الرقة تذبح بصمت
منذ اعلان مليشيا سوريا الديمقراطية “قسد” سيطرتها الكاملة على مدينة الطبقة غربي الرقة في الحادي عشر من شهر أيار الماضي، وهي تحاول التقدم من الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة باتجاه قرية هنيدة وبلدة المنصورة غربي الرقة، إلا أنّ التنظيم أبدأ مقاومة كبيرة تعرضت خلالها قرية هنيدة والمنصورة للعديد من الغارات من قبل طيران التحالف الدولي، أدت إلى مقتل العشرات من أهالي المنطقة، وإحداث دمار كبير فيها، ليتعثر تقدم مليشيا قسد بتلك المنطقة، ما أجبر قسد على القيام بعملية التفاف حول البلدة من جهة البادية وحصارها من الجهة الجنوبية، فيما عمدت القوات المهاجمة للانتقال عبر نهر الفرات والسيطرة على قرية البارودة وأبو قبيع والحمام، ملتقية مع القوات المحاصرة لبلدة المنصورة من جهة الجنوب، ليتم حصار المنصورة وقرية هنيدة وسد الرشيد “البعث سابقاً”.
فيما حاول التنظيم فك الحصار عن نفسه من جهة الشرق عبر عملية “انغماسية” قتل فيها عدد من عناصر التنظيم وقسد وباءت العملية بالفشل.
وفي صباح يوم الخميس الماضي، بدأت قوات قسد بشن هجوم على تنظيم داعش في الجهة الجنوبية الشرقية لبلدة المنصورة ثم سربت معلومات عن بدأ عملية تفاوض بين تنظيم داعش وقسد عبر جهات مدنية من بلدة المنصورة، تخللها هدوء ووقف للعمليات القتالية، وبحسب ما رشح من معلومات حتى اللحظة، فإن الاتفاق جرى على ترك بلدة المنصورة وهنيدة وانسحاب عناصر تنظيم داعش منها ومن سد الرشيد باتجاه الجنوب والبادية السورية التي لايزال التنظيم يسيطر على أجزاء واسعة منها، وفي ذات السياق تحركت يوم الجمعة أرتال من التنظيم خارجة من المدينة، حيث قام التنظيم باطلاق نداء عبر الجامع الكبيرة “الغربي” في المنصورة، طالباً من عناصره التجمع في الجهة الجنوبية للبلدة بهدف الانسحاب نحو البادية، هذا ولم تدخل القوات المهاجمة إلى البلدة حتى اللحظة، فيما شهدت عودة بعض الأهالي إلى منازلهم، وسادت حالة من الفوضى في البلدة من عمليات نهب للمقرات ومنازل عناصر التنظيم الذين ذاقوا منهم الويل خلال الأعوام الأربعة المنصرمة.
وننوه إلى أننا لا نتبنى تلك المعلومات ولا ننفيها بانتظار الساعات القليلة القادمة التي ستكشف عما جرى بين قسد وداعش.