبار الصالح السلطان” واصابة “عبد القهار صالح السلطان وزوجته”
وكذلك تم توثيق استشهاد كل من:
– “غسان ابراهيم حمشو” إثر استهداف منطقة الجامع القديم بقذائف المدفعية من قبل مليشيات قسد.
– “منال أبو البواكير” وبناتها “فاطمة ومروة اسماعيل الخلف” نتيجة غارة جوية بالقرب من قصر البنات.
– “ليث عمر الهرم” جراء القصف الذي تتعرض له مدينة الرقة.
– “محمد الاسماعيل العبد الظاهر” الملقب ” أبو السيم ” جراء قصف طيران التحالف الذي استهدف منطقة الطب الحديث فجر اليوم.
– الشاب “احمد العلي ”
– ” حبيب المصطفى العبد لله” بالإضافة لزوجته و33 من ابنائه جراء استهداف منزله من قبل طيران التحالف الدولي في قرية (كسرة شيخ جمعة)
– الشاب “ياسر حسن الجاسم” في سجون عصابات الاسد بعد اعتقال دام لقرابة الـ 55 سنوات والشهيد من أهالي مدينة الرقة.
– عائلة كاملة بقصف طيران التحالف قارب ينقل مدنيين بين ضفتي الفرات
– الشاب “صبحي جمعة الفالح” أثر اصابته بطلقة قناص بالقرب من مزرعة حطين.