ماذا وراء الأكمة؟!، نظام الأسد يتخلى عن حق الرد، حضن الوطن، الميليشيات الكردية تسرق من الأطفال براءتهم، هل حقاً اقترب الخروج من النفق، معارك كر وفر بريف الرقة.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
ماذا وراء الأكمة؟!
رويترز: محققون دوليون يشتبهون بمسؤولية بشار الأسد وشقيقه ماهر عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية.
يأتي الخبر بعد أيام من دفاع كيري عن موقف باراك أوباما من استخدام الأسد للسلاح الكيماوي حيث اعترف كيري باستخدام الأسد للكيماوي لكن رد أوباما كان صائبا وفق رأي كيري، كما يأتي الخبر قبل أيام من استلام ترمب منصبه الرئاسي، فهل تحاسب إدارة ترمب الأسد على الكيماوي بعد أن اكتفت إدارة أوباما بسحبه، أم يمهد الخبر لابتزازات وتنازلات جديدة؟!، لكن وضع اسم ماهر الأسد يشير لأمر كبير كثر تداوله مؤخراً ألا وهو استبعاد عائلة الأسد والدائرة الضيقة في أية تسوية سياسية قادمة.
نظام الأسد يتخلى عن حق الرد
الطيران الإسرائيلي يقصف مطار المزة، وسماع دوي انفجارات ضخمة.
بات القصف الإسرائيلي لدولة (المماتعة) أمراً روتينياً، ولا بدّ من توضيح أمر مهم يتعلق بهذه الغارات وغيرها، ويتعلق الأمر هنا بالمنظومة الصاروخية للصواريخ الروسية، فإذا كان الإسرائيليين يقصفون عمداً ولا تتصدى لهم المنظومة، وإذا قصفت الولايات المتحدة خطأ -كما تزعم- ولم تتصد المنظومة لها، وإذا قصف التحالف مرات ومرات وارتكب مجازر ولم تتصد المنظومة الروسية للمهاجمين، فما الفائدة من هذه المنظومة، ولماذا أُوجدت؟!.
المنظومة الروسية وجدت لحماية الروس فقط ولكن النظام حاول استثمار ذلك إعلامياً فارتد الأمر عليه، فالكل يستبيحه والمنظومة تلتزم الصمت، ولا نستبعد وجود تنسيق روسي إسرائيلي وراء هذه الغارات، وبدا لافتاً تخلي النظام عن حق الرد، ومن العجب أن يستنتج النظام من هذه الغارات هزيمة العدو!.
فقد قالت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام: الاعتداءات الإسرائيلية تزامنت مع الهزيمة التي منيت بها المجموعات الإرهابية المسلحة في شمال سورية و وسطها و جنوبها. والعدوان الجديد يأتي بعد الاندحار الكبير الذي حل بـ “جبهة النصرة” الإرهابية وحلفائها في شرق حلب وبعد المصالحات التي أدت إلى رحيل الإرهابيين عن مناطق حول دمشق وخاصة المصالحات في خان الشيح والقنيطرة ودرعا وغيرها من المناطق التي حطمت أحلام إسرائيل وحلفائها الغربيين وعملائها من الإرهابيين السعوديين والقطريين، وهذا البيان يؤكد أن النظام سيتخذ من هذه الغارات ذريعة لقتل مزيد من السوريين، فهو سيرد على إسرائيل بضرب أذرعها في سورية حسب زعمه. ونقول: لماذا لم يرد على إسرائيل قبل الثورة؟!.
حضن الوطن
نظام الأسد بحلب يعدم سبعة ثوار رمياً بالرصاص بعد عودتهم لحضن بشار.
تثبت هذه الواقعة ومثيلاتها استحالة مسالمة هذا النظام حتى لو جاء البعض مستسلماً، فقد تواترت الأخبار عن عمليات الإعدام للثوار الذين سلموا أنفسهم في لحظة يأس أثناء الحصار لقوات النظام مغترين بالكلام المعسول المنمّق حول عفو يشمل كل من ألقى السلاح، وعاد لحضن الوطن. لكن الغالبية ممن سلموا أنفسهم ما زالوا في أقبية النظام لا يعرف أحد مصيرهم.
ولا بدّ هنا من التمييز بين الثوار الذين سقطوا في هذا الفخ في لحظة يأس، وأولئك العملاء الذين كانوا يعملون جواسيس، وخلايا نائمة للنظام في مناطق الثوار، فهؤلاء من شملهم العفو الرئاسي بل وجُعل مرسوم العفو لتأمين هؤلاء، والإيقاع بأولئك، وقد يستثمر النظام عودة شخصيات كبيرة لحضنه، ولا يطبق بحقها أي إجراء لتلميع صورته، وتحقيق مكسب إعلامي يفند فيه قمعه ومصادرته للحريات.
