الرقة تذبح بصمت
فُرض اللباس الأسود على المرأة من قبل تنظيم داعش، ومن بعده تم فرض العقوبات على المخالفات، وما كان تضييق اللباس إلا غيضٌ من فيض، في بحر القيود التي فرضها التنظيم على النساء اللاتي يقبعنْ تحت حكمه، فقد اعتبر داعش بأن المرأة عورة كاملة، وطالبها بالتزام منزلها وعدم الخروج دون محرم، كما وعمل على التضييق في كل ما يخص المرأة وشؤونها، من إغلاق محلات التجميل وعدم بيع الملابس المزخرفة ومنع زيارة العيادات النسائية التي يديرها أطباء ذكور.
ولم يتوقف الأمر هنا فقد شهدت مدينة الرقة السورية عاصمة التنظيم في بدايه حكمه، عدة عمليات خطف للفتيات واعتقال تعسفي للبعض مما تسبب بأزماتٍ جسدية ونفسية لمن أفلتن من الحجز، عمليات الخطف والخوف على الأعراض والعوز الذي لحق بالأهالي نتيجة احتلال داعش وسيطرته على خيرات البلاد دفعهم إلى تزويج بناتهم إلى عناصر التنظيم، الذين راحوا يُغرِقون الأهالي بالمال والمعونات وخلق الوظائف لهم في سبيل تزويجهم من بناتهم.
وتعدُّ القاصرات النسبة الغالبة في حالات الزواج القسري لعناصر التنظيم، واللاتي وجدن أنفسهن مجبراتٍ على الرضوخ وقبول واقعهن المفروض وتقبل المصير الجديد “كجاريات” لأزواجٍ مقاتلين، ينتهي بهن المطاف أرامل بعد فقد أزواجهن في الحرب، ليصبحن متاعاً موروثاً لأحد العناصر بعد العدة، متحملاتٍ بذلك عبء أطفالهن الذين أصبحوا وسيضحون بلا آباء، وبالمقابل هناك الكثير من الفتيات اللواتي رفضن الزواج من عناصر التنظيم، فلجأ بعضهن للهرب ليلة الزواج إلى الأراضي التركية، أو الانتحار، ولعل قصة الطالبة فاطمة عبدالله العبو والتي تبلغ من العمر 22 عاماً، والتي آثرت الانتحار بتناولها السم على الزواج من مهاجر تونسي في تنظيم داعش، خير شاهد على عشرات القصص التي مازالت مخفية عن الإعلام.
آثار نفسية وكذلك جسدية تؤثر على المرأة وتزداد حدة زيادتها يوماً بعد يوم، مما يعكس أثراً سلبياً على حياتها الخاصة في المنزل، والإجتماعية وكيفية تأثير هذه القيود المفروضة على مستقبلها، والتي ستأتي ضمن سلسلة “ما أهانهن إلا لئيم” تباعاً.