هل تورط الروس في المستنقع السوري؟، الدور التركي القادم في منع التقسيم، مرة أخرى يغيّب أهل المنطقة، هل انتهت جريمة الكيماوي؟!، اللصوص يختلفون.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
هل تورط الروس في المستنقع السوري؟
-رويترز: مقتل 21 عنصراً من القوات الروسية خلال معارك استعادة مدينة تدمر في الفترة بين أواخر كانون الثاني وأواخر آذار من العام الجاري.
-وزارة الدفاع الروسية تعلن مقتل مستشار عسكري روسي في هجوم على قاعدة لقوات النظام.
يتكتم الروس على الأرقام الحقيقية لقتلاهم، فالوجود الروسي لم يعد مقتصراً على المستشارين وسلاح الطيران. فقد بات الروس يشاركون بالعمليات الميدانية وإن لم يصلوا بعد لمستوى مشاركة الميليشيات الطائفية لكنّ هذه المشاركة الآخذة بالازدياد يوماً بعد آخر تزيد من من عدد قتلى الروس.
وتواجه روسيا اليوم فعليّاً مأزق السقوط في المستنقع السوري لأنها تدرك استحالة بقاء النظام دون دعمها ودعم الميليشيات الطائفيّة، وتدرك في الوقت عينه استحالة نجاحهما بالمحافظة على النظام، فاستمرارهما بدعم النظام يزيد من أمد الصراع مما يزيد من الخسارة الروسية، ولاسيما في حال قدّمت القوى الدولية دعماً حقيقياً للمعارضة.
سيضطر الروس لاحقاً لمراجعة حساباتهم، وما يرفضونه اليوم قد يستجدونه غداً، فلا يريد الروس تكرار تجربة أفغانستان إلا إذا كانوا حمقى، فالحمق لا دواء له.
الدور التركي القادم في منع التقسيم
-أردوغان: إيران تنتهج سياسة انتشار وتوسع فارسية أصبحت تؤلمنا.
-ما يجري حالياً تقسيم لسورية قطعة قطعة ولا أحد يهتم لوحدة سورية.
أوضح الرئيس التركي رجب طيّب خلال مقابلته مع الجزيرة جملةً من الحقائق التي تمر بها المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بالملف السوري، فإيران سبب رئيس لتدهور الوضع السوري والمنطقة عموماً، وشكلت مصدراً لأزمات كثيرة، أما النقطة الأهم التي تناولها الرئيس التركي فتتمثل بموضوع تقسيم سورية، إذ يشكل تقسيم سورية تهديداً للأمن القومي التركي، كما قد يشكل بداية حقيقية لتشظي المنطقة، وعليه فإنّ تركيا قد تكون أحرص الدول على وحدة سورية كما تزعم، لأنه كما سبق وأشرنا فإن التقسيم يستهدف أمنها القومي ولاسيما أن من نتائج التقسيم المباشرة نشوء دولتين كردية وعلوية، وتبعات ذلك لاشك ستكون كارثية على الوضع التركي.
ويستشف من كلام أردوغان أن الإدارة الأمريكية السابقة سعت لذلك عبر دعم القوى الكردية الانفصالية، فأوباما خدع الأتراك كما خدع المعارضة السورية، وتتحمل تركيا جزءاً من المسؤولية إذ تعد مسؤولة باعتبارها جارة لسورية عن الحفاظ على وحدتها، وينبغي أن تبذل جهدها لمنع التقسيم، ويبدو أن استقرار الوضع السياسي التركي مقارنة بما سبق، ومجيء إدارة جديدة للبيت الأبيض سيعززان لاحقاً الدور التركي، وبالتالي قد تكون قدرتها على الفعل الإيجابي أكبر.
مرة أخرى يغيّب أهل المنطقة
“”قسد” تعلن مجلس مدينة الرقة المدني.
تزامن إعلان تأسيس المجلس مع انطلاق معركة السيطرة على مدينة الرقة مما يعني أن “قسد” التي تشكل واجهة لقوات الحماية الكردية تسير وفق خطط مرسومة تتجاهل تماماً رغبات الأهالي وتطلعاتهم، وحدث تأسيس هذه المجالس في مناطق سابقة كتل أبيض ومنبج مجالس صورية وشكلية إذ يسيطر “الكرد” الذين لا يشكلون 5% في هذه المناطق على مفاصل القرار.
