مطار الشعيرات خارج الخدمة، الضربة الأمريكية تعيد الهيبة الضائعة، مجزرة بلا دماء، أتراجع “قسد” حساباتها؟!، جبهات القتال مع الميليشيات الكردية تعود للسخونة.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
مطار الشعيرات خارج الخدمة
58 صاروخ توماهوك أصابت هدفها من أصل 59 كانت كافية لإخراج مطار الشعيرات عن الخدمة.
استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية مطار الموت “الشعيرات” بـ59 صاروخاً من نوع توماهوك حقق 58 هدفه بنجاح، ويأتي الاستهداف الأمريكي للمطار رداً على مجزرة الكيماوي في خان شيخون التي ارتكبها بشار الكيماوي بواسطة طيرانه الذي الذي أقلع من مطار الشعيرات الذي غدا خارج الخدمة بعد تدمير الطائرات الرابضة فيه فضلاً عن تدمير البنية التحتية والمدارج، ورغم محدودية الضربة على الواقع العسكري الميداني إلا أنّها تحمل في طياتها رسائل بليغة وقوية.
– رسالة لنظام الأسد بأن زمن اللاحساب انتهى، فالخطوط الحمراء التي سمح بها أوباما “البطة العرجاء” لن يسمح بها ترامب، فأفعال ترامب سرعان ما لحقت أقواله.
– رسالة للإيرانيين بأنّ دوركم قادم، وقريباً جداً بمجرد الانتهاء من داعش، ولن يسمح لكم التمدد أكثر.
– رسالة للروس بأن الفيتو الروسي في مجلس الأمن لا يستطيع تكبيل الإرادة الأمريكية، فنحن مازلنا في مرحلة القطب الواحد، وما تقومون به في سورية ليس بفضل قوتكم بل لأننا نغض الطرف عنكم.
– رسالة سياسية لنظام بشار الكيماوي بأن مستقبله السياسي قد انتهى، وتقديم أمريكا الحرب على داعش لا يعني بتاتاً القبول بدور ما للأسد في المستقبل السوري.
– رسالة للنظام وحلفائه ولاسيما إيران باستحالة قبولهم شركاء في الحرب على الإرهاب.
– رسالة للجميع بأنّ مفاتيح الحل بيد الولايات المتحدة، وهي الممسكة بخيوط اللعبة، وأن روسيا مجرد كومبارس في المشهد، وليس لاعباً مؤثراً مقرراً كما توهم كثيرون.
الضربة الأمريكية تعيد الهيبة الضائعة
ترحيب دولي رسمي وشعبي منقطع النظير بالضربة الأمريكية لمطار الشعيرات.
قد تكون هذه المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تحصل فيها على هذا الحجم من التأييد لعمل عسكري خارج مجلس الأمن، فقد بدا لافتاً حجم التأييد الأوروبي للولايات المتحدة، ولاسيما بعد أن عطلت روسيا مجلس الأمن وأصابته بالشلل، وحاولت ممارسة دور الدولة العظمى الند لأمريكا، وواهم من يعتقد أن الفرحة الأوروبية سببها معاقبة بشار الكيماوي على جرائمه وحسب فالقضية عندهم تتخطى سورية، وبدا لافتاً حجم الترحيب التركي الذي عرض مساعدته للأمريكان رغم التقارب والتعاون التركي الروسي مما يثبت أن التقارب الروسي التركي فرض على تركيا فرضاً لعوامل كثيرة ليس الآن موطن ذكرها.
وبدا طبيعياً ترحيب السعودية والأردن بالخطوة الأمريكية، فطالما طالبت السعودية الولايات المتحدة بدور فاعل في الملف السوري، وإذا استثنينا النظام وإيران وروسيا ومن يدور في فلكهما فإن الجميع رحب بالتدخل الأمريكي مطالباً بالمزيد، ويبدو لافتاً محاولة الدول المؤيدة لبشار مسك العصا من المنتصف، فهي لا تستطيع إظهار أدنى رفض لسلوك السيد الأمريكي رغم تأييدها الجارف لبشار، فتبنت خطاباً مشروخاً يدعو للحوار السياسي دون إبداء أي رأي.
