هل انسحبت قوات ميليشيات حماية الشعب الكردية فعلاً؟!، مغزى توقيت “سيزر”؟!، حلب تُباد من جديد، رجال الأسد يتلذذون بالعبودية
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
مغزى توقيت “سيزر”؟!
أقر الكونغرس الأمريكي قانون “حماية المدنيين” في سورية المعروف إعلامياً بقانون “سيزر”.
لا بدّ من توضيح أمرين مهمين يتعلقان بالقانون؛ فقد رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما التوقيع على القانون نفسه قبل عامين، والأمر الثاني يتعلق بطبيعة الكونغرس الجديدة إذ يشكل الجمهوريون غالبية به، وبالتالي فالرئيس الجمهوري القادم لديه أريحية في تطبيق قرار الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهويون.
ويغيب عن الإعلام حيثيات القانون، فالقانون لم يبنَ بناء على صور قيصر فحسب، بل هناك وثائق رسمية موقعة من الرئيس السوري وقيادات عليا تثبت ارتكابهم لجرائم حرب، ويبدو لافتاً أن الوثائق تكشف بوضوح توثيق النظام لجرائمه، ويشكل القانون حتى لو لم يُطبق ورقة ضغط قوية بيد الرئيس الأمريكي ترامب على الروس، فالقانون يتيح فرض عقوبات على كل من يتعامل مع الأسد وذلك لا يشمل إيران وروسيا فقط بل يشمل كثير من الدول العربية.
وواهم من يعتقد أن القانون لا يجدي نفعاً في حال تطبيقه، فالولايات المتحدة لمن لا يعلم تمسك بمفاتيح الاقتصاد العالمي وبالتالي فالروس سينسحبون صاغرين من سورية في حال تطبيقه، ولن تكون إيران أحسن حالاً.
وستوضح الأيام إذا ما كان القانون للضغط أو للتطبيق. ونشير أخيراً أن تطبيق القانون ينسف الاتفاق الأمريكي الروسي الذي يتيح بقاء الأسد أو رموز نظامه في المرحلة الانتقالية، فلا يمكن في حال تطبيق القانون السماح لمجرمي حرب قيادة أو مشاركة آخرين في مرحلة انتقالية.
هل انسحبت ميليشيات حماية الشعب الكردية فعلاً؟!
نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أكد موقف بلاده من وجود قوات الحماية الكردية في منبج قائلاً: إما أن يخرج التنظيم الكردي من المدينة أو يتمّ إخراجه.
لا يترك الأتراك مناسبة إلا ويؤكدون وجوب انسحاب القوات الكردية لشرق الفرات، ولاسيما للأمريكان الذين يؤكدون للأتراك أنهم ملتزمون بالتفاهمات التي تنص على انسحاب الكرد من منبج.
وقد أصدرت قوات الحماية الكردية بياناً جديداً تؤكد فيه انسحابها من منبج وتسليم مقاليد الأمور للمجلس العسكري في منبج.
وجاء البيان الكردي منافياً للواقع، بل يلاحظ مؤخراً محاولة القوات الكردية التمدد نحو مدينة الباب فقد سيطرت مؤخراً على عدة قرى قريبة من بلدة قباسين، وباتوا على مرمى حجر من بلدة قباسين، والهدف من ذلك التقدم قطع الطريق أمام وصول الثوار للباب، ويؤكد ما سبق أن أطماع القوات الكردية ما زالت قائمة، ويؤكد الموقف الضبابي للولايات المتحدة، فالقوات الكردية لا تستطيع التقدم متراً واحدة دون موافقة الأمريكان، وما يزيد الشكوك حول الموقف الأمريكي إعلان الأمريكان وقف مشاركتهم ودعمهم الجوي لعملية درع الفرات.
وتزيد التطورات الأخيرة من أهمية معركة الباب وصعوبتها في آن واحد، فالسيطرة على الباب تعني أتوماتيكياً سقوط منبج، وبالتالي قطع الطريق على الميليشيات الكردية.
وأُضيف للمشهد أخيراً حشد النظام لقواته في مطار كويرس مما ينذر بتنسيق بين القوات الكردية وقوات النظام للسيطرة على المناطق جنوب وشرق الباب في حال فشلهم بالسيطرة على الباب، وبالتالي يتحول وصل الكانتون الكردي إلى الجنوب بعد فشل وصله عبر جرابلس.
الأسد يستغيث بالميليشيات الطائفية
هادي العامري قائد ميليشيا بدر يذكر أن الأسد طلب من “ميليشيا الحشد الشعبي” دخول سورية بعد انتهاء معركة الموصل لمواجهة الفصائل الثورية في سورية.
