الرقة تذبح بصمت
بدأت حركة نزوح المدنيين من قرى ريف حلب الشرقي وريف الرقة الغربي تزداد، عقب تقدم مليشيات سوريا الديمقراطية من الشمال وقوات النظام السوري من الجنوب والجنوب الغربي، حيث شهدت كل من مسكنة ودير حافر في ريف حلب الشرقي وقرية الخفسة في ريف الرقة الغربي حركة نزوح كبيرة نحو مدينة الرقة وريفها.
وقد اختار النازحون مدينة الرقة، بالرغم من كونها تعاني من سوء الخدمات حالياً، إضافة للازدحام السكاني الكبير في المدينة عقب حركات النزوح المتواصلة من الموصل في العراق ونزوح عدد من مدنيي مدينة تدمر عقب سيطرة قوات النظام السوري عليها، وما شهده ريف الرقة من تغير في السيطرة لصالح مليشيات قسد، ما دفع الأهالي للنزوح نحو الرقة المدينة، الأمر الذي انعكس سلباً على الوافدين الجدد في سعيهم لتأمين مساكن تأويهم، ما دفعهم لافتراش الطرقات والحدائق، مع التخوف الكبير من المكوث مؤقتاً في المدارس خوفاً من استهدافها بغارات التحالف الدولي والطيران الروسي.
ومع غياب وجود أي منظمة إنسانية في الرقة أو ريفها، إضافة لقلة توفر المنازل في المدينة، تشير التقديرات لحدوث أزمة احتواء للعائلات النازحة، فبعض المدنيين قرروا ان يبنوا مخيم داخل المدينة في ضل تشديد وحملات اعتقال من قبل تنظيم داعش من جهة والخوف من قصف الطيران من جهة اخرى، فيما لا يزال الالاف من النازحين عالقين على الطريق الدولي “حلب – الرقة”.
الأنباء الواردة من ريف حلب المحتل حديثا من قبل ميليشيات النظام السوري قد تكون اهم اسباب نزوح السكان فالقصف لا يتوقف على منازل المدنيين والاعتقالات في صفوف الشباب لتجنيدهم اجبارياً ونهب المنازل والاملاك، وفي تسجيلات صوتية لبعض الاهالي تحدثوا عن عمليات اغتصاب ممنهجة يقوم بها عناصر النظام السوري دون اي رادع.
إرهاب تنظيم داعش على الأرض، وبطش القوى القادمة لمحاربته، وقلة الخيارات المتوفرة للنزوح، أسباب تكاثفت على المدنيين، جاعلة من الأفق المحيط ضيق بما وسع لاحتوائهم.