الرقة تذبح بصمت
سيطرت ميليشيات سوريا الديمقراطية على مدينة الطبقة غربي الرقة بعد اتفاق بينها وبين تنظيم داعش يفضي بخروج مقاتلي التنظيم وعائلاتهم من المدينة، وبموجب الاتفاق المذكور خرج قسم من مقاتلي تنظيم داعش مع عائلاتهم من المدينة بينما فضل قسم اخر البقاء وتسوية امورهم، واستمرت تلك المشاورات بين كل من قسد وداعش لمدة يومين بعد سيطرة ميليشيات قسد على غالبية أجزاء المدينة بينما تحصن التنظيم في منطقة الاحياء والسد والتي شهدت فترة هدوء خلال اليومين الفائتين تخللها اشتباكات متقطعة وغارات من طيران التحالف الدولي.
والى الان لم يصدر تصريح رسمي من الجهتين بخصوص هذا الاتفاق حالهم كحال الاتفاق الذي سبق سيطرة مليشيات قسد على مدينة منبج بريف حلب حيث اتفق الطرفات وقتها على خروج مسلحي تنظيم داعش باتجاه مدينة جرابلس برفقه عدد من العائلات المدينة من اجل ضمان سلامتهم ويرجح ان يكون هذا هو الحال بالنسبة لاتفاق قسد مع تنظيم داعش.
ولقد فرض مقاتلو قسد المدعومون من قبل طيران التحالف الدولي حصاراً على مدينة الطبقة منذ اكثر من 50 يومياً نفذ فيها طيران التحالف الدولي مئات الغارات الجوية والتي خلفت مئات الشهداء من المدنيين، حيث يعتمد تكتيك القوات المهاجمة على القوة النارية من الطيران الحربي والمروحي بينما يقتصر دور القوات البرية على التمشيط بعيداً عن الاشتباك المباشر والذي تسبب بأخطاء كارثية بأرواح المدنيين من أهالي المدينة، ومن جهة أخرى فان المدنيين الفارين من سيطرة تنظيم داعش الى مناطق سيطرة قوات قسد فرضت عليهم قسد منع في الحركة وتم نقلهم الى معسكرات ومناطق إقامة جبرية في ظل تقصير كبير تجاه اولئك النازحين وتقديم يد العون لهم.
ويحاول تنظيم داعش في الرقة التكتم على الاخبار القادمة من الطبقة على المدنيين والعناصر ويركز التنظيم جهده حالياً في حض الناس على حمل السلاح والالتحاق بصفوفه لتعويض الخسارة الكبيرة والنقص في عدد المقاتلين، حيث عمد التنظيم على نقل اعداد من مقاتليه باتجاه ريف دير الزور والعراق، وفي ذات الإطار عمد بعض عناصر التنظيم المحليين المتورطين معه خلال الأيام الماضية على نثقل عائلاتهم الى مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي في خطوة منهم لأي طارئ قد يحدث لا يتمكنوا حينها من نقل تلك العائلات.
وفي السياق فقد قام التنظيم مؤخراً باغلاق مجرى نهر البليخ في الرقة الامر الذي تسبب بغرق المئات من الهكتارات من الأراضي الزراعية وقرية رقة السمرة شرقي الرقة في خطوة من التنظيم لعرقلة أي تقدم محتمل لمليشيات قسد باتجاه المدينة من جهة الشرق، وتسببت هذه الخطوة في خسارة المزارعين لعشرات الملايين من الليرات بسبب تلف محاصيلهم ناهيك عن نزوح أهالي القرية باتجاه المدينة بسبب غمر المياه لمنازلهم.