#الرقة_تذبح_بصمت
عمدت قوات الـ YPG أو ما يمسى محلياً “بقوات الحزب” بدايةً على بث اشاعات مفادها قرب التجنيد الإجباري للشباب المدنيين في صفوفها، لكن الامر بدى اكثر جديةً مع توافد عدد من شباب المناطق العربية المسيطر عليها من قبل قوات الحزب وخصوصاً في رأس العين بريف الحسكة، حيث فُرض التجنيد الإجباري للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 حتى 30 عاماً لمدة 18 شهراً بعد ان كانت 12 شهراً فيما قبل.
هذا وبدأ الحديث يتناقل بين الشبان عن اعتقالات هنا وهناك بغية التجنيد حيث تم التدقيق دائماً على الشباب على حواجز الحزب، وانتشرت الأخبار عن تجنيد عدد من شباب الريف الشمالي، الأمر الذي كان سبباً وعامل محفز للجميع للبحث عن مخرج، هرباً من التجنيد الإجباري، حيث صرخ أ.م -29 سنة- لحملة “الرقة تذبح بصمت”: “قررت أنا وعدد من شباب المنطقة عدم مغادرة قريتنا نحو مدينة تل أبيض، خوفاً من الإعتقال على حواجز الحزب المنتشرة على الطريق، وأصبحنا قابعين في حالة إقامة شبه جبرية في القرية، وكلما توجهت سيارات للحزب نحو القرية عمدنا إلى التواري عن الأنظار، خوفاً من أنّ تلك السيارات العسكرية قد تبحث عن الشباب، ثم قررنا الهروب من هذه الضغوط وكانت وجهتنا تركيا، حيث خرجت أنا وأخي وثلاثة من أبناء القرية لنلتحق بخمسة أخرين، ولحق بنا عدد من الشباب، لتغدوا قريتنا فقط للأطفال والنساء وكبار السن”، هذا ويرفض العديد من الشبان الأكراد الإنخراط في صفوف الحزب، فهم يرون أنّ زجهم في بعض الجبهات مع الجيش الحر هي معركة لا يؤمنون بها، صرح محمد.م لحملة “الرقة تذبح بصمت” وهو شاب كردي يعمل في أورفا: “يطلبون منا الانضمام في صفوف الحزب، ويُزج بنا في معارك مع الجيش الحر، لم أهرب من بلدي، بل رفضت قتال أخوتي العرب هذا كل مافي الأمر”.
ويعيش الشباب العربي والكردي الرافض للقتال في صفوف الحزب، حالة نزوح قسري، ليس خوفاً من الموت أو القصف، إنما من انتهاكات الحزب بحقهم، فملجأهم هو قرى ريف تركيا الجنوبي، يعملون بالأعمال الزراعية ويتقاسمون الدخل فالعمل ليس متوفر للجميع، لكن الغريب عندما ذكر أحد الشباب أنّ أخيه متواجد حالياً في معسكر يقيمه الجيش التركي وقال: “تركيا الآن تجذب شبان من الريف الشمالي للرقة محافظة الرقة بشكل عام إلى معسكرات التدريب، تمهيداً لعمل عسكري محتمل ضد الـ YPG في ريف الرقة الشمالي، وإنّ أعداد الشباب من الريف الشمالي للرقة، المنضمين لتلك المعسكرات يتجاوز الـ 200 شاب، قسم منهم كان من عناصر الجيش الحر سابقاً.
وعن سؤالنا حول هل تم تجنيد فعلي للشبان في ريف الرقة الشمالي من قبل حزب الـ YPG؟ قال أحدهم: “إلى الآن لم يتم تجنيد أحد في ريف الرقة الشمالي بشكل إجباري، وتم تأجيل الموضوع حالياً الى شهر شباط 2017 حيث ينوي الحزب تنظيم دفتر خدمة شبيه بدفتر الخدمة العسكرية، وستكون مناطق الرقة المسيطر عليها مؤخراً من قبل الـ YPG مشمولة بهذا التجنيد وهنا الموضوع خرج من إطار الإشاعات إلى خبر حقيقي ينوي الحزب تطبيقه”.
هذا ويقدر عدد الفارين من جحيم التجنيد من ريف الرقة الشمالي بالآلاف، لتكون هجرة على هجرة سابقة تسبب بها تنظيم داعش في الرقة عند احتلالها، ليكن التجنيد الإجباري سبباً رئيسياً في هجرة قسرية لشباب رفضوا حمل بندقية لا تحمل هموم وطنهم ولا قضيتهم.