الرقة تذبح بصمت
بعد مضي قرابة الثلاثة أسابيع على بداية الحملة العسكرية على مدينة الطبقة، التي تشنها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والتي تشكل مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية ذراعها الأساسي، بتغطية من طيران التحالف الدولي، اصبحت القوات المهاجمة على مشارف المدينة، مطبقة الحصار من كافة الاتجاهات، ليترافق ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة من تاريخ استهداف المليشيات المهاجمة غرفة التحكم في سد الفرات أذار الماضي، والذي رافقه خروج السد عن الخدمة بشكل نهائي، متحولاً إلى حاجز مائي فقط، كما تعاني المدينة من انقطاع مياه الشرب نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي عن محطة الضخ.
معيشياً، يعاني مدنيو الطبقة من أوضاع انسانية صعبة، تتمثل بانعدام أدنى متطلبات العيش، عقب توقف كامل الأفران عن الإنتاج نتيجة استهداف احدها من قبل طيران التحالف الدولي، مما أدى لتدميره بشكل كامل، إضافة لانعدام وجود المواد الغذائية الاساسية في المدينة بعد قطع كامل الطرق المؤدية إليها.
طبياً، أدى استهداف طيران التحالف لأحد النقاط الطبية الميدانية إلى خروجها عن الخدمة، كما تسبب نزوح الأطباء خارج المدينة، هرباً من الاشتباكات، إلى انعدام توفير الخدمات الطبية للمدينة، حيث تقتصر العلاجات المقدمة على جهود فردية لبعض الممرضين، وتقديم الإسعافات الأولية الرئيسية للمصابين جراء القصف، في ظل غياب شبه كامل للمعدات و المستلزمات الطبية وندرة الأدوية، خاصة للأمراض المزمنة كالسكري ومرضى القلب.
كما أدى انقطاع التيار الكهربائي، وندرة الوقود المستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء، إلى اغلاق معظم مراكز الإنترنيت “المقاهي” في المدينة، وخوفاً من استهدافها من قبل طيران التحالف، كما حدث في قرية هنيدة الأسبوع الماضي، مسبباً مقتل العديد من المدنيين.
غير مصنف