الرقة تذبح بصمت
تتجه معارك درع الفرات في مدينة الباب إلى نهايتها حيث استطاعت قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا من الدخول إلى أجزاء من مدينة الباب. و أعلن الجيش التركي في وقت سابق بأنه بات قريبا على استكمال استعادة السيطرة على مدينة الباب من أيدي تنظيم داعش.
ومع التطورات العسكرية في مدينة الباب قال الرئيس التركي أردوغان بأن هدف قواته العاملة ضمن درع الفرات هو إقامة مناطق آمنة في سوريا و بأن تركيا ستوسع عمليتها العسكرية لتشمل مدينتي الرقة و منبج، وتأتي تصريحات أردوغان في وقت تنتظر فيه أنقرة ردود فعل حقيقة من إدارة ترامب بخصوص التعاون الذي تدعو إليه تركيا واشنطن لإقامة مناطق أمنة في سوريا و تحرير مدينة الرقة خصوصا أن إدارة ترامب تبدو منفتحة على علاقاتها مع تركيا بشكل أكبر من إدارة أوباما السابقة و هذا يتطلب من إدارة ترامب التخلي عن ميليشيات سوريا الديمقراطية من أجل إرضاء تركيا حيث قدمت إدارة أوباما مساعدات عسكرية و لوجستية لهذه الميليشيات مما أضر بالعلاقات التركية الأمريكية.
في المقابل ترى إدارة ترامب الجديدة بأن قتال تنظيم داعش يعتمد بشكل أساسي على مشاركة تركيا للتخلص منه و دفعت هذه الرؤية الجديدة للإدارة الأمريكية بتركيا لمناقشة أمريكا بخصوص المناطق الأمنة و تحرير مدينة الرقة.
ترامب و المناطق الأمنة
إن النجاحات التي حققتها عملية درع الفرات فتح احتمالات جديدة للتعاون التركي الأمريكي بعهد ترامب من أجل تحرير مدينة الرقة انطلاقا من مدينة تل أبيض و مدينة الباب. و تأتي هذه الاحتمالات مع تعهد ترامب بإنشاء مناطق أمنة في سوريا بمشاركة دولة الخليج و هذا يتطلب تعاون تركي رغم التعقيدات العسكرية في مناطق الشمال السوري و الرقة لكن تصريحات ترامب تتقاطع مع تصريحات الرئيس التركي حيث أوضح أردوغان بأن الهدف من العمليات العسكرية التركية في سوريا هو تشكيل منطقة آمنة خالية من الإرهاب. و أضاف أردوغان في تصريحات له في البحرين ضمن جولة خليجية تشمل السعودية و قطر بأن تركيا ستوسع العمليات العسكرية لتشمل مدينتي الرقة و منبج بعد طرد تنظيم داعش من مدينة الباب في الريف الشرقي لمحافظة حلب.
ميليشيات سوريا الديمقراطية تطالب بمزيد من الدعم
تحاول ميليشيات سوريا الديمقراطية تحقيق تقدم عسكري حول مدينة الرقة مستبقة الأحداث التي قد تنتج عن التفاهم التركي الأمريكي الخليجي بخصوص المناطق الأمنة في سوريا و معركة تحرير الرقة إذ تخشى هذه القوات من أن يكون التفاهم ” التركي الأمريكي الخليجي” على حساب مصالحها الانفصالية في سوريا. و قال متحدث عسكري أمريكي بأن مدينة الرقة السورية التي تعتبر عاصمة التنظيم الإرهابي في سوريا ستصبح قريبا “معزولة ” عن بقية العالم.
حيث أعلنت ميليشيات سوريا الديمقراطية عن بدء المرحلة الثالثة لمعركة طرد التنظيم من مدينة الرقة و قالت خلال مؤتمر صحفي لها بأن بدأت حملة جديدة تستهدف تحرير الريف الشرقي لمحافظة الرقة. و تأتي هذه المرحلة استكمالا لمعركتها من أجل تحرير مدينة الرقة و التي أطلقت عليها “غضب الفرات” حيث تسعى الميليشيات منذ أسابيع إلى التقدم نحو مدينة الطبقة و سد الفرات في ريف الرقة الغربي بدعم من التحالف الدولي لكنها جددت طلبها بأنها بحاجة للمزيد من الأسلحة كالدبابات و المدرعات و أكدت ضرورة تلقيها المزيد من الدعم من واشنطن لمحاربة تنظيم داعش بعد حصولها للمرة الاولى على مدرعات اميركية حيث ذكر متحدث باسم التحالف الدولي العقيد جون دوريان بأن التحالف سلم ميليشيات سوريا الديمقراطية عربات مصفحة من نوع “أس يو في”. و أضاف دوريان أن تسليم تلك الآليات من قبل التحالف بقيادة واشنطن جاء “استنادا إلى أذونات قائمة”، لا بناءً على إذن جديد من إدارة ترامب.
و مع تجدد الحديث عن المناطق الأمنة في سوريا يبدو أن الأتراك عازمين على جعل التعاون مع أمريكا بدون حضور ميليشيات PYDو PKK إذ جاءت تحذيرات تركية جديدة على لسان رئيس الوزراء التركي بأن بلاده ستدخل معركة الرقة مع الجيش الحر في حال اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية المبدأ.
و يبدو أن القوات التركية ستتجه نحو مدينة منبج بعد انتهاء العمليات العسكرية في مدينة الباب و في حال توصلت كل من دول الخليج و تركيا و أمريكا إلى اتفاق بخصوص المناطق الأمنة و محاربة تنظيم داعش ستنتقل هذه القوات لطرد تنظيم داعش من مدينة الرقة.