صلاة الاستسقاء والأرض تُسقى بالدماء، الكيماوي يخنق أهالي حلب، لماذا قُصِفَت القوات التركية، خلايا داعش والنظام تنتعش، ماذا بعد المصالحة، السيسي يذهب بعيداً في دعم الأسد.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
خلايا داعش والنظام تنتعش
اغتيال 9 مقاتلين من “فيلق الشام” و “فتح الشام بريف إدلب إثر هجومين منفصلين من قبل مسلحين مجهولين بأسلحة كاتمة للصوت إذ كانت الإصابات في الرأس.
نشطت بالفترة الأخيرة الخلايا النائمة في كل المناطق المحررة، وتزامن ذلك النشاط مع هجمات النظام من جهة، واشتداد وطيس المعارك مع داعش من جهة ثانية، وقد أوجعت هذه العمليات الثوار لما أسقطته من شهداء من جهة، ولما لها من دور في زرع الفتنة وبث التفرقة بين صفوف الثوار من جهة ثانية.
ويتحمل الثوار جزءاً من المسؤولية لاستهتارهم أحياناً بتأمين أنفسهم، واتضح ذلك من خلال التفجيرات على الحدود التركية، ناهيك عن عدم وجود جهاز أمني محترف مدرب مُجمَع عليه من قبل كافة الفصائل حتى لا يكون وسيلة لتحقيق مآرب أخرى.
من المتعارف عليه أمنياً أن نجاح الاختراقات الأمنية لا يعود لقوة المخترِقين بقدر ما يعود لضعف التدابير الأمنية عند المخترَقين، وعليه فإنه يجب اتخاذ ما يلزم، ويوجه الثوار أصابع الاتهام لخلايا النظام وداعش، وكشفهما ليس أمراً صعباً في حال تضافر الجهود، ولا سيما في عمليات اغتيال بهذا الشكل.
صلاة الاستسقاء والأرض تُسقى بالدماء
وجه رأس النظام السوري بشار الاسد وزارة الأوقاف لإقامة صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة، وفعلاً أمر وزير الأوقاف أئمة المساجد بإقامة الصلاة.
قد يبدو الخبر طبيعياً قبل ستة أعوام حين كان غالبية الشعب مخدوعاً بالخطاب الديني للنظام الاستبدادي، فقد كان النظام يستثمر هذه المناسبات لتكريس سلطته والظهور بمظهر الحريص على الشعب، أما اليوم بعد انكشاف الأمور واتضاحها للقاصي والداني فإن العجب ينبع من جرأة النظام، ورجال الكهنوت الدجالين على الله سبحانه وتعالى، إذ يرفعون أيديهم لله ليسقيهم ماء عذباً فراتاً، بينما أيديهم ملوثة بدماء المؤمنين في حلب وغيرها، يسألونه طعاماً بينما يحاصرون أهل حلب ومضايا والحولة والوعر والمعضمية وغيرهم ليموتوا جوعاً، يسألونه سقوط الغيث بينما حمم طائراتهم وراجماتهم لا تتوقف عن السقوط فوق رؤوس المدنيين.
من المسلمات دينياً أن المعاصي والذنوب تمنع القطر من السماء، ويعرف الجميع أن من سنن صلاة الاستسقاء التوبة والإنابة ورفع الظلم وإعادة الحقوق لأهلها لا رفع الأيدي بالدعاء بينما تسمع أصوات القصف، وكأنها تلحن لهؤلاء دجلهم ونفاقهم.
لا يفسد الاستبداد السياسة فحسب بل يفسد منظومة المجتمع على كل الصعد الدينية والاجتماعية والأخلاقية ناهيك عن الاقتصادية.
الكيماوي يخنق أهالي حلب
خمس حالات موثقة خلال عشرة أيام استخدم فيها النظام الكلور السام في قصفه المروحي لأحياء حلب الشرقية.
