رد يا حيوان، ميليشيات قسد تسيطر على أحياء بالطبقة، إدلب بلا مشافي، النظام يستغل السوريين في لجوئهم، هل بدأت روسيا تراجع حساباتها؟.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
رد يا حيوان
(رد ياحيوان) هاشتاغ أطلقه ناشطون سوريون يسخرون فيه من رفض النظام على القصف الإسرائيلي على مواقع ومقرات عسكرية في دمشق.
يحمل الهاشتاغ سمة “الكوميديا السوداء” فنظام الممانعة والمقاولة الذي ينطبق عليه وصف نظام المماتعة والمقاولة لم يوجه ضربة عسكرية واحدة لإسرائيل منذ أكثر من 40 عاماً رغم أنّ إسرائيل أعطته ألف فرصة لمهاجمتها، فمن حق أي دولة الرد على اعتداء مماثل، والدفاع عن نفسها بالحد الأدنى.
وما يبعث على القهر والألم أن رد نظام الممانعة يكون باتجاه الشعب الأعزل، فلم يتورع النظام عن استخدام الكيماوي والكلور والفوسفوري والنابلم لإسكات صرخات الحرية في الوقت عينه الذي يترك طائرات إسرائيل وصواريخها تقصف ما تشاء.
ومن المبكيات أن النظام ترك أسطوانته المشروخة “سنرد في الزمان والمكان المناسب” ليستبدلها بذكر خبر الغارة والهجوم وكأنها حصلت على دولة في أمريكا الجنوبية. بل أصبح النظام والإعلام الموالي به يفخر بأن هذه الغارات لم تسفر عن ضحايا بشرية، وكأن هدف إسرائيل إسقاط الضحايا لا استهداف المواقع وتدمير الأسلحة والذخيرة فقد سمع أهالي دمشق صوت الانفجارات، فهذه المخازن كانت متروكة دون حراسة باعتبار سورية واحة أمان لا تشهد ما يعكر صفوها سوى اعتداءات إسرائيل.
إن نظام الأسد والموالين له يكذبون حتى في الاعتداءات الحاصلة عليهم.
وما يثير السخرية أكثر أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد أيام من إعلان روسيا أن كافة الأراضي السورية تم حمايتها بالدفاعات الجوية الروسية.
ويؤخذ على الهاشتاغ كلمة يا حيوان، فجرّب الاعتداء على الحيوان يوماً فإنك ستجده شرساً بالرد خلافاً لـ…لن نصفه لأننا لم نجد وصفاً سيئاً بالقواميس يليق به.
ميليشيات قسد تسيطر على أحياء بالطبقة
تمكنت ميليشيات سورية الديمقراطية من السيطرة على أحياء عدة أحياء في مدينة الطبقة، وجاءت هذه السيطرة بعد أيام من حصار خانق للمدينة، وشن هجوم عنيف عليها، ويلاحظ في هذا الهجوم استخدام التحالف قنابل شديدة الانفجار يصل وزنها لقرابة 2 طن، مما يعني دمار المدينة.
ويعيش حوالي 30 ألف مدني في سجن كبير ينتظرون حكم الإعدام بعد أن وقعوا ضحية بين سكاكين داعش، وطائرات التحالف، وقناصات قسد ومدافعها، وتحمل معركة الطبقة صفة (القذرة) إذ يحرم المدنيون منذ أكثر من شهر من الماء والكهرباء والمحروقات، ويعيشون وضعاً كارثياً في ظل غياب المواد الغذائية وتدهور الوضع الصحي، والطامة الكبرى أن المدنيين لا يستطيعون الهرب فرحلة الهرب لاتقل خطورة عن البقاء في المدينة.
لا شكّ أنّ معركة الطبقة بوابة لمعركة الرقة التي مازالت تركيا تمني النفس بأن تشارك بها، وتستبعد فيها قسد. لكن الدعم المقدم لقسد في معركة الطبقة يوحي بغير ذلك لكنّ احتمال مشاركة تركيا دون قسد في معركة الرقة ما زال قائماً، ويتوقف ذلك على قرار الرئيس الأمريكي ترمب، وسيتضح ذلك بعد زياة الرئيس التركي للولايات المتحدة، فغالباً ستحسم الولايات المتحدة الطرف الذي سيقود المعركة. مما يعني أن معركة الرقة في هذا الصيف، وبالطرف الذي تريده الولايات المتحدة.
