#الرقة_تذبح_بصمت
منذ اِعلان مليشيا قوات سورية الديمقراطية انطلاق عملية “غضب الفرات”، لدحر تنظيم داعش من ريف الرقة والبدء بعملية “عزل” المدينة تمهيداً لاقتحامها لاحقاً، بدأت عمليات القصف الجوي من طائرات التحالف الدولي في تزايد مطرد، فيما تميزت هذه الفترة من القصف الجوي بعدم الدقة والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية رغم اعتمادها أحدث التقنيات المتوفرة.
هذا ووثقت حملة “الرقة تذبح بصمت” وقوع ثلاث مجازر ارتكبت حتى منذ بدء العملية، أدت لارتقاء 50 مدنياً على الأقل في الجرنية بريف الرقة الغربي، وبعدها بقريتي العبارة والمشريفة في الريف الشمالي، وكان أخرها مجزرة قرية المعيزيلة شمال الرقة، والتي خلفت ٢٨ شهيداً مدنياً، لتكون تلك المجازر دون رد رسمي من القوات المهاجمة أو القوى الدولية الداعمة لها، في رسالة إلى مدني الرقة، “داعش قد اتخذكم دورعاً بشرية، ونحن سنحاربه مهما كانت الكلفة البشرية من أرواحكم”.
لم يعتذر أحد أو يقر بالخطأ ويتعهد بمحاسبة المخطئين وضمان ألا يتكرر ذلك في المستقبل، خاصة أنّ المعارك الآن تجري في الريف وفي أراضٍ مفتوحة ليكون تحديد الهدف المدني أسهل بكثير بسبب الكثافة السكانية القليلة والمساحات الفارغة الكبيرة، لتكون تلك الأخطاء نذير شؤم للمعركة القادمة في مدينة الرقة المكتظة بالمدنيين، إذ أنّ تنظيم داعش يمنعهم من النزوح خارج مناطق سيطرته، فيما ستتحول معركة الرقة إلى حرب شوارع منتقلة من حي إلى آخر، الامر الذي يصعب معه تمييز الأهداف العسكرية، ليكون مصير ٤٠٠ ألف مدني محاصراً مجهولاً، بحصار داعش والمليشيات المهاجمة له براً، والتحالف الدولي بطيرانه جواً.
هذا وصدر بيان اعلان المرحلة الثانية لعملية “غضب الفرات”، بعد أنّ اعلنت القوات المهاجمة عن نجاح المرحلة الأولى للعملية بشكل كبير، على لسان طلال سلو المتحدث الرسمي باسم قوات الـ YPG، في مؤتمر صحفي جمع قيادات غرفة عمليات “غضب الفرات”، فيما غاب عن ذاك البيان أي نعي للمدنيين الذين قضوا بأخطاء الطيران الحربي، كما طالب البيان من سكان الرقة التزام الأماكن الآمنة وعدم الاقتراب من مقرات التنظيم، وكأنهم يملكون خيار البقاء بآمان!
وقد حضر ذاك البيان، عدد من الأشخاص الذين يدعون تمثيل عشائر الرقة العربية، مرتدين زيهم ومتحدثيين عن الديمقراطية والحرية، دون أي إشارة لمعاناة الناس أو تناول النظام السوري المجرم بأي كلمة ويطلبون من الناس انتظار الحرية والديمقراطية!
وكأنه كُتب على الرقة دوماً أن تختار بين السيء والأسوأ فيما تتحدث الصحف الغربية عن حملة لانعاش الرقة بعد اخراج داعش منها على يد “قوات سوريا الديمقراطية “، كما تحدثوا من قبل عن جعل العراق “نموذجا”
