الرقة إلى تحرير أم احتلال جديد؟!، هل للإرهاب وجه جميل وآخر قبيح، دعم بلا حدود لـ “قسد”، الخسائر الروسية في سورية، داعش تصل للشيشان.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
الخسائر الروسية في سورية
رويترز تقول إن خسائر روسيا في سورية منذ كانون الثاني أكثر بثلاث مرات من العدد الرسمي الذي أعلنه الكرملين.
يعد رقم القتلى الروس في سورية قليلاً، فرويترز تتحدث عن 18 قتيلاً روسياً، ولا يغيب عنا هنا أن الوجود الروسي على الأرض محدود، ويقتصر غالباً على الخبراء، ورغم العدد المحدود نجد روسيا تتحرج من ذكر الأرقام الحقيقية، وهذا يدعو الثوار السوريين للتفاؤل، فالروس لن يستطيعوا تحمل تبعات حرب طويلة، وقد حاول الروس تجنب تجربة أفغانستان من خلال اقتصار مشاركتها على سلاح الطيران والخبراء، ولا شك أن الروس يسألون أنفسهم: كم هي الفترة التي ستبقى فيها طائراتنا في الجو ليبقى الأسد رئيساً؟.
إن الأمر لا يقتصر على الخسائر اليشرية التي تدفع الميليشيات الطائفية فاتورتها، فللحرب تكلفة مادية كبيرة لا نعتقد أن الروس قادرين على دفع فاتورتها ولا سيما إذا طال أمد الحرب، فالاقتصاد الروسي يئن من العقوبات الغربية، وتدني أسعار النفط. وبالتالي لا نستبعد انهياراً أو انسحاباً روسياً مفاجئاً. وربما نجد سعياً روسياً حقيقياً لتسوية سياسية للخروج من المستنقع السوري وخاصة إذا صعدت المعارضة من عملياتها العسكرية وحققت تقدماً حينها سيدرك الروس عبثية الدفاع عن الأسد.
هل للإرهاب وجه جميل وآخر قبيح
قوات التحالف ترتكب مجزرة بتدمير مدرسة تقطنها عائلات نازحة من ريفي حلب وحمص والرقة، ارتقى على اثرها أكثر من مئة شهيد.
هجوم على مجلس العموم البريطاني يسفر عن 5 قتلى وأكثر من ثلاثين جريح.
أكثر من مئة سوري قضوا بصمت بعيداً عن وسائل الإعلام دون أن يبكيهم أحد أو يأسف لهم أحد، مات أكثر من مئة معذّب كانوا يعيشون نازحين بعد أن سحقهم إرهاب داعش والأسد في تدمر، أُسر سورية فقيرة عذبها النزوح، وآلمها إرهاب داعش يقتلها طيران التحالف.
ألا يستحق هؤلاء اعتذاراً من قوات التحالف يضحكون به علينا ويجاملوننا أم أن قتل السوريين صار أمراً مألوفاً ولاسيما إذا كانوا تحت سلطة داعش، خمسة قتلى بإرهاب داعش في بريطانيا تقوم له الدنيا، وتستنفر له وسائل الإعلام والحكومات ومنظمات حقوق الإنسان، ومئة سوري قتلهم إرهاب التحالف بعد أن سحقهم إرهاب داعش والأسد يغيبون بصمت!.
إن إرهاب التحالف وشركائه لا يقلّ إجراماً عن إرهاب داعش، فكلاهما يقتل الإنسان، وكلاهما نتيجة لإرهاب الأسد، ليس للإرهاب إلا ذلك الوجه القبيح، ولا يمكن تبرير محاربة الإرهاب بارتكاب إرهاب آخر، فالإرهاب لا يولّد إلا إرهاباً.
جنيف تنطلق في نسخة خامسة
انطلقت يوم الخميس الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف.
يكاد يكون هناك شبه إجماع أن النسخة الخامسة من المفاوضات لن تأتي بجديد يذكر، وستحقق فشلاً كسابقاتها. ولا سيما أنها تعقد بعد فشل النسخة الثالثة من أستانة 3 الذي أرادته روسيا مؤتمراً لترويض المعارضة وتفكيكها في آن، ينعقد جنيف 5 عقب رفض المعارضة الحقيقية في الميدان لمشروع الترويض والتفكيك.
