تحتدم المعارك في دير الزور بين عدة أطراف مختلفة لسيطرتها على مناطق حساسة فيها لكنها تتفق من حيث المبدأ في محاولات جديدة لاضطهاد سكان دير الزور و ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحقهم حيث تتفاقم مخاوف السكان هناك من المجهول الذي ينتظرهم من سيطرة كل الأطراف المعينة بهذه المعارك على دير الزور.
تأخذ هذه المعارك ثلاثة أشكال متباينة و في كل منها يقع المدنيون ضحايا هذه المعارك و مطامعها التوسعية، فتنظيم داعش يسعى لبسط المزيد من التمدد الجغرافي في دير الزور خوفاً من تداعيات معركة الموصل والرقة بينما النظام و حلفاؤه يحاولون صد هذا الهجوم لتتدخل بعدها مليشيات سوريا الديمقراطية خلال الأسبوع الماضي في معارك قتالية ضد تنظيم داعش محاولة من خلال تدخلها السيطرة على طريق دير الزور الرقة لعزل مدينة الرقة عن دير الزور، بينما تكثف طائرات التحالف الدولي و الروسية غاراتها مستهدفة مناطق مختلفة في دير الزور و غالبية ضحايا هذه الغارات هم من المدنيين.
و على وقع قنابل قوات التحالف تحاول ميليشيات سوريا الديمقراطية التقدم في مناطق دير الزور على حساب تنظيم داعش الإرهابي و تأتي هذه الحملة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تؤمن لهذه الميليشيات دعماً عسكرياً و لوجستياً خلال معاركها ضد تنظيم داعش و بحسب مصدر عسكري كردي لرويترز ” فإن العمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية تجري ضمن الحدود الإدارية لمحافظة ديرالزور “.
و تأتي هذه التطورات العسكرية بعد أن شن داعش منذ عدة أسابيع هجوما استهدف فيه قوات النظام و المليشيات الحليفة له في دير الزور حيث أحرز التنظيم تقدما في عدة أحياء و قطع طريق الإمداد باتجاه المطار العسكري، هجوم داعش استغلته ميليشيات سوريا الديمقراطية لتتمكن من تحقيق تقدم عسكري لها في بلدة أبو خشب في بادية ديرالزور الشمالية الغربية ضمن عملية غضب الفرات التي تحاول من خلالها انتزاع الطريق الواصل بين مدينة دير الزور و الرقة. لكن و بعد سيطرة ميليشيات قسد ” سوريا الديمقراطية ” على مواقع غرب الفرات شمال ديرالزور اضطرت للانسحاب من مناطق سيطرتها في بلدة الكبر و الجزرة و الكليب و العساف بعد هجوم شنه عناصر تنظيم داعش ضدهم مستخدما فيه العربات المفخخة.
طائرات عراقية تقصف مواقع في دير الزور
في تطور لافت لسياق المعارك في ديرالزور قامت طائرات عراقية باستهداف عدة مواقع تابعة لتنظيم داعش في دير الزور و ذلك ردا على تفجيرات في العاصمة بغداد و ذلك بحسب تصريحات رئيس الوزراء العراقي العبادي، و قال العبادي : “إننا عازمون على ملاحقة الإرهاب حيث وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيبة و كذلك في البوكمال داخل الأراضي السورية”. و لم تكن تصريحات العبادي هي الأولى من نوعها فقد سبق ذلك تصريحات من قادة الحشد الشعبي الشيعي حول إمكانية دخولهم إلى سوريا خصوصا إلى دير الزور من أجل ملاحقة تنظيم داعش هناك.
نواف راغب البشير و الحشد الشعبي في دير الزور
يحاول نظام الأسد بالتعاون مع ميليشيات شيعية و مقاتلين أجانب وبعض أعوانه في دير الزور استنساخ تجربة الحشد الشعبي العراقي في سوريا مستفيداً من شخصيات قبلية كنواف راغب البشير الذي عاد لقواعد النظام و وصل مدينة حلب للقاء ” الحاج باقر ” الأمين العام للواء الباقر و بحسب صفحات موالية للنظام فإن البشير يعمل على التنسيق من أجل تشكيل حشد عشائري شعبي بقيادته من أجل مقاتلة داعش في الرقة و ديرالزور .
و على ضوء هذه التطورات الميدانية تبدو المناطق الشرقية في سوريا خصوصا الرقة و ديرالزور مقبلة على فوضى من المعارك بحجة محاربة تنظيم داعش و ما يعزز هذه الفوضى هو غياب أي مكون عسكري من أهالي المنطقة بعد أن قامت داعش بتصفية كتائب الجيش الحر في المنطقة حين سيطرت على دير الزور و الرقة قبل ما يقارب العامين.