أحكم الجيش الحر سيطرته على مدينة الرقة في مطلع عام 2013 ليعلن بعدها عن تحرير أول مركز مدينة منذ بداية الثورة السورية .
مدينة الرقة التي تقع شمال شرق سوريا والتي تجاهلها النظام السوري لعقود طويلة بشكل كامل وهمشها وتجاهلتها قوى المعارضة السورية ايضاً بعد تحريرها , لتقع مسؤوليتها على ابنائها الذين شاركوا بتحريرها وبدأو بمحاولات لإدارة مدينتهم .
شباب الرقة كانت بدايتهم بحملة لتنظيف شوارع المدينة والاماكن التي تم قصفها بطائرات نظام الاسد لتكون حملة أظهر فيها الشباب وعي ومسؤولية كبيرة تجاه مدينتهم وبدأت المدينة تزدهر شيء فشيء فتشكلت التجمعات الشبابية المدنية بكافة اصنافها حتى وصل عددها الى 33 تجمع شبابي كانت تتنافس فيما بينها للمساهمة في أزدهار المدينة ومنها تجمع ” شباب الرقة الحر ” و ” حركة حقنا ” وتجمع أحفاد الرشيد ” وغيرها الكثير من التجمعات المدنية بل وحتى تجمعات نسائية خاصة لنساء مدينة الرقة وسرعان ما بادر الشباب الرقاوي باطلاق الكثير من المبادرات فمن حملة ” علمنا ” والتي كانت تهدف الى نشر لافتات في جميع انحاء المدينة تحمل علم الثورة السورية وبعض الكلمات المحفزة للشباب على المضي في سبيل الثورة الى حملة ” شوارعنا تتنفس حرية ” حيث قامو بطلاء شوارع الانارة في المدينة باعلام الثورة , وحملة ” رغيفنا ” التي قام بها شباب مدينة الرقة بتوزيع الخبر على الفقراء والمحتاجين وحملة ” أحرار خلف القضبان ” التي تظاهر فيها شباب الرقة من أجل المعتقلين في سجون النظام وحملات من أجل إعادة تأهيل المدارس التي قصفت وخربت وتم نهب محتويات بعضها فقاموا بتنظيف المدارس وترتيب الكتب والحرص على حفظها في أماكن أمنة وتنظيف بعض من مشافي المدينة كما قام شباب و أهالي مدينة الرقة بحملات دعم نفسي لأطفال الذين عانوا الويلات من القصف والحرب محاولين أخراجهم من مظاهر الحرب لتأتي بعد ذلك حملة ” لأجلكم ” وهي حملة نسائية قامت بها بعض من نساء المدينة للقيام ببعض الاعمال اليدوية وعرضها في معرض لبيعها ليذهب ريع هذه الأعمال الى أطفال الشهداء .
عاشت مدينة الرقة فترة من الازدهار الثوري وقدمت نموذجً رائعً من المظاهر الحضارية الثورية التي كانت تعكس صورة سوريا المستقبل وعاش أبنائها هذا الحلم حتى جائت خفافيش داعش لتسرق منهم أحلامهم ومستقبلهم ,
خطف النشطاء الاعلاميين وقتلهم وملاحقتهم وتهديدهم بالقتل وتفجير اماكن التجمعات الشبابية ومحاربة الجيش الحر لم يكن كل شيء قام به التنظيم , بل قام ايضاً بمحاربة جميع الفصائل الثورية المتواجدة في المدينة حتى سيطر على المدينة في مطلع عام 2014 .
لتبدأ بعدها مرحلة هروب وتهجير جميع النشطاء وهروب قسم كبير من أهالي المدينة وإغلاق جميع التجمعات الشبابية في الرقة التي تخلى عنها العالم اجمع .
بدأ التنظيم بطمس ملامح الثورة , فقام بطلاء كل جدار يوجد عليه أعلام الثورة باللون الاسود ودمر الحلم الذي كان أبناء هذه المدينة يعيشونه ولتبدأ بعدها عمليات الإعدام الميدانية وعمليات الاعتقال العشوائي وملاحقة النساء من قبل كتيبة الخنساء وملاحقة الناس من قبل دوريات الحسبة وفرض الضرائب على أهالي المدينة وتدهور الحالة الطبية وحال البنى التحتية والكهرباء والماء وفرض قوانين التنظيم الخاصة بهم وكل مخالف لها يواجه اما حكم الاعدام او السجن ليصبح أهالي المدينة غرباء عنها .
ليقف اليوم أهالي الرقة على عتبات مدينتهم المحتلة في انتظار شيء ما يوم ما , عسى ان يتغير الحال ويعود الحلم وللقصة بقية .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.