التغيير الديمغرافي، شرير وحيوان وكذاب، وتستمر الثورة، الحزب القومي العلماني يرعى احتفالاً طائفياً، الطبقة اختبار لمن؟، ماذا وراء انسحاب قسد؟!، روسيا تستخدم الفيتو الثامن وتتعهد بما لا تملك.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
التغيير الديمغرافي
خرج قرابة 5000 شخص من بلدتي كفريا والفوعة باتجاه مدينة حلب بالتزامن مع خروج 3150 من مضايا والزبداني باتجاه محافظة إدلب ضمن اتفاق “المدن الأربع”.
يوضح عدد الخارجين من مدينتي مضايا والزبداني أن تهجير المدينة بدأ منذ زمن بعيد وليس الآن، تماماً كتهجير أهالي داريا وحمص وحلب الشرقية وغيرهم، فما تم تهجيرهم مؤخراً بما سمي اتفاق المدن الأربع لا يشكل 5% من مجموع السكان فأين أكثر من 95% الباقين، إنّ ما حصل مؤخراً مجرد حلقة أخيرة في عملية تهجير هذه المدن. ونقف هنا على ثلاث نقاط مهمة غابتا عن الكثيرين. وهما:
-قيام إيران بعملية التفاوض نيابة عن النظام باعتبار مدينتي كفريا والفوعة شيعيتين، مما يؤكد أن الدور الإيراني في سورية دور طائفي بغيض هدفه ضرب النسيج الوطني تماماً كتنظيم داعش الإرهابي، ونرى أن ضرب النسيج الوطني أشد خطراً من عمليات التهجير، فالمهجرون قد يعودون عندما تنتصر الثورة لكنّ ترميم ما خربته إيران يحتاج زمناً طويلاً.
– خيانة النظام السوري، إذ كيف يقبل نظام يدعي الوطنية هجرة أهالي مدن كاملة؟ بل كيف يقبل أن تغيّب حكومته عن الاتفاقية، وتقتصر مهمته على الخنوع؟!.
– دور هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” في هذه العملية بعد حماة بلدتي الفوعة وكفريا لأعوام طويلة.
إن الاتفاق يثبت أن النظام باع السوريين، وسلّمَ أوراقه كاملة للمحتل الإيراني والروسي، والثمن بقاؤه على أطلال حكم. وتتضح خيانة النظام في خطابه الإعلامي الذي يدعي أن من خرج من مضايا والزبداني وقبلهما داريا وحمص وحلب هم من الإرهابيين، والجيش أعاد الأمن، فنقول: أين الشعب في هذه المدن، ولماذا لم يَعُد بعد أن أعاد الجيش الباصل الأمن، وطرد الإرهابيين؟!.
شرير وحيوان وكذاب
ترامب: أن تلقي هذه البراميل الضخمة المعبأة بالديناميت وسط مجموعة من الناس ثم تجد الأطفال من دون أذرع أو أرجل أو أوجه فهذا بكل إنصاف حيوان.
وزير الخارجية الفرنسي: تصريحات الأسد بشأن الهجوم الكيماوي على خان شيخون “أكاذيب”
ابتلي الشعب السوري بمستبد شرير كذاب حيوان تدعمه قوًى شريرة طائفية، وتتجاهل أفعاله قوًى شريرة أخرى ويبقى الشعب السوري ضحية أولئك الأشرار.
إنّ توصيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لواقع السوريين المؤلم يؤكد أن الولايات المتحدة تعرف المأساة جيداً بل نكاد نجزم أنها تعرف أشياء لا يعرفها كثير من السوريين أنفسهم، وباتت تمتلك من الأدلة الموثقة التي تدين النظام السوري أضعاف ما تمتلكه المعارضة السورية، ويكفي ملف قيصر، وبالتالي فوصف حيوان من قبل ترمب مبني على معرفة وليس سقطة كلام، ورغم أن الوصف فيه تجني وظلم للحيوان باعتبار الحيوان لا يفعل بأبناء جنسه ما يفعله بشار فإن السؤال لماذا تترك الولايات المتحدة هذا الحيوان يقوم بهذه الأفعال الحيوانية، ولماذا تعطيه الفرصة تلو الفرصة، ولماذا تستهدف أدوات الجريمة دون المجرم فأوباما رضي بالكيماوي، وترامب يقبل تدمير الطائرات التي قصفت ومطارها؟!.
ويكمل تصريح وزير الخارجية الفرنسي وصف الرئيس الأمريكي، فهذا النظام يحترف الكذب، وبالتالي لا يؤخذ بكلامه، ولا يُبنى عليه شيء، فدعوات النظام للحل السلمي السياسي لا تعدو كونها أكاذيب يشهد لها أعماله العسكرية في الميدان، ويدرك العالم أيضاً هذه الحقيقة تماماً كما يدركها السوريون، ورغم ذلك لا يحركون ساكناً. وهذا يعني أن اللعبة مكشوفة، ولهذا النظام الحيواني الشرير الكاذب دور يجب عليه أن يتمه قبل رحيله.
