الرقة تذبح بصمت
قام تنظيم داعش يوم الخميس الماضي، قبيل استهداف الجسور الرئيسية للمدينة بغارات جوية من قبل طيران التحالف، بتسيير عدد من الشاحنات المحملة بالخردوات المعدنية “حديد، ألمنيوم، نحاس”، والتي تم نقلها من عدد من مديرات القطاع العام “البريد، المياه، الكهرباء”، إلى خارج المدينة.
هذا وقد بلغ عدد الشاحنات حوالي ٥٠ شاحنة، نقدر حمولتها بحوالي ٢٥٠٠ طن من الخردوات المعدنية، إذ تتراوح قيمة الحمولة بنحو ٧٥٠ ألف دولار وسطياً، وذلك تبعاً لكمية الألمنيوم والنحاس الموجود فيها، كما عمد التنظيم بتسير عدد من العربات العسكرية لمرافقة القافلة وحمايتها، كما يعتقد بأنّ وجهة الشاحنات كانت نحو مناطق سيطرة النظام، وقد علمت “الرقة تذبح بصمت” بأن أحد تجار الرقة والمدعو “أبو ردة” هو من اشرف على الصفقة بين الطرفيين.
هذا ولا تعتبر هذه الصفقة هي الأولى بين التنظيم والنظام السوري، حيث أشرف التاجر المذكور على عدد من الصفقات بين الطرفيين، يقوم بموجبها بشراء كميات من الحديد والخردوات من المستودعات الواقعة تحت سيطرة التنظيم، إضافة للمنتجات الزراعية الأساسية كالقمح والقطن إضافة للنفط الخام، وتعد مثل هذه الصفقات أحد مصادر التمويل للتنظيم، والتي يستخدم ريعها بتمويل عملياته العسكرية.
وقد تكون تلك الصفقة الكبيرة من نوعها، دليلاً فعلياً على عمل التنظيم في تفريغ ما يستطيع بيعه من البنى التحتية الأساسية وترحيلها، كخطوة مشابهة لما قام به في مناطق أخرى قبل انسحابه منها،كما فعل سابقاً في عين عيسى بسرقة المحولات الكهربائية قبل انسحابه، فهل ستكون الرقة على أبواب معركة حقيقية سيخوضها التنظيم أم أنّ الانسحاب سيكون الغالب في المعارك القادمة مع قوات قسد.