ولا يقاس الترحيب السياسي الدولي بالترحيب الشعبي، فقد ظهر دونالد ترمب بمظهر المخلص، والمنقذ للمستضعفين رغم أن عمله كان محدوداً ولمصالح أمريكية بحتة لا علاقة للشعب السوري بها، فما زال بشار الكيماوي رئيساً في دمشق.
مجزرة بلا دماء
أعلنت منظمة الأمم المتحدة الجمعة أن مجزرة “خان شيخون” أسفرت عن استشهاد 84 شخصاً بينهم 27 طفلاً، وإصابة 555 آخرين في الحصيلة النهائية للمجزرة التي ارتكبها نظام بشار الكيماوي الثلاثاء الماضي بغاز السارين السام.
جريمة جديدة ومجزرة مروّعة تُضاف إلى سلسلة الجرائم والمجازر التي ما فتئ النظام السوري يرتكبها يومياً خلال عمر الثورة السورية المباركة. ورغم ذلك ما زال العالم المتحضر يكتفي بالشجب والتنديد دون أن يعيد تنديدهم شهيداً، أو يوقف شجبهم النظام من ارتكاب مجزرة جديدة، أطفال بعمر الورود، ومدنيون أبرياء داهمتهم يد الإجرام الآثمة لتجعلهم يموتون خنقاً بعد أن عانوا وتألموا للحصول على نفس نقي يسعفهم ولكن دون جدوى.
مجزرة بلا دماء تثبت أن العالم غدا بلا دم، وفقد معنى الإنسانية، مجزرة بلا دماء تكشف مقدار تأخر السوريين في ثورتهم، مجزرة لا تثبت وضاعة النظام ومناصريه من الأفراد والدول بل خيانته وحقده لهذا الشعب العظيم الذي أصر على المضي في ثورته رغم دموية النظام وظلم الإرهاب وخسة العالم.
مجزرة بلا دماء تزيد السوريين إصراراً على المضي في ثورتهم، فبقاء بشار الكيماوي يجعلنا نموت قهراً وذلاً، مشاهد مجزرة خان شيخون بكى لها الصخر لكنها لم تحرك البشر، إن ما يحدث في سورية لم يعد ثورة ضد نظام مستبد إنها ثورة حياة أو موت، مجزرة خان شيخون لا يرد عليها بقصف مطار أو قاعدة عسكرية بل بمحاسبة المجرم، ورفع الظلم، ووقف العدوان.
أتراجع “قسد” حساباتها؟!
قسد تعلن استعدادها “الاندماج” مع المعارضة وفق “مبادرة وطنية”.
من يعرف خبايا “قسد” وعلاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا والنظام السوري لا يجد غرابة في تصريح “قسد” فقد أجادت اللعب على الحبال، وأتقنت دور المرتزقة العملاء، لا يمكن لقسد حقيقة القبول بمبادرة وطنية فذلك يتعارض مع أساس نشأتها من جهة، ومع طبيعة مهمتها من جهة أخرى، ولكن ذلك لا يمنع من الدخول بحوار مفتوح معهم لوضع ادعائهم على المحك، ويطلب من قسد أمرين لاختبار حسن نيتها وصدق دعوتها، وهما السماح بعودة المهجرين والانسحاب من القرى والمدن التي سيطرت عليها بعد معارك مع الثوار في ريف حلب الشمالي.
ويرى مراقبون أن قسد تهدف من هذه الدعوة التجهيز لانقلاب النظام عليها بعد خروج الثوار من شرق مدينة حلب، وطرد داعش من محافظة حلب، فالصدام مع النظام اقترب، وقسد لا تمتلك حاضنة وشرعية تعينها في هذا الصدام، ويرى آخرون أن قسد تحاول فتح قنوات بضغط أمريكي، فالولايات المتحدة تريد منهما التعاون ضد داعش بداية، وربما ضد الأسد لاحقاً، ورغم تلقي قسد دعماً من روسيا إلا أنها لا تستطيع رفض الأوامر الأمريكية.
