الرقة تذبح بصمت
عمد تنظيم داعش خلال الأيام الأخيرة للتحضير لمعركة الرقة المدينة، وذلك بعد قيام التحالف الدولي بقصف جسور مدينة الرقة على نهر الفرات، وقطع صلة الوصل بين ضفتي النهر، ووصول مليشيات قسد والـ YPG إلى مسافة ١١ كم من الجهة الشمالية الشرقية عن مركز المدينة، وزحفها لحصار المدينة من الجهة الشرقية ومنع تواصل التنظيم مع بقية المناطق المسيطر عليها في شرق سوريا والعراق من جهة، ومن جهة أخرى السيطرة على الضفة الشمالية لبحيرة سد الفرات والتقدم باتجاه الرقة من الجهة الغربية والتي باتت على مسافة ٢٢ كم ومن الشمالي قرابة ١٨ كم.
وفي سبيل ذلك قام التنظيم بإزالة منصفات الطرق في الشوارع الرئيسية في الرقة، بغية تسهيل حركة السيارات والآليات العسكرية في الشوارع الرئيسية في المدينة، إضافة إلى تعزيز الشوارع الرئيسية بأنابيب الصرف الصحي الإسمنتية، والتي يراد منها التشويش على الطيران الحربي في حال باتت المعركة حرب شوارع داخل المدينة، عن طريق ملاءها بالنفط وحرقه مشكلاً سحابة دخانية تعيق الرؤية.
كما وأجبر التنظيم أصحاب المحال التجارية والمنازل على إقامة سواتر ترابية أمام محالهم وبعض المنازل، بارتفاع أكثر من متر ونصف المتر، وفرض التنظيم على بعض المنازل مبلغ ٣٠٠٠٠ ليرة سوريا، بهدف إقامة تلك السواتر.
وفي سياق متصل، عمد التنظيم إلى جمع ما يتواجد من مادة القمح في الرقة وريفها القريب، وطمر تلك الكميات تحت الأرض في مواقع معينة داخل المدينة، خوفاً من حصار قد يكون طويلاً ولا يتسنى للتنظيم حينها نقل القمح إلى المدينة خلاله.
ويُشرف التنظيم في الرقة على تأمين مادة الطحين للمخابز في المدينة، إضافة للإدارة المباشرة منه على الأفران العامة، هذا ولا تعاني المدينة من نقص في مادة الخبز إلا أنّ جودة الخبز انخفضت جداً عقب بيع التنظيم لكميات كبيره من الطحين للنظام ونقل كميات أخرى إلى مناطق سيطرته في العراق، ويبلغ سعر رغيف الخبز بالرقة حالياً أكثر من ٤٠ ليرة سورية.