معركة الرقة، معارك البادية سباق للحدود، إرهاب حزب الله يمتد للولايات المتحدة الأمريكية، وسائل إعلام الأسد مبتهجة بالخلاف الخليجي.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
معركة الرقة
قسد تدخل حي الرومانية غرب مدينة الرقة بعد اشتباكات مع تنظيم داعش.
يأتي هذا التقدم بعد إعلان ميليشيات “قسد” السيطرة على كامل حي المشلب من الجهة الشرقية لمدينة الرقة، وقد سبق السيطرة على حي المشلب السيطرة على الفرقة 17 ومعمل السكر شمال الرقة.
ويعد تقدم “قسد” كبيراً وواسعاً باعتبار الرقة معقل داعش الرئيس، فلم يظهر التنظيم تلك المقاومة المتوقعة، فقد أفاد إعلام قسد عن مقتل قرابة عشرين داعشي فقط، وهو رقم قليل إذا ما قورن بمناطق السيطرة، ويطرح هذا احتمال تسليم الدواعش المدينة لقسد، فيما يستبعد آخرون ذلك، ويرون أن الأحياء المسيطر عليها تقع على أطراف المدينة، والتنظيم يستدرج قسد لحرب استنزاف طويلة أعدّ لها جيداً. ويستدل أصحاب هذا الرأي بمعركة الموصل مع فارق عدم قدرة قسد على دفع الفاتورة التي دفعها الحشد الشعبي في العراق.
ويغيب المدنيون عن مشهد حسابات الربح والخسارة، فقد قتلت الطائرات من المدنيين الأبرياء أكثر مما قتلت من الدواعش، ويخشى أهل الرقة سيناريو معركة الموصل الطويلة فمدينتهم صغيرة مقارنة مع الموصل، وطول المعركة يعني تدميرها حجراً حجراً وإخراجها من الخارطة، فالبيوت والمنشآت التي تدمر لأهل الرقة لا لداعش.
مهما تكن مدة المعركة فإن ما بعدها يفوق معركة الرقة نفسها إذ ستضح لحد ما النوايا الأمريكية الحقيقية حول تقسيم سورية فعليّاً أم الدفع باتجاه حل سياسي، وقد نفاجأ بسيطرة التنظيم على مدينة دير الزور كاملة لتأتي قسد لاحقاً لطرد الدواعش، وهنا يصبح مشهد خارطة التقسيم أكثر وضوحاً.
معارك البادية سباق للحدود
– الأركان الروسية: القوات السورية سيطرت على مرتفعات استراتيجية جنوب السويداء ما يمنع الإرهابيين من نقل الإمدادات.
يأتي ذلك ضمن سلسلة معارك الكر والفر في البادية السورية ففي حين أعلنت قوات الثورة السورية السيطرة على تل مسيطمة غرب منطقة بئر القصب بريف دمشق الشرقي وانسحابها من تل دكوة الاستراتيجي نتيجة شن الطيران الروسي عشرات الغارات، أعلنت مواقع موالية وصول أولى وحدات جيش النظام وحلفائه إلى الحدود السورية العراقية في شمال شرق التنف، وبذلك تكون قوات النظام قد سيطرة في هذه المنطقة المفتوحة على مساحة 5000 كلم مربع جديدة تضاف إلى 15 ألف كلم مربع كانت تمت السيطرة عليها منذ بدء العمليات القتالية في البادية، وقدم قوات التحالف الدولي دعماً خجولاً لقوات الثوار وصفه كثيرون بالمخادع بدليل تقدم الميليشيات الموالية للنظام، فيبدو أن الولايات المتحدة غير راغبة بوصول قوات الثوار للشرق السوري لأن وصولهم سيقود لاحقا، لمواجهة مع القوات الكرديّة التي تسعى واشنطن لسيطرتها على الشرق السوري، وباتت روسيا تتخوف من هذا السيناريو وتصرح علناً بتواطؤ داعش والكرد على تسليم المناطق.
وفي ظل هذا المخطط يستبعد أن يكون لاتصال الحشد الشعبي في العراق مع القوات الموالية للنظام في سورية أثر استراتيجي لأنها ستكون حداً فاصلاً في منطقة مفتوحة خالية من السكان والثروات بين مناطق سيطرة الكرد حيث الثروات النفطية وبين قوات الثوار التي تحولت -للأسف- لدرك يحمي حدود الأردن، وتتعزز هنا مخاوف تقسيم سورية.
إرهاب حزب الله يمتد للولايات المتحدة الأمريكية
وزارة العدل الأمريكية تكشف اعتقال مواطنين من أصل لبناني بتهمة الانتماء لحزب الله الإرهابي، والتخطيط لهجمات في الولايات المتحدة وبنما.
ما زال العالم يغض الطرف عن حزب الله غير مدرك طبيعته الإرهابية التي تفوق إجرام داعش في نواحي كثيرة، فالحزب الإرهابي يمتلك تسليح دولة ويشارك في إدارة وحكم دولة، ومدعوم من دول مما يعني امتلاكه الخبرات الكبيرة فضلاً عن الإمكانات التي تمكنه القيام بأعمال إرهابية في أية دولة.
ولا تأتي خطورة حزب الله من البعد الإيديولوجي الطائفي المماثل لحزب الله فحسب، فالحزب يتاجر بقضية فلسطين القضية الأولى إسلامياً وعربياً لتحقيق أهداف دنيئة لدولة بعينها، فهل يترك العالم حزب الله حتى يستطير شره، ويستفحل خطره، وتزداد صعوبة وضع حد له؟.