ثوار الجنوب ينتفضون
سيطرت فصائل غرفة عمليات البنيان المرصوص على مفرزة الأمن السياسي والمخابرات الجوية والأمن العسكري داخل حي المنشية في مدينة درعا ضمن معركة “الموت ولا المذلة”، وحقق ثوار الجنوب تقدماً ملحوظاً في عملياتهم العسكرية الأخيرة، وتعد المنطقة التي سيطروا عليها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لمدينة درعا.
ويثبت ثوار درعا أن الثورة السورية ما زالت مستمرة، وأن الثوار قادرون على فتح معارك والانتصار بها خلافاً لما يروجه النظام عن نهاية ما يسمى الجيش الحر، وانحصار المعركة مع تنظيم داعش الإرهابي، وتخضع معارك الثوار في درعا لحسابات سياسية كثيرة نظراً موقع المدينة الحساس، وكثيراً ما لعبت الضغوط السياسية دوراً في إيقاف كثير من المعارك.
ويحسب لثوار عمليات البنيان المرصوص اتخاذهم زمام المبادرة في المعارك مؤخراً رغم انعقاد مؤتمر أستانا، فقد رفضوا أن يكونوا شهود زور لهذا المؤتمر، وفضلوا أن تكون المفاوضات في الميدان، وكان لهم ما أرادوا من تقدم.
روسيا تهاجم في عقر دارها
مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين جراء انفجار بمحطة مترو في مدينة سان بطرسبرغ في روسيا.
لا شكّ أن العدوان الروسي على الشعب السوري، وانتهاج روسيا سياسة إمبراطورية استعمارية سيكون له انعكاسات على الداخل الروسي، ولاسيما أن روسيا تعاني كثيراً من المشاكل الداخلية، وهي أشبه بالجمر تحت الرماد، وتأتي عملية سان بطرسبرغ في هذا الإطار فروسيا لا تعيش انسجاماً قومياً ولا انسجاماً دينياً فقد أخضعت الجمهوريات الشيشانية والقرقيزية بالحديد والنار، وينتظر كثيرون الفرصة السانحة للانتقام من الروس، ولا يخفى أنّ إحدى مبررات التدخل الروسي قتال هؤلاء في سورية، ومنع عودتهم لبلادهم متجاهلين أن من وصل لسورية آلاف لكن بقي منهم مئات الآلاف في روسيا، ومن قام بهجوم سان بطرسبرغ واحد منهم.
وما يضعف روسيا في مواجهة هذه التحديات مشاكلها المادية والداخلية التي تزداد يوماً بعد آخر ناهيك عن مشاكلها مع الإقليم والعالم الغربي.
جبهات القتال مع الميليشيات الكردية تعود للسخونة
اشتباكات بين الثوار وميليشيات قسد على جبهة قرية مرعناز غربي مدينة أعزاز، وأخرى على جبهة حربل جنوب مارع، والشيخ عيسى غربها في ريف حلب الشمالي.
المدفعية التركية تستهدف قسد في قرية حربل والشيخ عيسى في ريف حلب الشمالي.
تصاعدت مؤخراً وتيرة اعتداءات الميليشيات الكردية على مواقع الثوار مما تسبب سقوط عدد من الشهداء، ولم يقتصر الأمر على القصف بالهاون إذ قامت الميليشيات الكردية بعدة محاولات تسلل لمواقع الثوار ولا سيما على جبهة مارع، ويتخوف الأهالي من عودة عمليات القصف الجوي نتيجة بوادر الخلاف التركي الروسي حول مجزرة الكيماوي وتبعاتها، وتشهد هذه المناطق كثافة سكانية عالية إثر نزوح كثير من أبناء حلب المدينة والريف الشرقي إليها، ويلاحظ المتابع رد المدفعية التركية على الاعتداءات الكردية في رسالة واضحة بأن الأتراك لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فهل تنتهي الأمور عند هذا الحد أم تدخل تصعيداً ساخناً في فصل الصيف.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.