رسالة أمريكيّة جديدة، هل عاد أردوغان بخفي حنين من واشنطن؟!، ماذا بعد قانون قيصر، انعكاسات قمة سلمان ترامب على سورية.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
رسالة أمريكيّة جديدة
قصفت الطائرات الامريكية رتلاً لميليشيات طائفية موالية للنظام السوري في منطقة الشحمة على الطريق الدولي دمشق بغداد.
تحمل الخطوة الأمريكية دلالات بليغة جداً، فهذه المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات الأمريكية الميليشيات الطائفية، ويبدو لافتاً أن وسائل الإعلام الموالية للنظام اعترفت أن القوات المستهدَفة لا تعود للجيش النظامي وبأنها قوات رديفة (ميليشيات طائفية)، واعترفت ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” الطائفية أن الرتل المستهدف يعود لها، وتوعدت هذه الميليشيا الولايات المتحدة والسعودية، ويذكر أنّ هذه الميليشيا شاركت بالكثير من المعارك في سورية لصالح النظام، كما تعد جزءاً مما يسمى “الحشد الشعبي” المعروف بولاء فصائله لإيران.
ومن هنا تأتي الرسالة الأمريكية البليغة، فالولايات المتحدة لن تسمح للميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران السيطرة على الحدود السورية العراقية لإدراكها أن سيطرة هذه الميليشيات يعني سيطرة إيران، وهذا يتعارض مع مساعي الولايات المتحدة لتحجيم الدور الإيراني في سورية.
ولا ينظر لخطوة القصف بمعزل عن دعم الولايات المتحدة ومعها بريطانيا والأردن لفصائل الثوار في البادية السورية ضد داعش، وهذا ما أثار حفيظة الروس الذين اقتصر ردهم على الشجب والاستنكار لأنهم لا يملكون أكثر من ذلك، وهذا يؤكد أنه لن يُسمح للنظام أو إيران ملء الفراغ الذي سيعقب طرد داعش.
ولا نبالغ إذا قلنا إن هذه الخطوة ترسم مناطق النفوذ الأمريكي والروسي.
هل عاد أردوغان بخفي حنين من واشنطن؟!
استقبال حافل للرئيس التركي لم يثمر نتائج واضحة.
وصف مراقبون زيارة الرئيس التركي أردوغان للولايات المتحدة بالفاشلة منطلقين من رفض الولايات المتحدة رفع الدعم عن ميليشيات سورية الديمقراطية التي تشكل الميليشيات الكردية عمودها الفقري، فالولايات المتحدة تراهم حليفاً ضد داعش، فيما ينظر لهم الأتراك كتنظيم إرهابي. وهذا ما دفع أردوغان للتصريح بأنّ قوات بلاده لن تشارك في معركة الرقة.
وذهب أصحاب هذا الرأي بعيداً عندما رأوا أن الولايات المتحدة فضّلت الميليشيات الكرديّة على تركيا، وتبدو هذه النظرة سطحية إذ لا تميز بين العلاقات المرحلية التكتيكية وبين العلاقات الاستراتيجية، كما لا تميز بين إمكانيات الدول وقدرات الميليشيات.
وأفادت التسريبات أن ثمة معلومات مغلوطة لدى الإدارة الأمربكية عن وحدات الحماية الكردية، والدور التركي بالحرب ضد الإرهاب، ونجحت الزيارة في مد جسور الثقة الأولى التي تهشّمت في عهد أوباما. وهذا ما يفسر طلب تركيا تغيير المبعوث الأمريكي في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش إذ تحمله جزءاً كبيراً من هذه المعلومات المغلوطة بدافع ميله للميليشيات الكردية.
ماذا بعد قانون قيصر
الكونغرس الأمريكي يقر تشريعاً بفرض عقوبات اقتصادية ضد داعمي الأسد ضمن مشروع حمل اسم “سيزر” الاسم الحركي للضابط المنشق الذي سرّب صور التعذيب.
لا يعد القانون نافذاً إلا إذا وقّع الرئيس الأمريكي عليه، ولن نتحدث عن القرار من الناحية القانونية إذ للقرار تفريعات قانونية كثيرة تحتمل التأويلات الكثيرة، وننظر للقرار من الناحية السياسية، ولاسيما أنه صدر بعد تعطيل إدارة باراك أوباما له، وبعد قصف مطار الشعيرات، واستهداف رتل عسكري في منطقة الشحمة، والكشف عن محرقة سجن صيدنايا، وعودة العلاقات السعوديّة الأمريكيّة لمجراها الطبيعي، فلا يمكن فصل القانون عن كل هذه التطورات.