ما كان ينبغي للثوار أن يقعوا في هذا المطب وهم الذين خبروا كذب النظام وغدره، فعسى أن تكون معركة حلب بكل حيثياتها درساً يستفاد منه الجميع.
معارك كر وفر بريف الرقة
تثبت معارك ريف الرقة يوماً بعد آخر هشاشة “قسد” فقد أثبتت المعارك الأخيرة استحالة مسك هذه القوات للأرض دون إسناد جوي من التحالف الدولي. ومجرد غياب الغطاء الجوي تعاود قوات داعش السيطرة على ما خسرته، وقرية الأعيوج مثال آخر إذ استعادها التنظيم ليدمرها طيران التحالف فتستعيد “قسد” السيطرة على أطلال قرية الأعيوج.
هذه الطريقة في التخلص من داعش لا تقل سوءاً عن تنظيم داعش نفسه إذ تُدَمِر القرى، وتهجر الأهالي وتورث أحقاداً بين المكونين العربي والكردي ناهيك عن كثير من التعقيدات والمشاكل اللاحقة، وستزداد أوضاع “قسد” سوءاً بعد الانتهاء من الريف إذا لا تمتلك “قسد” خزاناً بشرياً يمكنها من دفع فاتورة معركة الرقة، ولهذا نستبعد انفراد قسد بالرقة لأن ذلك يعني هلاك قسد، ومثال الموصل حاضر أمامنا فقد تكبدت قوات النخبة العراقية خسائر كبيرة جداً بالأرواح لا تستطيع الميليشيات الكردية تحملها ولا سيما أن الغالبية الساحقة للساحة الكردية ترفض سياسات هذه الميليشيات.
ومن هنا نستبعد اقتحام قسد وحدها للرقة، وبالتالي ستجد أمريكا لزاماً عليها البحث غن شريك آخر، وهذا يوضح محاولاته العبثية التي تجريها أمريكا للتنسيق بين قسد ودرع الفرات، ولكن لم تنجح حتى الآن، ويربط بعض المحللين بين حشود النظام الأخيرة في مطار كويرس وما يحدث في الرقة والباب، فقد تتخذ الولايات المتحدة من هذه الحشود ورقة ضغط على الأتراك.
درس بردى
قوات النظام السوري تُعاود قصف وادي بردى بعد ساعات من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
بات يمثل وادي بردى أنموذجاً مصغراً للوضع السوري المعقد، فرغم توقيع اتفاق الهدنة تمهيداً لمباحثات الأستانة وجدنا خرق الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران لهذه الهدنة، وسعيها لتعطيل الاتفاق تماماً كما حدث في اتفاق خروج الثوار من حلب، وكشفت أحداث بردى تباين المصالح الروسية الإيرانية، وتجرد النظام من كل حول وقوة، فهو يلهث لإرضاء الروس مرة والإيرانيين مرة أخرى.
إذا رضي النظام تسليم البلاد للاحتلالين الروسي والإيراني فإنه ينبغي على المعارضة ألا تسلك المنهج ذاته لأنها تحفر قبرها بيدها.
ولا شك أن خرق نقض اتفاق بردى مؤخراً، وإنكار دخول منطقة بردى سابقاً باتفاق الهدنة سابقاً مؤشر على عبثية السير في مفاوضات مع النظام، فالنظام ينكر وينقلب على ما وقع عليه، فكيف يمضي لاتفاق يفضي لانتقال سياسي؟، لم يدمر الأسد سورية ويحرقها ويهجر 10 مليون ويقتل أكثر من نصف مليون من أجل تسليم السلطة لا نقول للمعارضة بل لمجلس انتقالي، ومن هنا نرى عبثية هذه المفاوضات التي يتخذها النظام وسيلة لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض.
هل بدأت حرب العصابات أم تصفية حسابات
العثور على 3 جثث لمقاتلين روس بالقرب من دوار الحلوانية في حي طريق الباب بمدينة حلب و قوات النظام تشن حملة تفتيش في الحي.
ذهب بعض المراقبين لاعتبار هذه الحادثة بداية مقاومة شعبية للاحتلال الروسي على الأرض، فالدوريات الروسية تمشي في الشوارع الحلبية بكل ثقة وأريحية بل وتعتقل عدداً من عناصر الشبيحة (اللجان الشعبية) وبات الاحتلال الروسي منافساً للإيراني، ويستبعد آخرون أن يكون لذلك علاقة بالمقاومة الشعبية، إذ يدرجونه في إطار تصفية الحسابات بين الميليشيات الطائفية من جهة والروس من جهة ثانية.