لقد مارس الحزب إرهاباً على السوريين فاق إرهاب داعش، فقد قتل بالتعاون مع النظام أضعاف ما قتل داعش ويكفيه إثماً إسهامه بظهور داعش، ومنع السوريين من نيل حريتهم، ومما يؤسف له أن العالم (المتحضر) يسمح بممارسة الإرهاب إذا كان لا يطالهم، ونحن هنا نحذر هذه الدول ونقول لها: لا تأمنوا شر الحزب فقدراته الاستخباراتية كبيرة، وخلاياه كثيرة ستتحرك لا محالة بمجرد الضغط الحقيقي على إيران، وعندها لن ينفع الندم، فالأحمق من ينام والأفعى في جيبه.
ماذا وراء هجومي إيران؟
داعش يعلن استهدف مجلس الشورى الإيراني وقبر “الخميني” في طهران.
ينبغي بداية عدم تصديق رواية داعش، فليس كل عملية إرهابية يتبناها داعش دليل على قيامه بها. فنرى أن كثيراً من العمليات الإرهابية لا علاقة لداعش بها يقوم بتبنيها لأهداف كثيرة ليس هذا أوان تفصيلها ومنها عمليتي طهران.
فلا نستبعد دوراً ما للمخابرات الإيرانية التي تجمعها مصلحة مشتركة مع داعش في هذين الهجومين الإرهابيين، فإيران عبر هذين الهجومين تنفي صلتها بداعش، وتبعد شبهة التنسيق معه، أما الفائدة التي يجنيها داعش فأكثر مما تجنيه إيران إذ يحاول التنظيم رفع معنويات عناصره المنهارة، وإظهار دفاعه عن أهل السنة ضد عدو فتك بالمسلمين السنة في العراق وسورية.
ويؤكد تحليلنا ما كشف عنه اللواء علي باقري قائد الأركان المسلحة الإيرانية عن عزم بلاده شن أكبر عملية جوية ضد داعش، فقد أوضح أن أكثر من 80 طائرة بانتظار أوامر القادة للبدء بأكبر عمليات جوية في العالم عبر الثلاثين سنة الماضية.
ولا يقبل عاقل أن تكون هذه العملية العسكرية الضخمة رداً على العمليتين الإرهابيتين، فالمنطق يقول العكس، أي تستخدم إيران الإرهاب لتنفيذ أعمالها الإرهابية، فالعمليتان مبرر للداخل الإيراني للتدخلات الخارجية، وعليه فلا نستبعد مزيداً من العمليات الإرهابية في الداخل الإيراني.
وسائل إعلام الأسد مبتهجة بالخلاف الخليجي
تصاعد الخلاف الخليجي رغم دعوات التهدئة، ودول خليجية تصدر قائمة بالإرهاب.
بقدر الألم الذي اعتصر قلب الشرفاء العرب والسوريين الأحرار من تدهور العلاقات بين الدول الخليجية، وأخذها مسارات لا عقلانية لن يستفيد منها إلا أعداء الأمة، وستؤدي لتحالفات جديدة لا تصب في صالح مستقبل العرب.
بقدر الألم نجد الفرح والسرور والحبور في صفوف أنصار النظام السوري، ويمتزج الفرح بالشماتة إذ وقفت الدولتان (السعودية، قطر) لجانب الثورة، وتمتد الشماتة بالسوريين الثوار، وقد عبرت وسائل الإعلام عنه هذه الفرحة بطرق عدة بدءاً من إفراز برامج حوارية، ومساحات واسعة بالصحف وكلها تتحدث عن (انتهاء محور الخيانة، وتشظيه) وفق توصيفهم.
وسخرت إحدى الصفحات من الناشطين مخاطبة المتعاطفين مع قطر: عزيزي (الفورجي) السوري يلي عايش بالخليج بالإمارات والبحرين والسعودية ومتعاطف مع قطر، وين صوتك وين الموت ولا المذلة، وين مبادئك الثورية، ليش خرسان ليش حطيت صرماية بتمك وسكتت ليش ما عم بتدافع عن قطر يلي مولتك وعطتك سلاح ليش ما عم بتدافع عن قطر يلي عطتك قناة الجزيرة ٢٤/٢٤ ليش ما عم بتدافع عن شيخك القرضاوي يلي عطاك فتاوي القتل والاجرام وقلك وماله”.
ومثل هذه الشماتات التي يستشف منها الحقد الأسود كثير، وقد تناست هذه الوسائل والصفحات أن الثورة لم تقم من أجل السعودية وقطر، وليس ذنبها أن تناحر داعموها، وذبحت على يد الجميع.
وحاول هؤلاء إثبات صوابية سياستهم من خلال اضطرار قطر الاستيراد من إيران فقالت إحدى الصفحات:( فيصل قاسم ) رح تاكل وتشرب من ايران يا قرد، وذلك باعتبار الإعلامي فيصل قاسم المدافع البارز عن الثورة السورية يسكن قطر.
ومثل هذا الغثاء كثير كثير، ولكن يجب الوقوف وقول الحقيقة بأن هذا الخلاف هدية على طبق من ذهب لإيران ونظام الأسد، فهل نمضي بتدمير ذواتنا؟!.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.