معركة الرقة أتنتهي بطرد داعش، روسيا تُمَهد للتقسيم، وماذا بعد؟، رغم خفض التصعيد النظام وحلفاؤه يصعِّدون، أنقذوا نازحي الرقة.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
روسيا تُمَهد للتقسيم
الرئيس الروسي بوتين: قلق بخصوص مناطق خفض التصعيد في سورية، والتي من الممكن أن تتحول في المستقبل لنموذج لتقسيم البلاد.
يوضح كلام بوتين الحقيقة التي طالما أخفاها الروس والأمريكان في الغرف السرية، واتفقا عليها. ويبدو أن الدول الإقليمية تستجيب مكرهة لهذه الإرادة، ففي ظل العداء والتناطح الإقليمي ليس بوسعها سوى الشجب والاستنكار.
توقف الروس في تأييد ودعم النظام السوري عسكرياً عند حدود معينة، وسماح روسيا والأمريكان لتركيا التقدم لحدود معينة، وإصرار الولايات المتحدة على الوحدات الكردية دون سواها في حرب تنظيم داعش شمالاً وشرقاً، وقبولها بدعم الحر في قتال التنظيم نفسه يجعل مخاوف التقسيم ترتقي لتكون حقيقة.
فالرئيس الروسي لم يأتِ بكلامه من فراغ، فالمخطط يرسم على الأرض، والسوريون -للأسف- لا يملكون من أمرهم شيئاً، فنظام بشار والقوى الانفصالية مدعومة من قوى دولية، في حين عَمِلَ الجميع على إضعاف القوى الوطنية أمام الإرهاب والأسد والانفصاليين.
ويبقى السؤال: أيمكن لهذا المخطط أن ينجح؟. إن الجواب على هذا السؤال معقد جداً، فالواقع الميداني وعمليات التهجير يفيدان أن مخطط التقسيم قابل للنجاح ظاهرياً، لكنه واقعياً لن يحقق الاستقرار، بل سيدخل الوطن الممزق في صراع من نوع آخر، وربما يكون أشد دموية، وأطول عمراً.
وماذا بعد؟
عمليات تهجير أهالي برزة تدخل مراحلها الأخيرة؟
ماذا سيعقب عمليات التهجير؟ هل طهر النظام مناطق سيطرته من “الإرهابيين”؟ وما الهدف من عمليات التهجير؟.
من ينظر للزبداني ومضايا ووادي بردى وحلب الشرقية، وريفها الشرقي يقف على حال سورية، فلم يعقب دخول النظام إلا الخراب والتهجير، فحيثما يدخل الجيش يدخل الخراب، فالنظام لا يطهر الأرض من الإرهابيين كما يدعي إنما يطهرها من أهلها، وليس أدل على ذلك من تفضيل السوريين الهجرة والنزوح والتشرد على أرض يحكمها الأسد. فما معنى السيطرة على حجر إذا هرب منها البشر، فمن يسير في المناطق التي ادعى النظام كذباً “تحريرها” يسير في شوارع مهدمة أبنيتها تبكي أهلها.
وهنا تأتي الإجابة على سؤال ماذا بعد بسؤال آخر: أيريد العالم إرجاع سورية لعشرة ملايين نسمة تحت سلطة الاستبداد، وبالتالي لا حرج في عمليات التهجير.
رغم خفض التصعيد النظام وحلفاؤه يصعِّدون
15 غارة روسية على بلدة النعيمة في ريف درعا
يوماً بعد آخر تتكشف الحقائق الواضحة التي لا يحب كثيرون رؤيتها، فإن محادثات أستانة وما نتج عنها من اتفاق خفض التصعيد إنما تندرج ضمن مخطط التكتيك الروسي، فالروس يوظفون أستانة وخفض التصعيد لتنفيذ مخططاتهم، وإن احتاج الأمر خرق الاتفاقات فذلك مبرر.
يلاحظ المتابع للعمليات العسكرية أن النظام والروس استثمروا الاتفاقات لتحقيق تقدم على داعش في ريف حلب الشرقي من جهة، وتقدم آخر في البادية السورية للوصول إلى الحدود العراقية والالتقاء مع ميليشيات الحشد الشيعي العراقية، والهدف قطع الطريق على الثوار شرقاً وحصارهم في الجنوب، في حين استثمرت المعارضة السورية اتفاق خفض التصعيد بالاقتتال الداخلي!.
ومن يراقب تحركات النظام والقصف الروسي في درعا يدرك يقيناً أن خفض التصعيد طعم ابتلعه الثوار، فالنظام والروس يخططون لسيناريو مشابه لذلك الذي حصل في حلب الشرقية، ورغم أن الميليشيات انسحبت مؤقتاً لكثرة قتلاها فإنها ستعود مع قوات النظام مصحوبة بغطاء جوي روسي كثيف، فالنظام يدرك أن حسم معركة درعا يقطع الطريق على الثوار باتجاه البادية.
فهل يعي الثوار الحقيقة، ويتداركون ما ورطوا به أنفسهم؟!.