يختصر الخبر السابق حال الوضع السوري؛ إذ يوضح بما لا يدع مجالاً للشك استمرار النظام السوري في خيانته للشعب، فلم يكتفِ النظام السوري بالاستعانة بالمجرمين وحثالة البشر (الشبيحة) لقتل شعبه وتهجيره، فاستعان بدول الإجرام (روسيا، إيران) لقمع ثورة الشعب، وهو اليوم يستعين بطائفيين حاقدين كانوا السبب الرئيس في ولادة داعش ليزيد الممزق تمزيقاً، وليقضي على إمكانية العيش الوطني المشترك.
ويدلل استغاثة الأسد بالميليشيات الطائفية على جملة أمور عدا ما سبق، فالاستعانة بميلشيات طائفية مرتبطة بالخارج تعني أن حزب البعث العربي الاشتراكي لم يبق منه شيء حتى اسمه، فالأسد أدار ظهره للعروبة، والعلمانية والاشتراكية، وشرع أبواب سورية للغزاة، وكشفت الاستغاثة أن الدعم الذي كان يقدمه الأسد للـ “المقاومة” في العراق لم يكن بدافع العروبة ومحاربة الاستعمار، فهو كان يدعمهم لتوريط الأمريكان بالمستنقع العراقي، وتكبيدهم أكبر قدر من الخسائر حتى لا يفكروا بالتوجه نحو سورية، وهذا يفسر استغاثة الأسد اليوم بمن جاء على الدبابة الأمريكية.
والأمر الثالث والمهم يتمثل بعجز الأسد عن قمع الثورة الشعبية رغم كل الدعم الذي قدم له، ويدلل على استحالة هزيمة الثورة في سورية لأنها ثورة شعب، وقد يتوهم الأسد أنه باستطاعته سحقها بالقوة العسكرية وشذاذ الآفاق لكنه لا يدرك أنها ثورة شعب ستنتقل لنوع جديد من المقاومة.
حلب تُباد من جديد
تتعرض مدينة حلب لهجمة همجية جديدة من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي تسفر يومياً عن استشهاد عشرات المدنيين ناهيك عن الدمار، وتعطيل كل وسائل الحياة.
عاد النظام لسياسة الأرض المحروقة بهدف تركيع أهالي حلب، ويلاحظ استهداف النظام للمشافي فقد تعرض مستشفى “عمر بن عبد العزيز” بأحياء حلب المحاصرة للاستهداف من قبل النظام مما أدى لخروجه عن الخدمة ووقوع إصابات بين فريق الكادر الطبي والمرضى وسقوط شهداء، وهذا المستشفى الرابع الذي يخرج عن الخدمة في أحياء حلب المحاصرة خلال يومين نتيجة استهدافها المباشر من قبل النظام وطيران العدوان الروسي، فالنظام يعمل جاهداً على استسلام الأهالي دون معارك تكلفه خسائر بشرية.
ويحاول النظام والروس فرض سياسة الأمر الواقع غير مكترثين بالنداءات الدولية، وهيئات الإغاثة الإنسانية، فهذه النداءات لا قيمة ما لم تقترن بممارسات رادعة على الأرض.
ويبدو أن كل الخطوط الحمراء تمحى، وتزال كل الحواجز في سبيل السيطرة، فقد عاد النظام لاستخدام غاز الكلور السام مرة ثانية حيث استهدفت قوات الأسد صباح اليوم الجمعة، حي مساكن هنانو في مدينة حلب، بغاز الكلور السام، الأمر الذي أدى إلى وقوع حالات اختناق في صفوف المدنيين، وقد مهد النظام لذلك عندما تحدث -كذباً- عن نية المعارضة استخدام الغازات السامة.
إن إدانة الأسد من قبل الأمم المتحدة باستخدام غاز الكلور في تحقيقاتها، ومعرفة الدول الكبرى حجم الجرائم وتركه في الحالتين دون حساب يعني السماح للأسد بعمليات القتل والإبادة، طبيعة الأهداف المستهدفة، ونوعية السلاح يثبتان بما لا يدع مجالاً للشك أن المستهدف الشعب لا الإرهاب، والإرهاب الحقيقي يتمثل بقتل الشعب والصمت أمام قتل الشعب.
رجال الأسد يتلذذون بالعبودية
تداول ناشطون مقطع فيديو نشرته شبكة “حلب الآن” يظهر فيه إهانة سهيل الحسن الملقب بـ”النمر” لمراسل النظام في حلب شادي حلوة.
وجه سهيل الحسن إهانة للمراسل شادي الحلوة لأنه هتف “بالروح بالدم نفديك سورية” إذ ينبغي أن يهتف “بالروح بالدم نفديك يا بشار” وفق معتقد سهيل حسن الذي تابع بأن سورية هي بشار، وتتضح الإهانة من خلال الكلام وطريقته، ومن خلال الإشارة والتجاهل المذل لمراسل حربي.