وليس الاعتراض على سيطرة الكرد على هذه المجالس لو تمت العملية بشكل ديمقراطي عبر صناديق الانتخاب، فالكرد لهم حقوق العرب ذاتها دون زيادة أو نقصان في سورية المستقبل، أمام ممارسات قوات الحماية الكردية فإنها تؤسس لصراع داخلي على أسس عرقية، كما لا يخفى على أحد أن القوات الكردية تسعى جاهدة من خلال هذه المجالس تهيئة الأرضية لإقليم انفصالي.
فالعبرة عندهم حالياً ليس في طبيعة المكون الموجود فذلك يمكن التحكم به لاحقاً إنما العبرة بالسيطرة على مفاصل القرار بما يُمهد للانفصال، وتبقى الخشية من وقوف الدول الكبرى وراء هذا المشروع مما يعيد المنطقة لسايكس بيكو جديدة ستكون نتائجها أكثر كارثية. فالمجتمع السوري المفكك حالياً بعد الحرب عليه منذ ست سنوات استنزفته قتلاً وتهجيراً غير قادر على التصدي لمشاريع دول كبرى دون دعم حقيقي.
هل انتهت جريمة الكيماوي؟!
منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ترفض اقتراحاً روسياً إيرانياً لتشكيل فريق جديد للتحقيق باستخدام الكيماوي في خان شيخون.
يذكر أن الرفض تم بعد تصويت غالبية أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على رفض المقترح الروسي الإيراني، وجاء الرفض لأسباب مهنية بعيداً عن الأسباب السياسية فقد اتهمت المنظمة روسيا وإيران صراحة بتعطيل عمل اللجنة الحالية، وبعيداً عن اللجنة فإن تداعيات “قضية الكيماوي” لم تنتهِ، ولا يبدو أنها ستنتهي في الأفق القريب، وقد تكون مُدخلاً لتدخل ما في سورية، فالمندوب البريطاني أكد أن موسكو تهدف لنسف بعثة التحقيق الحالية، وفرنسا تؤكد امتلاكها أدلة دامغة على استخدام النظام للسلاح الكيماوي. ناهيك عن التصريحات الإسرائيلية حول امتلاك النظام بضعة أطنان من السلاح الكيماوي.
لكن التصريح الأهم جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي: لا شك أن سورية احتفظت بأسلحة كيميائية.
لا شك أن رفض المقترح الروسي والإيراني والتصريحات الغربية ولا سيما الأمريكية يخفي وراءه فعل ما تستعد له الولايات المتحدة، وتجهز له الأرضية المناسبة، ونزعم أن قصف الشعيرات يندرج ضمن هذه الاستعدادات أكثر من كونه العقوبة على جريمة خان شيخون، وما يعزز هذا الزعم التغطية الإعلامية الغربية لموضوع الكيماوي وصنع رأي عام يطالب بتدخل عسكري، وبالحد الأدنى لا يمانع، فهل نحن أمام عقوبة من الطراز الثقيل أم عند النظام والروس شيء جديد يقدمونه على غرار مجزرة الكيماوي الكبرى؟!.
دلالات تأجيل لقاء جنيف
تأجل اللقاء الثلاثي الذي كان مقرراً بين الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة بخصوص سورية في جنيف.
يذكر أنّ قرار الإلغاء جاء من الطرف الأمريكي كما صرّح ديميستورا حيث قال أن الولايات المتحدة لا تستطيع المشاركة في اللقاء الثلاثي الآن.
ولا يمكن فصل إلغاء اللقاء عن التحركات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة لرسم سياسة جديدة في المنطقة، فهذه السياسة تعمل على العودة للحلفاء التقليديين وإشراكهم، ومن هنا نفهم زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة، وزيارة زعماء الإقليم بما فيهم الرئيس التركي للولايات المتحدة، ويأتي التأجيل أيضاً بعد رفض روسيا لخطة أمريكية، وإصرارها على المرجعية الدولية التي يفسرها كل طرف وفق هواه.