وتستمر الثورة
ثوّار درعا يقتربون من بسط السيطرة الكاملة على حي المنشية الاستراتيجي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، فرغمَ الخسائر التي تعرض ويتعرض لها الثوار على الجبهات فإنهم ما زالوا قادرين على الانتصار في جبهات أخرى، وإيلام النظام، وهناك فارق كبير بين انتصارات الثوار وانتصارات النظام. فانتصارات النظام تتحقق بفضل الروس والميليشيات الطائفية خلافاً لانتصارات الثوار السوريين الوطنيين.
رغم أن معركة البنيان المرصوص انطلقت منذ زمن لكننا لا نستبعد دوراً للأحداث الأخيرة في إعطاء دفع لمعركة درعا، فتقدم الثوار في مدينة درعا له بعد معنوي باعتبارها مهد الثورة، وله بعد سياسي باعتبار المدينة قريبة من دمشق، وبالتالي تشكل معركة درعا إضافة للضربة الأمريكية ورقة ضغط كبيرة على النظام، وبالتالي فإن المعارك في الجنوب السوري مرشحة للتصعيد.
معركة الرقة لن تنتهي بطرد داعش
قسد تطرد قوات الجربا و الصناديد من الرقة نحو التنف بعد حصار مقراتها.
إذا صح الخبر فهذا مؤشر خطير على نوايا “قسد” الحقيقية، ويثبت ما قلناه سابقاً بأنّ أهالي الرقة يودعون محتلاً “داعش” ليستقبلوا آخر “قسد” دون اختيار منهم مما يعني أنّ معركة الرقة لن تنتهي بطرد داعش إنّما ستأخذ مساراً جديداً. فقسد تسعى لمشروع انفصالي تكون الرقة جزءاً منه، ولا تمانع لاحقاً بتهجير أهلها لتنفيذ هذا المشروع.
ولا شكّ أن طرد قوات الجربا والصناديد ضربة استباقية لوجود قوّة عربية فاعلة ومؤثرة خلافاً للوجود العربي داخل قسد، إذ يعلم الجميع أن العرب داخل قسد لايملكون من أمرهم شيئاً.
وتضع هذه الخطوة المصداقية الأمريكية على المحك، فطالما تعهدت الولايات المتحدة بأنّ القوات العربية دون سواها من سيدخل مدينة الرقة.
الحزب القومي العلماني يرعى احتفالاً طائفياً
الإعلام الموالي للنظام: إحياء لذكرى استشهاد السيدة زينب عليها السلام مركز الثقلين الخيري يقيم احتفالية في منطقة السفيرة ويلتقي المواطنين في القرى المحررة للوقوف على احتياجاتهم.
يكشف هذا الاحتفال “الطائفي” بوضوح الحال التي وصلت لها سورية في ظل الاحتلال الإيراني الطائفي، إذ يتميز الاحتلال الإيراني بتخريب النسيج الوطني من خلال نشر التشيع لأهداف سياسية فحصل انقسام عمود لدى الكثير من العوائل ناهيك عن الشحن الطائفي البغيض الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن.
فمدينة السفيرة سنية 100% قبل أن تسيطر عليها الميليشيات الشيعية المطعمة بقطعان الشبيحة فبدأت سياسة تشييع المدينة بأسلوب الترغيب والترهيب فلا أحد يستطيع الاعتراض أو الوقوف في وجه المد الشيعي الفارسي، ويبدو لافتاً أن الحملة تلقى رعاية رسمية من حزب البعث العلماني القومي، فقد أقام مركز “الثقلين” احتفاله بالتعاون مع جمعية البستان التابعة لرامي مخلوف ومكتب الشهداء والجرحى في قوات الدفاع المحلي بحضور عبدالمجيد إبراهيم أمين شعبة السفيرة ومصطفى العبيد أمين شعبة دير حافر للحزب موسى الأحمد أمين فرع حلب لطلائع البعث وأعضاء قيادة شعبتي السفيرة ودير حافر للحزب.
ويؤكد ما سبق أن النظام السوري أبعد ما يكون عن العلمانية والقومية العربية، فهذا النظام يمنع إقامة أي احتفال يتعلق بشخصيات دينية بل يمنع أي احتفال يتعلق بأمر ديني يخص الطائفة السنية، ونحن هنا لا ننكر مقام السيدة زينب رضي الله عنها فمقامها كريم رفيع، ولان نهاجم المذهب الشيعي ولاسيما العربي فالله هو من يحاسب العباد على معتقداتهم أيّاً كانت لا نحن. إنما ننكر المتاجرة بالدين، وتسخيره لأهداف سياسية تضرب النسيج الوطني لصالح قوى خارجية فهل يعي القومجيون حقيقة مايجري في سورية فما أوضحناه يدلل أن عملية التشييع تسير بخطى ممنهجة ومدروسة ممن يدعي القومية والعلمانية.
