الرقة تذبح بصمت
لجين أحمد
16 نيسان 2017 بدأت “الرقة تذبح بصمت” عامها الثالث، مجموعة من الشباب الرقيّ اطلقوا هاشتاغ #الرقة_تذبح_بصمت، معلنيين إنتفاضة وثورة من رحم ثورة في وجه الصمتين العسكريّ والمدنيّ إبّان سقوط محافظة الرقّة بيد تنظيم الغدر داعش، هادفة من ذلك كلّه لترفع أصوات الناس الخافتة، موصلةً حقيقة ما يتعرّضون له من انتهاكات ترتكب بحقهم.
معدّات بسيطة، وإمكانيّات متواضعة، وجهود شبه فرديّة تعتمد على إيصال أخبار الرقة عن طريق التواصل مع فريق ومراسلين المجموعة المتواجدين داخل الرقة وخارجها، واعتماد مواقع التواصل الاجتماعيّ منبرًا ونقطة انطلاق ثابتة، كلّ ذلك في سبيل فضح ونشر ما يقوم به التنظيم ضدّ ابناء الرقة العزّل، الذين اتّهمهم داعش بالمرتدّين في حملةٍ خطابيّةٍ دينيٰةٍ انتهجها سياسةً لتثبيت حكمه، وإنشاء دولته المزعومة.
إذ استطاعت المجموعة كسر المحظور، ودخلت في العمق الداعشيّ ، فعملت على تصوير ونقل وتوثيق جرائمهم التي كانوا ينفذونها، وكأنها مشهد من فيلم هوليوديّ ، كما واطّلعت على أحوال المعتقلين ، ونقل معاناتهم من داخل دياجير وغياهب سجونهم، ولم يختلف داعش عن نظام الأسد في سياسة كمّ الأفواه، وملاحقة الناشطين، حتّى قام التنظيم بتلفيق التُّهمّ جزافًا بحقّ شباب الرقّة، وبأنّ الغالبية يتبعون لفريق الرقٰة تذبح بصمت، خاصّةً وأنّ ثمن الكلمة الصادقة هي الدّمّ لا محالة، إذ خسر الفريق في البداية الشهيد “المعتز بالله إبراهيم” والذي تمّ القبض عليه بعد شهر من انطلاقة الحملة، وأُعدم في إحدى الساحات العامّة.
ولم يتوقّف التنظيم عند هذا الحدّ بل تعداه إلى الاعتداء على عوائل العاملين في الحملة، وهذا ما حدث مع الشهيد “محمد الموسى” والد “حمود الموسى” وهو أحد مطلقيّ الحملة الأوائل، والذي اتهم داعش أباه بأنّه يتعامل مع الحملة، على الرغم من نفي الحملة لحقيقة هذه الاتهامات، وشهادة مجموعة من أهالي الرقة، ليتمّ إعدامه ومجموعة من الشباب رميًا بالرصاص.
ولم تتوقف ملاحقة العاملين في الحملة ضمن الرقة فقط بل طالتهم حتّى خارجها، ليُذاع نبأ أبرز ناشطيّ الحملة <<إبراهيم عبد القادر >>و صديقه <<فارس الحماديّ>> اللذين استشهدا في ولاية اورفا جنوب تركيا، من خلال عمليٰة دنيئة تبناها داعش بإرساله أحد مرتزقته، وغدر بالشهيدين ليُفجع أهل الرقة، وأعضاء الحملة، بشهيدين جميلين مودّعين الأحبة بابتسامةٍ رسمتها دماؤهم الزكيّة على وجهيهما، بأنّهم أحياءٌ يُرزقون.
داعش لم تتوقف عند هذا الحد فهاجمت مجددأ وفقدت الحملة أحد اعضاءها “أحمد الموسى” والذي تعرض لعملية اغتيال في محافظة ادلب، ليستمر الألم بفقدان الأب الروحي للحملة الشهيد “ناجي الجرف” بعملية اغتيال قذرة في وضح النهار في مدينة غازي عنتاب في تركيا.
بعد 3 سنوات واستمرار احتلال تنظيم داعش للرقة وازياد خسائره مافتئ التنظيم عن ارسال تهديداته لاعضاء الحملة ومناصريها في انحاء العالم.
ولم تكن الحملة في نظر إنفصاليي “ٌقسد” مختلفة عن المحتل داعش، فميليشيات قسد تعتبر الحملة مناصرة لتنظيم داعش منذ بداية احتلالهم لمدينة تل ابيض شمال الرقة حيث دأبت الحملة على نشر الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيات الـ YPG.