ورغم الحكم المسبق أن النتيجة النهائية لجنيف 5ستكون فاشلة لكنّ حضور المفاوضات إيجابي للغاية حييث تدخل المعارضة السياسية للمرة الأولى بأوراق قوّة حقيقية بعد أن كانت تدخل بداية بوعود وردية مما يسمى أصدقاء الشعب الشعب السوري، ومؤخراً بوعود روسيّة خداعة، تدخل المعارضة السورية جنيف 5 بعيداً عن الاستكبار الروسي الذي يريد معارضة سورية نُفصلة على قياسه، ووصل الاستكبار لدرجة تقديم دستور للسوريين.
واهم من يعتقد وجوب عقد المفاوضات بعيداً عن طبول الحرب، فالتاريخ علمنا أن المفاوضات تنتج ما تسفر عنه النتائج على الأرض، وهذا ما يفسر عناد النظام وصلفه، واستكبار الروس وتعجرفهم، أما اليوم فإن جنيف 5 الفاشلة ستمهد لجنيف أخرى ناجحة ولاسيما إذا استمر تقدم البندقية وتوحيدها على الأرض، فالثورة قامت لإزالة الاستبداد وبناء وطن الحريات.
الرقة إلى تحرير أم احتلال جديد؟!
وزير الدفاع الفرنسي: معركة الرقة في سورية ستبدأ خلال الأيام المقبلة.
يتوق أهالي الرقة لذلك اليوم الذي ينزاح عنهم كابوس داعش، لكنهم في الوقت عينه يتخوفون من فاتورة رحيل داعش بداية، والبديل ثانياً، وما يبرر مخاوف أهالي سورية عموماً والرقة خصوصاً تجاهل القوى الدولية للقوى الوطنية، ودعمها لقوى انفصالية، وتركها لقوى الاستبداد، فقد دعمت قوًى دولية نظام الأسد لتحقيق تقدم عسكري في ريف حلب الشرقي في رسالة واضحة لقوى الثورة مفادها: ممنوع عليكم السيطرة على أراضٍ جديدة ولو كان ذلك على حساب داعش مما يعني وجود مخطط ما عند هذه الدول.
لاشكّ أنّ معركة الرقة ستنتهي بطرد التنظيم، ولاشكّ أيضاً أنّ أهالي الرقة سيدفعون جزءاً كبيراً من فاتورة الدماء والدمار الذي سيلحق بالمدينة، وقد بدأت موجات نزوح الأهالي وتشردهم بالبراري وباتت مدينة الطبقة شبه خالية بعد أن سيطرت قسد مدعومة بالأمريكان على جزء من سد الفرات.
ولا يقل ما بعد معركة الرقة أهمية عمّا قبلها، إذ ستتكشف نوايا الدول وأهدافها، وستوضع مصداقيتها على المحك، فأمريكا اختارت الكرد لتحرير مدينة عربية مدعيةً أنّ العرب وحدهم من سيدخل المدينة، وتشير تجربة منبج لخلاف ذلك إذ سيطر الكرد على كل مفاصل الحياة في مدينة عربية بامتياز. كما سيتضح موقف إدارة ترمب من مستقبل نظام الأسد، ولاسيما أن قسد حليف امريكا قالت صراحة بأنها لا تمانع مشاركة قوات الأسد في معركة الرقة، ولا يخفى حجم التنسيق والتناغم بين قسد والنظام السوري على الأرض، فهل تكون معركة الرقة بداية لغد مشرق أم تكون بداية لاحتلال جديد؟.
دعم بلا حدود لـ “قسد“
عدة عمليات إنزال جوي أمريكية في ريف الرقة دعماً لقسد في حربها ضد داعش.