كما كشف الفيديو أن شادي مجرد مخبر عند أفرع المخابرات، وبدا ذلك من خلال كلام سهيل الحسن، وهذا للأسف حال سورية حالياً وسابقاً، فلا يصل -غالباً- أصحاب الكفاءة، إنما يصل أولئك المنبطحون، وقد يسمح النظام ببعض الكفاءات بالوصول لتجميل منظره من جهة، ولحاجته الماسة لهم من جهة سورية، وهذا يفسر خراب سورية قبل الثورة رغم كل العقول المبدعة.
وبدلاً من أن يخجل شادي حلوة من الفيديو الذي تتضح فيه الإهانة نشر صوراً تظهره كخادم ذليل عند النمر، واعتبر ناشري الفيديو “يصيدون بالماء العكر”. وتناسى شادي أنهم القذارة التي تلذذت بالعبودية، وتناسى أنه والنمر وأمثالهم القذارة التي عكرت صفاء سورية.
حقيقة الموقف الأمريكي
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما خليفته المنتخب دونالد ترامب للوقوف في وجه روسيا عند الضرورة، وحذر أوباما خليفته المنتخب دونالد ترامب من أية تسويات مع موسكو، داعياً إياه للوقوف في وجهها إذا لم تحترم القيم والمعايير الدولية، لكنه حثّ ترامب على التعاون مع روسيا في الأمور التي تتفق مع المصالح الأميركية.
عبّر أوباما بصدق في آخر أيامه عن حقيقة السياسة الأمريكية، سياسة تقوم على المصالح حيث لا مكان للقيم والمبادئ إذا تعارضت مع المصالح، وتفسر كلمات أوباما الموقف الأمريكي من الثورة السورية خلال السنوات المنصرمة، فالمصلحة الأمريكية قائمة على استمرار هذه الثورة، فمن مصلحة أمريكا توريط أعدائها الروس والإيرانيين في سورية، ومن مصلحتها رؤية أعداء إسرائيل جميعاً يقتل بعضهم بعضاً، ومن مصلحتها ابتزاز دول الخليج وتركيا.
كما هيأت الأحداث للولايات المتحدة رسمَ خارطة جديدة للمنطقة، وفي أحسن الأحوال جعلت دول الإقليم أكثر حاجة للولايات المتحدة بالوقت عينه استنزفت كثيراً من قدرات الأعداء، وتحقق أمن إسرائيل لعقود في الحد الأدنى.
تصريح أوباما مصداق الموقف الأمريكي الذي غض الطرف عن جريمة الكيماوي مقابل تسليم سلاح الجريمة، ويفسر رفض أوباما توقيع قانون سيزر، ويفسر رفض تسليح الجيش الحر بالسلاح النوعي، ويفسر ويفسر كثيراً من المواقف الأمريكية.
وتصريح أوباما رد واضح لكل أولئك الذين يناشدون الضمير العالمي، فأوباما يقول للجميع تتوقف المبادئ والقيم حيث تبدأ المصالح، وعلى كل من يتعامل مع المسألة السورية البحث عن حل لمعاناة السوريين في دائرة المصلحة، وسوى ذلك عبث سياسي يطيل عمر المعاناة.
معركة الرقة
الميليشيات الكردية تسيطر على عدد من القرى في معركة “غضب الفرات” الهادفة لطرد داعش من الرقة.
سيطرت ميلشيات سوريا الديمقراطية، خلال الأيام الماضية على عدد من القرى منها الهيشة، وخنيز شمالي، وخنيز الغانم وعلى أطراف قرية تل السمن والتي تبعد 35 كم جنوب شمال مدينة الرقة، كما سيطرت على عدة قرى جنوب عين عيسى، وتلقى القوات المهاجمة مقاومة شرسة من قبل داعش.
ويُلاحظ اختلاف معركة الرقة عن معركة منبج، فالإسناد الجوي المقدم أقل من ذلك الذي قُدِم في معركة السيطرة على منبج، وكذلك مقاومة الدواعش تختلف بشراستها عن معارك ريف منبج، ويدلل ذلك أن معركة الرقة ستكون طويلة، ويرجع ذلك للخلاف الأمريكي التركي، فالأتراك يضغطون باتجاه منع القوات الكردية دخول الرقة.
ويُعتقد أن المعارك ستبقى مقتصرة على عزل الرقة دون اقتحامها ريثما تنضج التفاهمات التركية الأمريكية، وحتماً لن يتم ذلك في عهد أوباما، ويتوقع أن يكون الدور التركي أكثر فاعلية في الشأن السوري عموماً، والحرب على داعش خصوصاً، فقد رشح من تصريحات ترمب والمقربين منه وجوب إعادة الاعتبار لتركيا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.