الرقة تذبح بصمت
تشهد مدينة الرقة السورية، القابعة تحت سيطرة تنظيم داعش، ارتفاعاً في أسعار المواد الأساسية، والذي ينعكس جلياً على تكاليف الحياة اليومية ونوعيتها للمدنيين، حالها حال جميع المناطق السورية، كإنعكاس واضح لتدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، إضافة لنتائج الحرب الدائرة في البلاد.
إلا أنّه ما يميز صعوبة الحياة في الرقة، عن غيرها هو إثقال التنظيم للمدنيين بالضرائب تحت اسم “الزكاة” أو “نفقات التكليف”، وتحكمه بطرق التجارة الرئيسية للمدينة.
فقد شهدت أسعار المواد الأساسية في الأسواق ارتفاعاً واضحاً في سعر البيع للعامة، وقد وصل سعر المواد التموينية مقدرة بالليرة السورية للكيلو غرام الواحد كالتالي: سكر 500 ليرة، الأرز 600-950 ليرة، شعيرية 150 ليرة، برغل 325 ليرة، الشاي 4500 ليرة، الزيت النباتي 800 ليرة، السمنة 600 ليرة، دبس البندورة 850 ليرة، عدس مجروش 500 ليرة، عدس أحمر 675 ليرة.
أما الخضروات، فقد شهدت ثباتاً نسبياً بأسعارها خلال شهر تشرين الثاني مقارنة بشهر تشرين الأول الفائت، وتراوحت الأسعار على النحو التالي: بندورة 150 ليرة، خيار 250 ليرة، باذنجان 300 ليرة، سبانخ 50 ليرة، بصل 60 ليرة، بطاطا 140 ليرة، قرنبيط 100 ليرة، برتقال – ليمون 125 ليرة، تفاح 200 ليرة، موز 5000 ليرة.
في حين حافظت المنتجات الحيوانية على ثبات سعرها خلال شهر تشرين الثاني، وقدر سعر الكيلو غرام للمنتجات الحيوانية كالتالي: لحم الغنم 2400 ليرة، فروج 1100 ليرة، لحم بقري 1700 ليرة.
ومع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة لما دون الـ 10 درجة مئوية خلال فترات المساء، شهدت أسعار المحروقات ارتفاعاً واضحاً، ليكون سعر اللتر الواحد من: مازوت تدفئة 200 ليرة، بنزين مصفى 350 ليرة، بنزين نظامي 825 ليرة، كاز 275 ليرة، أسطوانة الغاز 12000 ليرة.
وفي سياق متصل، يعاني مدنيو الرقة من دفع الضرائب الشهرية “لديوان الخدمات” التابع لتنظيم داعش، حيث يتوجب على العائلة دفع الضرائب التالية: فاتورة كهرباء 3000 ليرة + فاتورة المياه 3000 ليرة، تدفع كل شهرين إضافة إلى فواتير الهاتف والتي تقدر بـ 1000 ليرة للدورة الشهرية الواحدة “شهرين”.
كما وفرض التنظيم على أصحاب المحال التجارية دفع ضريبة خاصة بالنظافة، تقدر تبعاً لنشاط المحل وموقعه، والتي تتراوح بين 5000 إلى 20000 ليرة سورية، إضافة لدفع “الزكاة” السنوية وفواتير الماء والكهرباء الشهرية.
ويترتب على قاطني الرقة عموماً، الاشتراك بالكهرباء البديلة “المولدات الكهربائية” التي تكلف العائلة شهرياً 16000 ليرة، لـ 3 آمبيرات تعمل لمدة 12 ساعة يومياً.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة، تخفيضاً كبيراً في رواتب عناصر تنظيم داعش كانعكاس للخسائر التي تكبدها التنظيم في العراق وسوريا، ما انعكس على موارد تمويل عناصر التنظيم، حيث انخفضت الرواتب الشهرية لعناصر التنظيم ليبلغ راتب العنصر 50 دولاراً شهرياً، وتعطى بالعملة المحلية “الليرة سورية” أي ما يقارب 26 ألف ليرة، يضاف إليها إضافة عن الزوجة والأولاد في حال كان العنصر متزوج، لكن بالمجمل فإنّ نسبة التخفيض في الدخل بلغت أكثر من 80% من دخله السابق، فبحبوحة العيش باتت قاصرة على طبقة معينة من الأمراء والمهاجرين، إلا أنّ المدنيين هم المتضرر الأكبر من هذا الحال، في ظل قطع النظام السوري مرتبات عشرات الآلآف من الموظفين في الدوائر الرسمية، وشح الامطار في الوقت الذي تعتمد فيه محافظة الرقة على المواسم الزراعية.