إدلب بلا مشافي
دمّر الطيران الروسي الخميس الماضي مشفى جديد في إدلب وهو المشفى التاسع الذي يتم تدميره.
غدا تدمير المشافي سياسة منهجيّة يتّبعها الروس للتضييق على المدنيين وتحويل الحياة في مناطق المحررة لجحيم لا يطاق، إذ يترافق قصف المشافي مع تدمير البنية التحتية والمرافق الخدمية، فكثيراً ما قصفت روسيا المدارس والأسواق حتى دور العبادة لم تسلم من همجيتهم، ومن جملة ما تهدف له روسيا من وراء قصف المشافي التمهيد في وقت لاحق لعمل عسكري برّي تماماً كما حدث في حلب الشرقية.
ويدلل قصف المشافي على همجية ونفاق الروس، فالمشافي المستهدفة تُخَدِّمُ المدنيين، وقصفها انتهاك صارخ لأبسط العهود والمواثيق الدولية المعمول بها في الحروب، ويثبت في الوقت عينه أن الروس لم يأتوا لمحاربة الإرهاب بل جاؤوا لتركيع الشعب السوري، وإلا فما معنى تدمير مشفى أو مدرسة أو سوق أو دار عبادة؟.
النظام يستغل السوريين في لجوئهم
اربعمائة دولار أمريكي لتجديد جواز السفر للسوريين بالخارج وفق نظام الدور، وثمانيمائة دولاراً للمستعجل
لا نبالغ إذا قلنا إنّ عدد السوريين الذين يحملون جوازات سفر نظامية أو مزورة هو الأعلى عالمياً بالنسبة لعدد السكان، ويختصر ذلك معاناة السوريين، والسعي الحثيث للهروب من الجحيم، فالسوريون لا يستخرجون الجوازات للسياحة والرحلات العلمية الاستكشافية.
ورفع أسعار استخراج الجوازات في الخارج يدلل على حجم المعاناة التي يعيشها السوريون في الداخل، فالنظام السوري رغم الحرب والمآسي التي لحقت بالشعب السوري يستمر باستنزافهم واستغلالهم حتى بات جواز السفر السوري الأغلى عالمياً، ولم يقتصر الأمر على الخارج، ففي الداخل ضاعف النظام ضريبة استخراج جواز السفر لتصبح الأغلى عالمياً مقارنة مع الدخل، ولا يدلل هذا على رفاهية المواطن السوري، وأهمية الجواز السوري إنما يدلل على خسة هذا النظام ووضاعته.
وتتحمل المؤسسات الدولية جزءاً من الدولية لأنها لم تؤمن مخرجاً قانونياً للسوريين، فينبغي على الأمم المتحدة منح جوازات مؤقتة صادرة عنها ريثما تنتهي الأزمة، فكثير من السوريين في الخارج بالكاد يؤمنون قوت يومهم فكيف يدفعون 800 دولار لكل جواز سفر، ولاسيما من عنده عائلة كبيرة.
هل بدأت روسيا تراجع حساباتها؟
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف: إنّ موسكو مستعدة تماماً للتعاون مع واشنطن بشأن سورية.
يدرك الروس قبل غيرهم أنّ دورهم الكبير في سورية سببه غض أمريكا الطرف عنهم، ويدركون جيداً أنهم يلعبون في الفراغات التي تتركها لهم الولايات المتحدة، وهم على دراية تامة بأن الولايات المتحدة قادرة على إخراجهم من سورية خلال فترة وجيزة، فالأمر لا يحتاج أكثر من عشرات الصواريخ المضادة للطيران تُسلم للمعارضة السورية، وحينها تركع روسيا مستجدية الولايات المتحدة، ويبدو أن الروس قرؤوا رسالة قصف مطار الشعيرات جيداً، وفهموا العلاقات الجديدة التي يحاول ترمب ترميمها مع الحلفاء التقليديين في المنطقة.
ومن هنا يفهم تصريح لافروف فهل تستثمر روسيا الملف السوري جيداً قبل فوات الأوان، أم أنها ستندم ندامة الكسعي بعد رفضها كافة الحلول والواسطات؟.
يتوقف هذا على الفهم السياسي الروسي، وقراءته للتطورات، فلا يمكن التنبؤ بنقطة الصفر عند ترمب.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.