إذ تتهم الميليشيات الروس بقطف ثمار تضحياتهم ( إجرامهم) في الحرب السورية، فيما يرى فريق ثالث أن الأمر يتعلق بمافيات السرقة التي تضايقت من الدوريات الروسية، أياً تكن الأسباب فإن الإيرانيين والروس سيدفعون غالياً ثمن إجرامهم بحق الشعب السوري، وهم إن تمكنوا من طرد سكان حلب من خلال حرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة فإن الثورة لا تعدم الأساليب لطردهم من سورية.
الميليشيات الكردية تسرق من الأطفال براءتهم
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية وحدات الحماية الكردية بتجنيد الأطفال دون سن 18 سنة.
لا يعد الاتهام جديداً، ولا تنكر القوات الكردية هذا الاتهام إذ تعهدت وحدات الحماية الكردية بتسريح الأطفال لكنها لم تف بالتزاماتها وتعهداتها، وتتميز الميليشيات الكردية عن داعش بفرضها التجنيد الإجباري مما يجعلها أسوأ من داعش لدى كثيرين، ولكن لماذا يغض العالم الطرف عن انتهاكات هذه الميليشيات بل يدعمها رغم علمه بتجاوزاتها بحق الكرد والعرب معاً؟!.
يذكر هنا أن هيومن رايتس ووتش تتخوف من استخدام هؤلاء الأطفال في أعمال رديفة (غير قتالية)، وبالتالي تتنصل قوات الحماية الكردية من تهمة تجنيد الأطفال، ومعلوم أن هذا التجنيد أو سواه يحرم الأطفال من التعليم، ويحصر مستقبله في القتال دون سواه.
إيران لا تخفي انزعاجها من التقارب الروسي التركي
مصادر رسمية تركية تكشف انزعاج إيران من التقارب الروسي التركي.
لا يخفى أن الأجندات الروسية تختلف عن مثيلتها الإيرانية رغم اتفاقهما على إفشال الثورة السورية التي تسعى لاستئصال نظام الأسد الأمني والسياسي من جذوره، وتبدو النقطة الجوهرية للخلاف بين إيران وروسيا تتمثل باستحالة وجود أي نظام مستقبلي يضمن مصالح إيران سوى نظام الأسد، خلافاً للروس الذين يستطيعون ضمان مصالحهم عبر الأطراف الداعمة للثورة السورية ولا سيما العرب والأتراك، وتدرك إيران هذه الحقيقة، وتعرف جيداً قدرات الأتراك على التقريب بين المعارضة والروس، وهذا ما يفسر شراسة وعناد حزب الله في منطقة وادي بردى رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بقي حبراً على ورق.
فحزب الله يريد بهذا التصرف عدة أمور منها إرسال رسالة للجميع بأن إيران لا يمكن أن تكون خارج اللعبة، فلديها من القوات على الأرض ما يمكنها من تعطيل أي اتفاق، ومن جانب آخر تهدف الميليشيات الطائفية لرسم واقع ديمغرافي جديد على الأرض السورية ولا سيما في العاصمة دمشق. ولا شك أن هذه الممارسات تنطلق من فكر استراتيجي للنظام الإيراني الذي يرغب بجعل سورية المحافظة الإيرانية الجديدة بعد ضم محافظتي لبنان والعراق، ولا يبدو أن تركيا تحقق نجاحاً على الأقل في المدى المنظور، فقوات حزب الله عطلت آخر اتفاق، ودخلت قرية بسيمة، ولا شك أن ما يحدث مجرد بداية.
هل حقاً اقترب الخروج من النفق
أردوغان في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى تأسيس بورصة اسطنبول: الأزمة السورية تقترب من الخروج من النفق المظلم.
كلام الرئيس التركي حمّال أوجه، فالتطورات الميدانية وحتى السياسية لا تبشر بخير. فعن أي نفق مظلم يتحدث أردوغان، وما الخروج الذي يقصده؟، لا بدّ بداية أخذ كلام أردوغان على محمل الجد، فكلنا يتذكر خطوطه الحمراء، وتصريحاته النارية، ووعوده الحالمة التي تبخرت مع الأيام، وقد يتحدث أردوغان عن انفراج علاقة بلاده مع روسيا، وتقديم الروس ضمانات للأتراك بعدم قيام دولة كردية.
ولا شك أن تحسن علاقات تركيا مع روسيا أو غيرها لا يقدم أمراً ذا وزن للمسألة السورية. فما يحدث في سورية ليس خلافات سياسية بين أحزاب، وليس تنافساً على حقائب وزارية، وعليه نرى من الحمق تبسيط المسألة، ومن الغباء تصديق كل ما يقال، ولاسيما أن الأسد يرسم واقعاً على الأرض في وقت يحاول الآخرون رسم واقع افتراضي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.