بردى تضع الهدنة على المحك، أحقاً روسيا تسحب قواتها من سورية؟، الكرد يقتربون من الطبقة، ويستمرون بقضم الريف، دلالات تفجير جبلة، معركة الباب. هل وصلت لفصلها الأخير؟.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
بردى تضع الهدنة على المحك
وقف إطلاق النار لساعات في منطقة وادي بردى لتأمين الوفد الروسي.
توقف إطلاق النار لساعات من قبل الميليشيات الطائفية التي تحاول جاهدة اقتحام منطقة وادي بردى تمهيداً لتأمين محيط العاصمة من جهة، وتغيير الطابع الديمغرافي للمنطقة من جهة ثانية ناهيك عن تأمين المنطقة بين دمشق ومعاقل حزب الله في لبنان. ولا بد من التوضيح أن هذه المحاولة الثالثة للوفد الروسي، فقد منعت الميليشيات الطائفية دخول الروس مرتين، ونتج عن هذا الرفض واستمرار قصف وادي بردى تراشق الأتراك والإيرانيين الاتهامات، إذ تُتهم إيران والميليشيات المرتبطة بها بالسعي لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار من خلال استمرار العمليات العسكرية في وادي بردى.
ونعتقد أن زيارة الوفد الروسي ومباحثاته مع الثوار والأهالي ستضع النقاط على الحروف فالفصائل المقاتلة في الوادي كما رأى الروس فصائل وطنية سورية، كما أكد الأهالي للروس أن قصف النظام هو من حرم أهالي دمشق الماء، كما أبدى الثوار استعدادهم بل حرصهم على استمرار تدفق المياه لدمشق فأهل دمشق أهلنا ولا نرضى ولا نقبل أن يعاني أهلها العطش.
وستضع هذه الزيارة للوفد الروسي الاتفاق برمته على المحك، فإذا نجح الروس بوقف العدوان على وادي بردى فذلك يؤشر على قدرة الروس على كبح جماح الإيرانيين، وفشلهم في بردى يمهد لفشل الاتفاق برمته فمن يعجز عن وقف إطلاق النار في منطقة صغيرة أعجز من أن يضبطه في سورية كلها.
أحقاً روسيا تسحب قواتها من سورية؟
إنترفاكس: روسيا بدأت في عملية تقليص قواتها من سورية وسحب حاملة الطائرات كوزنيتسوف.
كثُرت التحليلات السياسية والعسكرية حول الخطوة الروسية الأخيرة، وربطها كثيرون بمعركة حلب بداية، والتوصل لوقف النار بين المعارضة السورية والنظام برعاية روسية تركية، لا بد من التذكير بالخطوة الروسية القديمة التي ادعت فيها روسيا كذباً سحب عدد من مقاتلاتها الحربية لنتفاجأ لاحقاً بزيادة عدد الغارات الروسية، وزيادة السفن الحربية. فلا ثقة للكلام الروسي ألبتة.
وربط ذلك بالاتفاق الروسي التركي، فالاتفاق ما زال هشاً، كما أن السلاح الروسي تم استقدامه وفق مزاعم الروس لدحر تنظيم داعش بينما الوضع الميداني يشير لاستعادة داعش المنطقة الوحيدة التي قاتل فيها الروس الدواعش.
وليس للأمر علاقة بالخشية الروسية من التورط بالمستنقع السوري، والغوص بحرب استنزاف فمازال الأمر مبكراً على هذه المرحلة، بل نجد عكس ذلك فالدور الروسي يتعاظم على الأرض فمدرعات الروس وجنودهم في حلب أمر لا ينكره أحد بل نلاحظ زيادة انتشار سيارات الشرطة العسكرية الروسية واعتقالها وتوقيفها لعدد من الشبيحة واللصوص.