أنقذوا نازحي الرقة
العقيد راين ديلون من الجيش الأمريكي: إن عدد النازحين من الرقة ارتفع إلى 200 ألف بينهم 92 ألفاً في المخيمات.
المعذبون المنسيون يتيهون دون معين إلا الله، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل تجاهل كامل لأبسط حقوقهم الإنسانية، إذ تعامل ميليشيات سورية الديمقراطية نازحي الرقة بطريقة مهينة توضح حقيقة هذه الميليشيات، وتنفي عنها بالتالي صفة القوّة المحرِّرة، وكما قال وسم أنقذوا نازحي الرقة: تحول سكان الرقة إلى وقود مجاني لم يعد يكترث به أحد، وهم يرحلون من رمضاء داعش إلى نيران قسد.
فلو كانت قسد صادقة بكلامها لسمحت لهؤلاء السُكنى في أي منطقة تسيطر عليها، ولا مانع من التدقيق الأمني لكنها لم تمنعهم من التوجه للمناطق الكردية نسبياً فحسب بل منعتهم التوجه للمناطق العربية مما يثبت أنها قوة احتلال.
ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد ساكني الرقة في الوقت الحالي لكن من المؤكد أن عددهم كبير رغم كثرة النازحين، وتتحمل قوات التحالف جزءاً من المسؤولية فمن ضخ كل هذا السلاح والمال لمعركة الرقة يستطيع بكل سهولة تأمين إقامة مؤقتة كريمة لأهل الرقة الكرام الذين غدوا ضحية بين سندان داعش ومطرقة قسد.
معركة الرقة أتنتهي بطرد داعش
المتحدث باسم الميليشيات الكردية: عملية كبرى للسيطرة على الرقة ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” تعلن بدء تسليم أسلحة وآليات لميليشيا سورية الديمقراطية.
وزير الخارجية التركي: تسليح واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية أمر “بالغ الخطورة”.
لم يتوقف الأتراك عن انتقاد الموقف الأمريكي الداعم للميليشيات الكردية، ولأسلوب محاربة الدواعش، وتحديداً معركة الرقة، إذ تحمل المعركة أبعاداً كثيرة نظراً للنتائج المترتبة على هذه المعركة رغم أن ما قبل المعركة لا يبشر بخير سواء من حيث المعاملة السيئة لنازحي الرقة أو القتل العبثي لأهل الرقة وكأن إجرام داعش لا يكفيهم كما حصل مؤخراً بحارة الجميلي فقد استهدف طيران التحالف حارة الجميلي في الرقة لتحصل مجزرة أسفرت عن أكثر من 43 شهيداً من الأبرياء.
كما يشعر الروس بالقلق بعد أن مُنعوا من المشاركة بالمعركة وهو ما دفع وزير خارجيتهم لافروف للحديث عن اتفاقات بين قسد وداعش لتأمين خروج آمن للدواعش من الرقة، فالروس يخشون حرمانهم مما بعد الرقة، وهو ما جعلهم يسارعون في دعم النظام للتقدم في البادية السوريّة.
أما تركيا فرغم تجاهل أمريكا لها فإنها حاضرة في الساحة تترقب المشهد بحذر شديد، وتتخوف من دويلة انفصالية، وفي حال تم هذا الأمر فإنه لا يمكن التكهن بردود الفعل التركية، أما الولايات المتحدة فيرى كثيرون أن إصرار الولايات المتحدة على قسد دون سواها هدفه البدء بمشروع التقسيم في سورية.
وما سبق يوضح أن إزالة مشكلة داعش بالصيغة الحالية سيجعلنا أمام احتمالات كثيرة كلها مشاكل.
من المستفيد؟
قراصنة يخترقون البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن ويكشفون عن وثائق.
موقع إنترسبت الأمريكي ينشر عينة من البريد الإلكتروني المخترق للسفير الإماراتي بواشنطن، يأتي اختراق البريد الالكتروني للسفير الإماراتي بعد أيام من قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر تصريحات على لسان أمير قطر نفتها الحكومة القطرية على أكثر من مستوى.
ومع فارق القرصنة في الحالتين إذ اعترفت السفارة الإماراتية بالاختراق وبمضمون البريد الالكتروني، وللأسف فإن ما كشفته الرسائل لا يرضي أحدا.
ولسنا هنا في صدد السجال، والدفاع عن هذا وذاك فلا رابح في الحرب بين الإخوة. إنما الهدف البحث عن المستفيد بداية، وتداعيات ذلك على الثورة السورية، فما جرى لا يخدم سوى إيران ونظام الأسد.
وكشفت الخلافات المستور في العلاقات العربية، فقد كان كثيرون يعتقدون أن البيت الخليجي متماسك ليظهر خلاف ذلك، ولنكتشف سبباً رئيساً لانقسام المعارضة السورية، فقد ظهر أن داعمي الثورة السورية منقسمون على أنفسهم خلافاً للنظام الإيراني، فالعرب بخلافاتهم مزقوا الصف الثوري السوري خلافاً لإيران التي وحدت شذاذاً ضمن هدف واحد.
فهل يعود العرب لرشدهم ويضعون خلافاتهم، ويؤجلون الدسائس بانتظار الخلاص.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.