يبدو واضحاً من خلال هذه التطورات وزيارة السيسي للمملكة أن ثمة رؤية أمريكية جديدة ستطفو للسطح، وفي حال نضوج هذه الرؤية فإنه ليس بوسع روسيا فعل شيء، فأمريكا هيّأت الغرب والحلفاء الإقليميين لهذا المشروع، واعتراض روسيا عليه ووقوفها في وجهه لن يجعل منها إلا خاسراً.
اللصوص يختلفون
حلب اليوم: مليشيات شيعية تعتقل 4 عناصر من قوات النظام في محيط بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي بعد خلاف على توزيع المسروقات.
بات سماع الاشتباكات بين عناصر النظام وشبيحته وميليشياته أمراً اعتيادياً، ووصل الأمر لامتلاء سجون النظام بعناصر الشبيحة، وغالباً ما تكون الخلافات بسبب مسروقات أو تنافس على حواجز أو مكاسب مادية، وازدادت الخلافات حول السرقات بعد احتلال حلب الشرقية، وسيطرة النظام على الريف الشرقي لحلب، إذ كانت سرقة البيوت والمعامل والمزارع والمستودعات والمنشآت تتم بشكل ممنهج ومنظم، ولم يمنع ذلك من حدوث خلافات تصل للاقتتال.
وباتت الساحة السورية عموماً والحلبية خصوصاً في المناطق التابعة لمناطق النظام خاضعة لما يشبه أمراء حرب، فعدا الميليشيات الطائفية هناك ميليشيات محلية يتزعمها أحد الحثالات، وتتبع لأحد فروع الأمن. ولكن تبقى الكلمة العليا للمليشيات الطائفية فبإمكانها الاعتقال والقتل دون حسيب أو رقيب كما حدث في محيط نبل والزهراء.
مناصب القيادة الجديدة لحزب البعث
القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشار الأسد الأمين القطري، هلال الهلال الأمين القطري المساعد، يوسف الأحمد شعبان عزوز د عمار ساعاتي والأعضاء الجدد هم : د. محسن بلال د. مهدي دخل الله حمود الصباغ ياسر الشوفي عمار السباعي هدى حمصي.
تحول حزب البعث وسيلة للوصول إلى السلطة منذ انقلاب عام 1963م الذي كرّس الاستبداد وحكم الحزب الواحد، وتعزز النهج الإقصائي للحزب بانقلاب 1970 الذي دبره حافظ الأسد الذي انقلب على الحزب نفسه من خلال التمرد على القيادة الحزبية التي طردته حينها، فقام بانقلابه وزج بقيادات الحزب بالسجون، والمحظوظ من استطاع العيش منفياً هارباً.
ومن ذلك الحين تحول الحزب من أداة بيد السلطة لأداة بيد آل الأسد فلم يعد هناك انتخابات داخل الحزب نفسه، فالكل يعيّن مما أدى لاحقاً لإفساد الحزب إفساداً تاماً، ويعد حزب البعث الوحيد في العالم الذي تعين قياداته من قبل شخص، فالحزب والوطن والأمة تختصر بشخص الأسد..
وغدت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية كلاماً فارغاً لا معنى له، فالوحدة العربية التي تعد الهدف الأول لحزب البعث أصبحت هدفاً بعيد المنال فارتمت عاصمة الأمويين بحضن الفرس وعادت العرب، وتنكرت للعروبة، أما الحرية الهدف الثاني للحزب فقتل الأسد من أجل منعها أكثر من نصف مليون وهجر أكثر من خمسة ملايين خارج سورية، ودمر مدن سورية لأن أهلها طالبوا بها، أما الاشتراكية فغدت تعني تحويل كل شيء لملك الأسد حتى سورية أصبح اسمها سورية الأسد، فالوطن مختصر في شخصه، والكل يعيش ويموت لأجله، لهذه الأسباب وغيرها ثار السوريون ثاروا من أجل حريتهم وهويتهم وأرزاقهم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.