يلعب النظام السوري بالتعاون مع روسيا لعبة قذرة جداً في حلب، فقد سبق استخدام الكلور في قصف أحياء حلب الشرقية واستخدمه في مشروع 1070 شقة حين اتهم النظام المعارضة السورية المسلحة بذلك، وهذا يؤكد أن استخدام الكلور السام سياسة ممنهجة لدى النظام السوري.
ويبدو مريباً حجم الصوت الدولي تجاه استخدام النظام لهذا السلاح الكيماوي مما ترك انطباعاً أن ثمة ضوء أخضر دولي بالموافقة على سيطرة النظام على حلب بعد حرقها وإبادة من فيها، وفعلاً نجح النظام بخرق صفوف الثوار في حي مساكن هنانو بعد استخدام هذا الغاز، وتجري معارك ضارية بين الطرفين حالياً داخل الحي المذكور.
ويخشى الأهالي أن يتابع النظام السيناريو ذاته في بقية الأحياء مستغلاً فترة الانتقال السياسي في الولايات المتحدة، وتزداد الخشية في حال مباركة ترمب وفريقه القادم لسياسة الإبادة التي ينهجها النظام والروس ضد المدنيين.
ماذا بعد المصالحة
معارك طاحنة وملاحم بطولية شهدتها جبهات البحارية والميدعاني والريحان في صد حملة شرسة تشنّها قوات الأسد والميليشيات الموالية له على الغوطة الشرقية.
حبس أهل الغوطة أنفاسهم، وبلغت القلوب الحناجر وهم يرون قوات النظام باتت على مرمى حجر من دوما، وبالتالي كسر شوكة الثورة، والسيطرة على الغوطة الشرقية لاحقاً، فقد تعرض الثوار لسلسلة من الهزائم المتلاحقة، وتراجعوا عن كثير من المواقع بعد أن كانوا عام 2013م يخططون لاقتحام العاصمة. فرق شاسع بين الأمس واليوم، ولا يعود ذلك للدعم الذي تلقاه الأسد من إيران والميليشيات الطائفية والروس فحسب بل للدعم الذي تلقاه الأسد من الثوار!.
نعم لقد قدم الثوار هديةً تلو الأخرى للأسد من خلال تشرذم القيادات إلى فصائل وتشكيلات لا تنسجم مع متطلبات المرحلة، ورفضها الانخراط في جسم عسكري واحد ضمن قيادة واحدة تخطط للمعارك وتديرها، وأدى التشرذم لاحقاً لاقتتال داخلي قطف النظام ثماره بالتقدم الذي أشرنا إليه.
واليوم يلتقط الثوار أنفاسهم ويستعيدون زمام المبادرة بعد المصالحة التي تمت بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، ولابدّ من الإشارة أن هذه خطوة في الطريق لا تكفي وينبغي أن تُتبع بخطوات، فأيام من الوحدة أعطت مبشرات فقد دمر الثوار ٣ من مدرعات النظام، وقتلوا ما لا يقل عن ١٥ عنصراً، واستعادوا عدداً من النقاط.
لماذا قُصِفَت القوات التركية
قصفت طائرات النظام السوري مرتين متتاليتين القوات التركية الداعمة للثوار في عملية درع الفرات قرب الباب مما أدى لمقتل أربعة جنود أتراك، وجرح قرابة العشرة.
لا شكّ أن للحادثة دلالات خطيرة، ولا سيما عندما نعرف أن عملية درع الفرات انطلقت بموافقة روسية، ورضا أمريكي، ولم يكن للقوات التركية أن تعبر حدودها لولا ذلك، فهل تمرد النظام على سيده الروسي أم ينفذ أوامره؟! تفسر خطوة النظام حقيقة في إطار قراءة المشهد كاملاً، فقد سبق هذا القصف حشد النظام قواته في مطار كويرس جنوب مدينة الباب، وتقدمت في الوقت عينه القوات الكردية نحو مدينة الباب بعد انسحاب تنظيم الدولة من عدد من القرى، ومنها بلدة “العريمة” التي حدثت فيها بعد انسحاب داعش اشتباكات عنيفة بين “قسد” وقوات “درع الفرات” مما يؤشر أن التفويض الممنوح لتركيا لا يشمل مدينة الباب بدليل سحب الولايات المتحدة مشاركتها ودعمها لعملية درع الفرات.