يحمل المشروع رسالتين واحدة للنظام بأنّ إدارة ترامب مختلفة عن إدارة أوباما اللينة المترددة، وبالتالي فإنّ بقاء النظام السوري مسألة وقت فحسب فالولايات لن تقبل استمراره بالحكم وإلا لما صعّدت وكشفت المستور. والرسالة الثانية لداعمي النظام السوري وبالأخص الروس فالولايات المتحدة ستصعّد عقوباتها تجاه روسيا، وستتبخر مكاسب روسيا إذا لم تتخل عن الأسد، وتستجب للرؤية الأمريكية.
جنيف 6 نسخة فوتوكوبي
انتهاء النسخة السادسة من محادثات جنيف دون نتائج تُذكر.
فقدت محادثات جنيف زخمها السياسي فضلاً عن زخمها الإعلامي، وبات معلوماً نتائجها قبل بدايتها، إذ باتت تشبه القمم العربية في روتينها (استقبل ديميستورا، اجتمع ديميستورا، صرح ديميستورا، ودع ديميستورا).
ويبدو لافتاً إصرار ديميستورا على السلال الأربع (الحكم، الدستور، الانتخابات، الإرهاب) رغم علمه عبثية إصراره، فالأسد لا يقبل المشاركة بالحكم حتى يقبل بالانتقال السياسي، ومادام النظام رافضاً لمناقشة الحكم فإن الدستور لا معنى له، لأن المشكلة السورية لا تكمن في الدستور، وكذلك لا معنى لانتخابات في دولة نصف شعبها مشرد، أما مكافحة الإرهاب فأمرٌ محال في ظل استمرار صانعيه وداعميه، ومؤججيه.
فمحادثات جنيف لا معنى لها في ظل غياب الضغوط على نظام الأسد من جهة، وفي ظل غياب الإرادة الدولية. فديميستورا مجرد منسق لا يملك من الأمر شيئاً، وليس باستطاعته فرض شيء على المتفاوضين.
ولا يخفى دور روسيا في تمييع مبادئ جنيف من خلال تفسيرها المزاجي فيما يتعلق بهيئة الحكم الانتقالي، ومن خلال فتح مسارات أخرى كأستانة.
ونجزم أن محادثات جنيف لن تأتي بجديد ولو وصلنا للرقم 100 بعد الألف من الجولات مالم تمارس ضغوط حقيقية.
ونرى هنا أنّ الطريقة ستختلف مع قادمات الأيام في ظل إدارة ترامب التي ستمارس بلا شك ضغوطاً من نوع لا يمكن التكهن به.
انعكاسات قمة سلمان ترامب على سورية
زيارة تاريخية تسفر عن اتفاقات استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
عدَّ المراقبون زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية استراتيجية بكل المقاييس السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتوضح الأرقام أهمية الزيارة فقد وصلت العقود والصفقات لـ 460 مليار دولار، 110 مليار منها مباشر، والباقي على مدى عشر سنوات.
وبدا أن ثمة أرضية سياسية مشتركة عند الطرفين تتمثل بمحاربة الإرهاب، واعتبار إيران الداعم الأول والرئيس للإرهاب في المنطقة، وهذه الرؤية السياسية المشتركة تجاه إيران تبعث على تفاؤل السوريين، وتصريح وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون: “سنعزز الجهود المشتركة مع السعودية لردع إيران في سوريا واليمن” يختصر السياسة التي ستتعامل بها واشنطن مع طهران.
ويدرك الجميع أنّ خروج إيران من سورية يؤدي أوتوماتيكياً لسقوط الأسد، فإيران هي من تدعم النظام السوري على الأرض، وهي التي منعت سقوطه، ويدرك الجميع أن محاولات الروس -خشية هذه اللحظة- ترميم الجيش السوري باءت بالفشل، فما زالت القوات المدافعة عن الأسد ذات صبغة طائفية.
وربما لن تتأخر انعكاسات هذه الزيارة على الوضع السوري، وقصف الميليشيات الشيعية لأوّل مرة في منطقة الشحمة يوضح الآلية التي ستتعامل بها الإدارة الأمريكية مع إيران.
وإخراج إيران من سورية سيدفع الروس لتقديم تنازلات كبيرة لإدراك الروس استحالة الحفاظ على الأسد من دون إيران، فروسيا لا تستطيع إنزال قوات برية تحل محل الميليشيات الطائفية، فهل اقترب الحل السياسي المتمثل بهيئة حكم انتقالي حقيقية؟.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.