الرقة تذبح بصمت
استطاعت مليشيا سوريا الديمقراطية “قسد” خلال الأسبوع الأخير من احراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي، والسيطرة على أهم القرى في المنطقة، وهي قرى تشرين وحزيمة التي تعدان من أكبر التجمعات السكانية في ريف مركز المدينة، كما استطاعت تلك الميليشيات السيطرة على عدد من القرى ومنها “رويان، كبش غربي، كبش وسطي، كبش شرقي، الزاهرة، الرحيات، الجربوع، الجتاش، الحكومية، حزيمة، الكالطة”، وترافقت العمليات العسكرية بتحليق مستمر ومكثف وقصف عنيف من الطيران الحربي، كان أخرها استهداف مزرعة ميسلون بغارة جوية أودت لمقتل عدد من المدنيين.
فيما اقتصرت استراتيجية التنظبم على زرع الألغام والانسحاب من مناطق سيطرته لصالح تقدم قسد، والاعتماد على ارسال العربات المفخخة، والتي لم تصب هدفها في معظم الحالات نتيجة لاستهدافها من قبل طيران التحالف الدولي، فيما اعتمدت قسد على تمشيط القرى بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بعد انسحاب التنظيم منها بفعل قصف التحالف المكثف عليها.
فيما شهدت تلك القرى نزوح كاملاً لقاطنيها باتجاه مناطق سيطرة قسد، التي بدورها منعت الأهالي من العودة إلى منازلهم، بحجة وجود الألغام في مناطق سكنهم.
في سياق متصل، فإنّ جميع القرى التي تفصل القوات المهاجمة عن الرقة، والتي باتت تبعد حوالي ٢٠ كم من جهة الشمال عن مركز المدينة، هي قرى صغيرة، أي أنّ الطريق أصبح شبه ممهد لتقدم تلك القوات والوصول إلى مقر الفرقة ١٧، والتي يعتبرها التنظيم خط الدفاع الأول عن المدينة.
هذا وتشهد منطقة بئر الهشم، كثافة سكانية كبيرة نسبياً، بعيد نزوح أهالي المدينة نحوها، عقب انتشار إشاعة انهيار سد الفرات، كما وأجبرت قوات قسد أهالي القرى التي تشهد اشتباكات مع التنظيم بالنزوح نحو مخيم، تم انشائه مؤخراً في منطقة جب شعير، حيث زاد عدد المتواجدين فيه حتى الآن عن ٩٠٠٠ نازح.
انسانياً، تعاني المخيمات المحدثة من قبل مليشيا قسد، من تهميش وإهمال كبير من قبل القوات والمنظمات الدولية المتواجدة شمال الرقة، وعدم تحمل مسؤوليتها اتجاه الفارين من العمليات العسكرية، كما تمنع مليشيا الـ YPG المدنيين من التوجه نحو بلدات الريف الشمالي، واجبارهم على الإقامة الجبرية ضمن المخيمات، وعدم السماح بمغادرتها إلا بوجود كفيل كردي من أهالي الريف الشمالي.
غير مصنف