فالروس والأمريكان لا يريدان حدوث تماس مباشر بين ثوار درع الفرات وقوات النظام جنوب مدينة الباب، وهذا الصدام حاصل لا محالة في حال سيطرة الثوار على مدينة الباب، وبالعودة للوراء قليلاً يتضح أنّ المهمة الرئيسة للكرد تمثلت بتشكيل طوق يفصل قوات الثوار عن قوات النظام، وهذا الطوق أو السياج ينقطع في حال سيطرة الثوار على الباب.
ويصعب من ناحية أخرى انسحاب الكرد لشرق الفرات ومدينة منبج تحديداً قبل سيطرة الثوار على مدينة الباب، وهذا ما يدفع تركيا للإصرار على دخول مدينة الباب، فالحلم الكردي لن يسقط إلا إدا سيطرة قوات درع الفرات على كل المناطق غرب الفرات بما فيها منبج والباب، فالقصف الجوي رسالة واضحة للأتراك، فهل يفهم الأتراك الرسالة ويقفون على حدود الباب، أم يمضون في حماية أمنهم القومي، وهل ينتظر القرار التركي قرار الإدارة الأمريكية الجديدة؟!.
اللعب في الوقت الضائع
اتهمت فرنسا نظام الأسد وحلفاءَه باستغلال حالة “الغموض السياسي” في الولايات المتحدة لشن “حرب شاملة” على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
صعد النظام من 15 الشهر الجاري حملته العسكرية على حلب، واستخدم السلاح الكيماوي ” الكلور السام” ضد المدنيين خلالها خمس مرات، ولم يقتصر التصعيد على حلب الشرقية فقد قام النظام بقصف القوات التركية مرتين وسقط قتلى أتراك بالقصف، مما دفع أردوغان للاتصال ببوتين سيد الأسد للاستفسار عن حيثيات التطور الأخير، وسبق قصف النظام حشده للقوات في مطار كويرس، وحديث الإعلام الموالي له عن تقدم الجيش نحو مدينة الباب.
ويبدو واضحاً حجم الدعم الروسي للنظام في حربه على المعارضة، فالنظام والروس يريدان فرض واقع جديد أمام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، واقع يفرض الرؤية الروسية الاسدية للحل المستقبلي.
ويعطي تصعيد النظام انطباعاً بأنّ النظام والروس قلقون من ترمب رغم كلامه المؤيد للأسد وبوتين خلال الحملة الانتخابية، فكلام الانتخابات سكر يوقظه سياسة الواقع والمصالح، ومصلحة أمريكا مع أوروبا والخليج، وتصريح ترمب حول حلف الأطلسي خلال الحملة الانتخابية وبعد نجاحه يوضح صوابية هذا الكلام.
يستطيع الأسد والروس خلال هذه الأيام تدمير مزيد من القرى والبلدات والمدن لكنهم لا يستطيعون كسر شوكة المعارضة والقضاء على الثورة في غضون شهور، فاللعب في الوقت الضائع بالتالي لن يغير من المعادلة السياسية، بل قد يدفع الإدارة القادمة لاتخاذ مواقف أكثر فاعلية.
السيسي يذهب بعيداً في دعم الأسد
السفير اللبنانية : 18 طياراً مروحيا، مصرياً وصلوا إلى مطار حماة للمشاركة في الحرب.