لو قدّم التحالف الدولي 10% للثوار من الذي قدمه لميليشيات سورية الديمقراطية التي تشكل قوات الحماية الكردية عمودها الفقري، والمعروفة اختصاراً بـ “قسد” لما ظهر داعش وأخوات داعش، ولسقط نظام الاستبداد، وشقت سورية طريقها نحو بناء نظام ديمقراطي، فمن تأمين الغطاء السياسي للغطاء الجوي، مروراً بتقديم السلاح النوعي الفعّال والذخيرة بسخاء ناهيك عن الدعم الاستخباراتي واللوجستي، ومنع طيران النظام من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة قسد.
وفي معركة الرقة نقف أمام تطور نوعي يؤكد أن الدعم لقسد لا حدود له فعمليات الإنزال الجوي تتابع رغم الحديث عن فشل أحدها، ووصل الدعم لاستخدام أسلحة استراتيجية فقد قامت البحرية الأمريكية بقصف مدينة الرقة خلال يومين، وذلك بعد إرسال حاملة الطائرات في الأسطول الخامس إلى مياه الخليج.
ولم يتورع التحالف عن تدمير البنية التحتية فقام بتدمير جسور المخلف و القادسية و البوعاصي غرب مدينة الطبقة وهي جسور لسكة القطار، ويبقى السؤال الكبير لماذا تصر القوى الدولية على دعم الأقليات في سورية دون سواها، فقد حالت على مدى سنوات دون سقوط نظام الأسد، وهي الآن تدعم قسد ذات النزعة الانفصالية.
إن دعم الأقليات بهذه الطريقة هدفه ضرب النسيج الوطني السوري، ومنع قيام تجربة وطنية صحية.
النصر يأتي من الجبهات وليس من المفاوضات
النصر يأتي من الجبهات وليس من المفاوضات عنوان المظاهرات لهذا الأسبوع، ويعبّر العنوان عن الألم الشعبي لما آلت له المفاوضات السياسية التي تستر النظام بها ليحقق مكاسب عسكرية، ويقوم بعمليات تهجير واسعة، وتعبر حالات الفرح الجارف لمعارك دمشق وحماة عن ذلك بشكل واضح، فالقضية لم تعد محاربة نظام مستبد إنما محاربة استعمار خارجي يتستر بسلطة استبدادية، استعمار يتخذ من المفاوضات السياسية سبيلاً لشرعنة استعماره.
يعي الشارع السوري جيداً أنّ المفاوضات باتت طريقاً لهزيمة الثورة بدلاً من أن يكون هدفها تحقيق مطالب الشعب بنظام وطني ديمقراطي، فالمفاوضات ثمرة لما يتحقق على الأرض، وبالتالي فالهزيمة على الأرض هزيمة على طاولة المفاوضات، والنصر في ميدان المعارك ينتج عنه نصر سياسي على طاولة المفاوضات، فهل يعي السياسيون ما وعاه الشارع، ويدعمون الثوار على الأرض، ويؤمنون لهم الغطاء السياسي، والدعم المادي، ويستفيدون نتيجة ذلك نصراً على طاولة المفاوضات.
داعش تصل للشيشان
تنظيم داعش يتبنى هجوماً على قاعدة عسكرية روسية في الشيشان.
استثمرت روسيا سريعاً الهجوم الداعشي على وحدتها العسكرية في الشيشان لتؤكد أنها في طليعة معركة محاربة الإرهاب، لقد سمحت روسيا للآلاف من الشيشانيين وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بالهجرة إلى سورية، فهاجس الجهاديين مازال يؤرق روسيا، ويدرك الروس جيداً أن الجمر ما زال يتأجج تحت الرماد في الجمهوريات القوقازية، والأرضية خصبة للتجنيد ضد روسيا، فوجدت الثورة السورية فرصة للتخلص من الجهاديين تماماً كما فعل الأسد عندما أطلق سراحهم من سجونه، فهل نجح الروس أم ستدور الدائرة عليهم، فداعش ليست دولة خلافة كما يزعم التنظيم إنما فكرة عابرة للحدود تسخر المظلومية والعاطفة الدينية لتبرير تطرفها، وهذا وغيره متوفر في الجمهوريات القوقازية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.