إن للخطوة الروسية أهداف عسكرية وأهداف سياسية، الهدف السياسي يتمثل بمحاولة الروس الظهور بمظهر الراعي للسلام بعد أن تلطخت أيديهم بدماء السوريين ولا سيما في حلب، ومن الناحية العسكرية فما تم سحبه غير ضروري أساساً في معارك حلب، وحقق هدفه من حيث عرض العضلات الروسية من جهة، وتجريب السلاح الروسي من جهة ثانية، ولا نرى في الخطوة أبعد من ذلك بل نرى احتمال تورط الروس أكثر من ذلك، وذلك يتوقف على المساحة التي سيتركها ترامب للروس.
الكرد يقتربون من الطبقة، ويستمرون بقضم الريف
القوات الكردية تسيطر على قلعة جعبر الأثرية غربي الرقة بعد انسحاب عناصر داعش منها.
تواصل ميليشيات “قسد” تقدمها في ريف الرقة، وتقترب من مدينة الطبقة، وتزامنت سيطرة “قسد” مع حفر داعش خندقاً كبيراً من الجهة الشمالية الغربية للمدينة المذكورة غربي الرقة مما يؤكد إعداد التنظيم لمعركة استنزاف للقوات المهاجمة إذ يلعب التنظيم على هذا الوتر، ويدرك الدواعش قبل غيرهم أن القوات الكردية لا تستطيع تحمل التكلفة البشرية ولا سيما أن معركة كسر العظم لم تبدأ بعد.
ومن ناحية أخرى سيطرت “قسد” على 8 قرى و 5 مزارع في محور مدينة عين عيسى شمال الرقة منها الناصرية و التلاج وأم هجرة، وتبقى هذه المعارك ثانوية وغير ذات قيمة عسكرية ما لم تسيطر قسد على الطبقة، وتبدأ الهجوم على الرقة لكنّ ذلك -فيما يبدو- ما زال بعيد المنال. فذلك لن يتم إلا ضمن اتفاق دولي إقليمي لم ينضج بعد.
يستمر النزف السوري
أردوغان: نجري دراسة لمنح الجنسية التركية لجزء من اللاجئين العراقيين والسوريين.
لا شكّ أن للخطوة التركية آثاراً إيجابية على شريحة كبيرة من السوريين، وهذه الشريحة هي الشريحة النوعية الأكثر فاعلية وتأثيراً في المجتمع، وستساعد هذه الخطوة السوريين على اقتحام سوق العمل التركي، وتمكنهم أيضاً من السفر لدول أخرى باعتبارهم مواطنين أتراك، أما على المدى المتوسط والبعيد فللخطوة آثار سلبية على سورية المستقبل، فمعظم هؤلاء سيجد فرصاً للعمل سواء على صعيد الكفاءات العلمية كالأطباء والمهندسين والحرف النوعية، أو على صعيد رجال الأعمال من تجار وصناعيين، فيصعب عودة هؤلاء لسورية حتى لو رحل النظام مبكراً، فكيف لو طال زمن رحيله.
وهذه الشريحة هي المعوّل عليها في بناء سورية المستقبل، وبالتالي فحرمان البلد منهم سيؤثر حكماً على عجلة التنمية، ناهيك عن الجيل الثاني الذي سيتطبع أكثر بعادات المجتمع التركي، وستكون الروابط بالوطن الجديد أعمق.
دلالات تفجير جبلة
صرح مدير المشفى الوطني في جبلة أن الحصيلة النهائية لتفجير السيارة المفخخة قرب الملعب البلدي في وصل 11 قتيلاً و56 جريحاً.
يقدم تفجير جبلة جملة دروس ودلالات، فتفجير السيارة المفخخة أثبتت الفشل الأمني للنظام السوري الذي يتباهى دائماً بقبضته الأمنية، فلم يفجر داعشي حزامه الناسف كما حدث قبل أيام في طرطوس إنما قام بتفجير سيارة مفخخة، فكيف تمكن هذا الداعشي من تفخيخ السيارة، وكيف تمكن من الوصول لهذه النقطة مخترقاً الحواجز التفتيشية؟!.