لم يفاجئ خبر صحيفة السفير المتابعين للشأنين المصري والسوري، فالخبر يأتي منسجماً مع سياسة السوري تجاه الملف السوري، واتضح ذلك من خلال تصويت مصر لصالح القرار الروسي الذي رفض من أعضاء مجلس الأمن مما ولّد أزمة بين نظام السيسي ودول الخليج، وعبر السيسي صراحة دون حياء عن دعمه للأسد من خلال مقابلة تلفزيونية ذكر فيها صراحة دعمه لجيش النظام.
ولا يجهل السيسي أن جيش النظام لم يعد له وجود، وما بقي هي المؤسسات الأمنية العفنة التي تشبه مؤسساته الأمنية، ويدرك أن من يقاتل شبيحة وميليشيات طائفية، وبالتالي فهو يدعم الأسد لا سورية وجيشها، ولا يعتقد مراقبون أن يقدم السيسي شيئاً ذا قيمة للنظام السوري، فوضعه ليس بأحسن من بشار، فالسيسي أوقع مصر بأزمة اقتصادية، وورطها في حرب ليبيا، ويعاني من غليان الشارع المصري ضده، شارع يتوقع في أية لحظة وصوله لحالة الانفجار.
لن يتجاوز دعم السيسي الدعم السياسي، وسينعكس ذلك على السيسي سلباً داخلياً وإقليميّاً، وسيحصد قريباً ثمن سياساته اللاعقلانية، وكشف إرسال الطيارين حجم المؤامرة على الثورة السورية، وكثرة أعدائها، فلم يبق طائفي حاقد لم يأت لمساعدة الأسد من إيران وباكستان وأفغانستان والعراق ولبنان و…إضافة لروسيا واليوم مصر السيسي والله أعلم من غداً.
وبالمقابل أُرسل البعض “الدواعش” فمزقوا الثورة من الداخل، وأنهكوها، وقدموا المبررات للآخرين لسحق الثورة، وجهد من يسمون أنفسهم أصدقاء منع السلاح النوعي من الوصول ليد الثوار، ورغم ذلك بقيت الثورة السورية لأنها ثورة شعب.
أيتحول لبنان لصومال جديدة
كشف النائب اللبناني وئام وهاب بأنه يطمح للزعامة الدرزية في المنطقة، وجاء التصريح بعد أيام من إقامة ميليشيات “سرايا التوحيد” عرضاً عسكرياً في منطقة الجاهلية بلبنان.
لا تأتي الغرابة من سعي وئام لتزعم الطائفة الدرزية، فذلك طموح سياسي لا ينكره أحد عليه. إنما يأتي الاستهجان من سعي بعض الزعماء تكريس الطائفية على حساب الانتماء الوطني مما يدفع المنطقة لمزيد من التشظي، ولا سيما عندما نشاهد عروضاً عسكرية لأحزاب سياسية من المفروض أن تتنافس وتتزاحم عند صناديق الانتخابات.
لا يختلف عرض وئام وهاب العسكري عن عرض جماعة حسن نصر الله في سورية إلا بالمكان، فالعرضان العسكريان يدلان على غياب الدولة اللبنانية، والعرضان أحرجا الرئيس اللبناني الجديد الذي أخذ على عاتقه تعزيز اللحمة الوطنية، لكنه فوجئ بأن بلاده والسياسيين الموالين له يسيرون في اتجاه مغاير.
لا يملك عون إلا السكوت، فليس بوسعه وقف هذه المشاهد أو حتى الاعتراض عليها، لأنه يدرك أنها صورة مصغرة لنظام الأسد وبالتالي فهذه الميليشيات مستعدة لتدمير البلد وحرقه إذا وقف أحد ما في طريقها، ولا يُستبعد أن نشاهد قريباً عرضاً لقوًى سنية، وأخرى مسيحية وليس بوسع الرئيس فعل شيء أيضاً، إنّ وجود السلاح بيد مرتبطة بالخارج لا شك سينعكس وبالاً على الدولة لأن هذا السلاح سيوجه لا محالة لصدور الشعب، ولمؤسسات الدولة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.