الطبقة اختبار لمن؟
ميليشيات سورية الديمقراطية تقتحم مدينة الطبقة من الجهتين الشرقية والغربية.
أعلنت “قسد” بدء معركة السيطرة على مدينة الطبقة، وباتت تتحدث عن السيطرة على أجزاء من حي الإسكندرية و قرية عايد صغير. وتعد معركة الطبقة اختباراً يسبق معركة الرقة فالمعركة محسومة عسكرياً فقد حاصرت قسد المدينة، وتحظى بدعم جوي مكثف من قوات التحالف، ولكن الاختبار يتمثل بقدرة قسد على تحمل الفاتورة في حال أبدى تنظيم داعش مقاومة، وهي اختبار لداعش العاجز عن الدفاع عن دولة خلافته المزعومة، وقامت قسد بطرد قوات الجربا والصناديد قبل المعركة مما يعني أنها تريد الاستفراد بمعركة الرقة، وهذا يخالف الوعود الأمريكية بأن القوات العربية وحدها من سيدخل الرقة، فالمعركة اختبار للجميع.
روسيا تستخدم الفيتو الثامن وتتعهد بما لا تملك
اسخدمت روسيا “الفيتو” للمرة الثامنة لمنع صدور قرار حول هجوم خان شيخون الكيماوي..
لافروف يؤكد لوزير الخارجية السوري وليد المعلم أن لقاء مع وزير الخارجية الأمريكية ريكس تضمن اتفاقاً على عدم تكرار الضربة الأمريكية لمواقع النظام.
تحاول روسيا لملمة ما تستطيع بعد أن بعثرت الضربة الأمريكية الأوراق، وأعادت خلط الحسابات، فلجأ الروس للفيتو كسلاح وحيد للرد على الأمريكان بالرغم أنه بات عديم الجدوى بعد الضربة الأمريكية، فقيمة الفيتو تكمن في إحراج الروس وتسجيل نقاط عليهم فقط وهذا ما حصل لدرجة أن الصين تخلت عن مشاركة الروس بالقرار الأخير. فبدت روسيا معزولةً سياسياً ومُدانة أخلاقياً.
وفي محاولة يائسة بائسة لحفظ ماء الوجه تعهد الروس للنظام بعدم تكرار الضربة لكنّ الرد الأمريكي جاء سريعاً وجداً حيث كذّبت الولايات المتحدة الخبر رغم أنه كان بإمكانها السكوت فقال القائم بأعمال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أنه لا يستبعد أي عمل مستقبلي، ويدرك الروس أكثر من أي وقت مضى أن الورقة السورية وورقة بشار الأسد تحديداً لم تعد رابحة كثيراً بل باتت تشكل عبئاً سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً، وتحديهم لإرادة المجتمع الدولي، ووقوفهم لجانب النظام وإيران ضد الشعب السوري وتطلعاته سيستنزفهم عسكرياً واقتصادياً ولم يخفِ تيلرسون ذلك فقد ذكر للافروف وفي موسكو صراحة أنّ العقوبات لن ترفع عن روسيا، فهل يعيد الروس حساباتهم ويبحثون عن طريق للخروج من المستنقع السوري؟.
ماذا وراء انسحاب قسد؟!
أنباء غير مؤكدة عن انسحاب ميليشيات “قسد” من 11 مدينة وقرية عربية في الشمال السوري.
ذكرت الأخبار أنّ المفاوضات من أجل التسليم تجري بين لواء المعتصم وقوات “قسد” برعاية أمريكية، وفي حال خرج الاتفاق للنور فإنّ له دلالات كبيرة، إذ نفى ما يسمى “جيش الثوار” التابع لقسد الاتفاق، فقال في بيان له: ‘ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻤﻰ ﻳﺴﻤﻰ ” ﺩﺭﻉ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ” ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺟﻤﻠﺔً ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﻧﺤﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﻗﻮﺍﺕ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻛﻨﺎ ﻭﻻﺯﻟﻨﺎ ﺩﻋﺎﺓ ﺳﻼﻡ ﻭﻣﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻭﻧﺮﺣﺐ ﺑﺄﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺤﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ” ورأى مراقبون أن بيان النفي فيه ما يثبت أن الاتفاق في طريقه للنور.
ويشكل الاتفاق في حال تم ضربة للروس فقسد سيطرت على هذه المناطق بمساعدة الطيران الروسي، وتخرج بقرار أمريكي، وضربة للنظام السوري الذي أعلن في وقت سابق إجراء مصالحات وطنية مع أهالي هذه المناطق، وربما يتعمد الأمريكان ذلك ليقولوا للروس صراحةً بأننا من نملك مفاتيح اللعبة، وأن الانتصارات التي تتحدثون عنها تمت لأننا وافقنا عنها، فهاهي المناطق التي سيطر عليها طيرانكم نعيدها بأمر منا لمن نريد.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.