ونتوقع قريباً ازدياد منسوب هذه العمليات، فداعش الذي استطاع اختراق الإجراءات الأمنية في أوروبا ولاسيما في تركيا لن يعجزه الأمن السوري، وأراد داعش القول لأهل الساحل بأنكم لن تكونوا بمأمن، ولا يدرك كثير من السوريين أن الفكر الداعشي حقق رواجاً كبيراً لدى كثير من الشباب بفضل القمع الدموي للثورة السوري، ولا يمكن بالتالي الخلاص من شرور التفجيرات دون التخلص من هذا الفكر.
والحرب على هذا الفكر لن تنجج دون إزالة الأسباب الموضوعية التي أدت لنشوئه، فنحن بتنا نشاهد سوريين ينفذون عمليات انتحارية، وهذا يدل على تمكن الفكر الداعش منهم، وسقط في هذا التفجير نجل رئيس اللجنة الأمنية في حلب اللواء زيد الصالح. وهو برتبة ملازم مما يدلل أن التفجير الداعشي كان مدروساً عارفاً بالنقطة المستهدفة، فهل تدرك المناطق الموالية أن معركة السوريين واحدة ضد الاستبداد الذي فرّخ الإرهاب.
كابوس بوتين يؤرّق ترمب
تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين قاد حملة سايبر لمساعدة ترمب على الفوز في الانتخابات.
لم يصل ترمب للرئاسة نتيجة فوزه بأصوات الناخبين الأمريكيين، ففي التصويت رجحت كفة كلينتون لكن ترمب حقق الحسم في أصوات المجمع الانتخابي فكان رئيساً لأقوى دولة في العصر الحديث، وعدّ كثير من المراقبين “فوز ترمب” حالة تمرد للناخب على الطبقة السياسية التي ملها المواطن الأمريكي، وسئم نمطيتها.
ولا ننكر أن فوز ترمب شكل مفاجأة للكثيرين، وربما للأمريكان خصوصاً، كما لا نستبعد دور الروس في وصوله للرئاسة، ولكن الدور الروسي لا يعني بالضرورة تآمره وتنسيقه مع ترمب، وبالتالي فالتقرير الاستخباراتي سيترك عبئاً ثقيلاً على ترمب، فأي خطوة سيتخذها نحو الروس سيسلط الضوء عليها، ويضخمها الإعلام، وهذا ما لا يريده ترمب الذي سيسعى قد الإمكان نفي هذه التهمة، وإثبات جدارته بحكم دولة عظمى.
وربما يتخذ ترمب وفريقه السياسي مواقف حادة ضد الروس، وقد تكون شرسة وعدائية للتخلص من لعنة بوتين التي لن تتركه، فمن المعيب أن يوصف رئيس الولايات المتحدة برجل روسيا.
معركة الباب. هل وصلت لفصلها الأخير؟
الجيش التركي: مقتل 37 عنصراً من تنظيم داعش بينهم 3 أمراء في 35 غارة على مواقع التنظيم في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
يتحدث الجيش التركي عن حرب شوارع في مدينة الباب مما يعني وصول المعارك للمرحلة الأخيرة التي يجيدها الدواعش، وهذا ما دفع الأتراك لإرسال قوات النخبة. ولم يمنع ذلك سقوط أعداد كبيرة في صفوف المدنيين مهما ادعى الأتراك تحييد المدنيين، فالحرب مهما كانت جميلة تبقى عجوز شوهاء.
وربما يندرج تفجير أعزاز الدموي الذي أدى لسقوط أكثر من 65 شهيداً في إطار الرد السلبي لداعش على خساراتهم في مدينة الباب، كما بدا لافتاً عودة المسؤولين الأتراك للحديث عن منبج، وما بعد منبج، والوعود الأمريكية التي لم يتم الوفاء بها، وإذا صحت الروايات التركية فإنّ المعركة وصلت فعلاً لفصلها الأخير، وما بعدها ربما يكون أصعب منها إذ تحتاج المرحلة القادمة مزيداً من التوافقات الإقليمية والدوليّة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.