الرقة تذبح بصمت
سمحت ميليشيا سوريا الديمقراطية “قسد”، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية YPG قوتها الرئيسية، لمدني مدينة الطبقة النازحين في منطقة الكرين بالعودة إليها، عقب نزوحهم خلال الأسابيع الماضية، مدينة الطبقة التي شهدت اشتباكات بين تنظيم داعش والقوات المهاجمة، ودمر جزء كبير من البنية التحتية والمباني السكنية اثر استهدافها بعدد كبير من الغارات الجوية بواسطة طيران التحالف الدولي، والمدفعية التابعة لـ “قسد”.
هذا وقد اغلقت قسد المخيم المتواجد في “الكرين” والتجمعات الأخرى في ريف الطبقة الجنوبي، وقُدر عدد الأهالي العائدين بنحو 5000 مدني، واجهوا ظروفاً إنسانية صعبة للغاية خلال فترة نزوحهم، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية، وتقصير القوات المهاجمة في وضع خطة لنزوح المدنيين.
وفي سياق متصل، لاتزال المدينة تعاني من توقف تام للخدمات، في ظل انقطاع الكهرباء والماء، في حين تم تشغيل خمسة أفران في المدينة، تقوم بتأمين حاجة المدنيين من الخبز، بينما تعاني الأسواق التي بدأت الحياة تعود إليها تدريجياً من نقص كبير بالمواد الأساسية والخضروات، في ظل منع حركة العبور على جسم السد.
هذا وبدأت خلال اليومين الماضيين، توارد اسماء الشهداء المدنيين الذين قضوا في القصف العشوائي الذي شهدته المدينة من قبل القوات المهاجمة، والذي تسبب بمقتل مئات المدنيين، والذين لازال قسم كبير منهم تحت أنقاض الأبنية المدمرة، وبحسب مصارد تابعة لمليشيا قسد، لايزال العمل جارٍ على إزالة الألغام التي زرعها التنظيم في وقت سابق.
من جهة أخرى، شن الطيران الروسي والطيران التابع للنظام السوري، عدداً كبيراً من الغارات الجوية على قرى ريف الطبقة الغربي والذي لا يزال رازخاً تحت سيطرة تنظيم داعش، معتمداً سياسة الأرض المحروقة، مسبباً مقتل عشرات المدنيين وجرح المئات منهم، مع حركة نزوح جماعي للسكان نحو الحقول الزراعية على أطراف قراهم.
غير مصنف